موضوعات متنوعة

هل تضر المقاطعة بالاقتصاد المصري؟

هل تضر المقاطعة بالاقتصاد المصري؟ سؤال تردد كثيراً فى الفترة الخيرة بعد أحداث معركة (طوفان الأقصى) وبداية العدوان الإسرائيلي الوحشي علي (قطاع غزة)، حتي وصل عدد الشهداء الي آلاف الشهداء حتي وصل العدد قرابة 11 الف شهيد اغلبهم من الأطفال والنساء، ووصلت اعداد المصابين الي عشرات الاف المصابين اغلبهم ايضاً من النساء والأطفال حتي وصلت اعداد المصابين الي حوالي 28 الف إصابة، كما أصبحت تقريباً جميع مستشفيات (قطاع غزة) خارج الخدمة وغير قادرة علي تقديم الخدمات الطبية للمصابين، واستمرار نزوح اكثر من مليون مواطن عن منازلهم بسبب القصف الجوي الإسرائيلي الذي يتعمد استهداف المدنيين.

وفي ظل هذا العدوان الهمجي علي الأبرياء كانت ردة فعل العالم الغربي خسيسة بكل ما تحمل الكلمة من معاني، فقد كانت صور مئات الشهداء والجرحى يومياً تثير نفوس العالم الغربي، لكنها تثير نفوسهم الي زيادة اعداد هؤلاء الضحايا، فازدواجية معاييرهم دفعتهم الي دعم العدوان الإسرائيلي، بل وايضاً تزويدهم بالمال وايضاً بالسلاح.

كان علي رأس هذه الدول (الولايات المتحدة الأمريكية) و (المملكة المتحدة بريطانيا) و (فرنسا) و (ألمانيا) و (أوكرانيا) وغيرهم من الدول التي تدعي انها تهتم بحقوق الانسان، لذلك كان القرار من الشعوب العربية بمعاقبة هذه الدول الداعمة للاحتلال وعدوانه، وكان القرار هو مقاطعة كل المنتجات التابعة لهذه الدول، واستبدالها بالمنتجات محلية الصنع او حتي الاستغناء عنها تماماً.

أنا مقاطع وأنت


هل تؤثر المقاطعة علي الشركات المصرية؟

خرجت بعض الأصوات التي تنادي بإلغاء أي حملة للمقاطعة، وكان طلبهم هذا مبني علي ان المقاطعة تضر بالاقتصاد المصري، كما قالوا ايضاً ان هذه المقاطعة قائمة ضد شركات مصرية تحمل فقط العلامة التجارية لشركة اجنبية، اما أصحابها فمصريون والعاملين بها ايضاً كذلك، بالتالي فإن المقاطعة تضر بالشركات المصرية والعاملين بها، مما يعود بالضرر المباشر علي الاقتصاد المصري.

المقاطعة هل تؤثر على الأقتصاد المصرى

وخرج بعض المحللين الاقتصاديين ايضاً ليهاجموا المقاطعة مدعيين أن هذه المقاطعة تسبب الخسارة لأصحاب المحلات التجارية، لأنه يؤدي الي ركود البضاعة في مخازنهم، حتي تنتهي فترة صلاحيتها ويتم التخلص منها، مما يسبب خسائر مادية كبيرة لأصحاب هذه المحلات التجارية تعود بالسلب علي الاقتصاد المصري.

كما ادعي بعض الخبراء والمحللين الاقتصاديين ان مقاطعة المنتجات التابعة للشركات الأجنبية يضر بالاقتصاد المصري، وتسبب الخسائر المالية للقطاع الخاص والقطاع الحكومي علي حد سواء.

وايضاً تم اتهام المقاطعة انها ستتسبب في ان يفقد الاف العاملين وظائفهم في هذه الشركات والمصانع، بعد ان تستقبل هذه الشركات الخسائر المادية الكبيرة بسبب المقاطعة، فإنها ستقوم بتسريح عدد كبير من عمالها، مما سيتسبب في ازمة كبيرة في العمالة وتزايد نسبة البطالة بصورة كبيرة.

المقاطعة


المقاطعة لا تضر الاقتصاد المصري ولا العاملين به:

علي الرغم من كل هذه الحملات التي تطالب بإلغاء المقاطعة، الا ان الواقع ان المقاطعة لا تؤثر بالسلب علي الاقتصاد المصري، بل إن عدداً من الخبراء الاقتصاديين صرحوا ان حملات المقاطعة كانت سبباً في تنشيط الاقتصاد المحلي، بعد استبدال المنتجات التابعة لشركات دعم الاحتلال بمنتجات الشركات الوطنية.

أما اعتراض هذه الحملات علي ان المقاطعة قائمة ضد شركات مصرية تحمل فقط علامة تجارية اجنبية، ففي الواقع ان هذا الامر غير صحيح لأن هذه الشركات في الواقع قد قامت بشراء هذه العلامة التجارية من الشركة الأم الداعمة للاحتلال، ويكون شراء العلامات التجارية من خلال دفع مبلغ مالي متفق عليه من الطرفين، بالإضافة الي نسبة من الأرباح دائمة سنوياً، وهو ما يعني ان هذه الشركات علي الرغم من كون أصحابها بالفعل من المصريين، الا ان الشركة الأم الداعمة للاحتلال تستفيد بصورة مباشرة من الأرباح التي تحصل عليها هذه الشركات المصرية، لتقوم بإرسال نسبة من هذه الأرباح الي جيش الاحتلال الإسرائيلي ليستخدمها ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني.

اما عن البضائع التي تركد في مخازن المحلات التجارية، فهذا كلام غير صحيح نهائياً، لأن المحلات التجارية تستطيع إعادة البضائع التي تم شرائها من هذه الشركات ببساطة، طالما انها مازالت بحالة سليمة يمكن اعادتها للشركة، مما يعني انه لا يوجد خسائر تعود علي أصحاب المحلات التجارية.

وايضاً الحديث عن الخسائر المالية للقطاعين العام والخاص فهو ايضاً غير دقيق ابداً، فقد قامت المقاطعة علي منع شراء المنتجات التابعة للعلامات التجارية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، ولكن تم استبدالها بمنتجات محلية تماماً، فلا يذهب أي جزء من هذه الأرباح للخارج بل انها جميعاً تكون الي المصريين.

كما ان المقاطعة لم تكن ابداً سبباً في ان يخسر العاملين وظيفتهم، بل انها فتحت ابواباً ليحصل عدد كبير من العاملين علي وظائف جديدة بسبب زيادة الطلب علي المنتجات المحلية، وذلك ما حدث مع شركات مثل شركة (سبيرو سباتس للمشروبات)، فقد أعلنت الشركة عن حاجاتها الي اعداد كبيرة من العاملين الجدد بعد زيادة الطلب علي المنتجات بشكل كبير جداً منذ بداية المقاطعة، وبالفعل تقدم الاف الراغبين في العمل للشركة، وحصلوا علي وظائف جديدة لهم، كما أعلنت الشركة ايضاً انها قريباً ستقوم بفتح باب التوظيف مرة اخري.


الأثر الإيجابي علي الشركات المحلية من المقاطعة:

ساهمت حملات المقاطعة في مصر في سطوع عدد من الشركات المحلية الي ساحات المنافسة من جديد، والتي اثرت ايجابياً بشكل ملحوظ في زيادة المبيعات، وطرح منتجات جديدة محلية في الأسواق، وتأسيس خطوط إنتاج لتلبية الطلب المتزايد الذي ارتفع بمعدلات تصل إلى 40%.
وهناك بالفعل عديد الشركات الوطنية تماماً كانت قد استفادت من مقاطعة العلامات التجارية الأجنبية، وتستعرض (جنتي) أحد الشركات الوطنية التي استطاعت تحقيق الربح بفضل المقاطعة للمنتجات الأجنبية:


شركة سبيرو سباتس لصناعة المشروبات الغازية:

(سبيرو سباتس) لصناعة المشروبات الغازية هي شركة مصرية خالصة بنسبة 100%، لاقت الشركة رواجاً كبيراً خلال الفترة الوجيزة الماضية على صفحات التواصل الاجتماعي بمصر، حتي فاق حجم الطلب الحالي علي المنتج حجم قدرات الشركة التصنيعية، وذلك بحسب ما قال (يوسف طلعت) المدير التجاري والإداري في الشركة.

توقع (يوسف طلعت) في حديثه مع أحد الصحف استمرار الزخم على شراء منتجات شركة (سبيرو سباتس) خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وذلك لا سيما بعد ارتفاع مبيعات الشركة بنسبة 350%، حتي أصبحت تنتج الشركة حالياً حوالي 150 ألف باكيت يومياً وهو الحد الأقصى للطاقة الإنتاجية للمصنع.

سبيرو سباتس

وتابع (يوسف طلعت) لتلبية الطلب القياسي المتزايد على منتجاتنا دفعنا للعمل حالياً علي مدار24 ساعة عبر 3 ورديات عمل على مدار اليوم بدلاً من وردية واحدة متقطعة كما كان قبل المقاطعة، أشار (يوسف طلعت) ايضاً إلى إنه تم التوسع في شبكة التوزيع لتتواجد حالياً في نحو 25 محافظة مقابل 18 قبل العدوان الإسرائيلي على (قطاع غزة).

(يوسف طلعت) كشف عن اتجاه شركته لإضافة منتجات جديدة قبل نهاية العام الجاري أو خلال الربع الأول من 2024 بتمويل ذاتي، حتى تحقق رغبة المستهلك المصري في الحصول على بديل مصري.


وفى الختام نستطيع أن نقول أن حملات المقاطعة في مصر ساهمت فى عودة الحياة لبعض الشركات  المحلية، والتي اتجهت لزيادة المبيعات وطرح منتجات جديدة وتأسيس خطوط إنتاج لتلبية الطلب المتزايد الذي ارتفع، وأصبح جملة (عندك منتج وطني مكان الأجنبي)) عبارة ترددت كثيراً بين أفراد الشعب مساهمة بسيطة منهم لأخوانهم فى غزة ليعبروا لهم عن تضامنهم معها.

وفي النهاية فعلينا أن نعلم أن الرزق بيد الله سبحانه وتعالي وحده، وأن مقاطعة هذه المنتجات فهو لإرضاء الله سبحانه وتعالي ونصرة دينه، وكما قال الله تعالي “وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ”.

وعلينا التأكد أن الرزق بيد الله وحده، يرزق من يشاء كيف يشاء، وأن المقاطعة لن تضرنا او تنفعنا الا بإذن الله، كما قال الله سبحانه وتعالي “وَفِي السّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ*فَوَرَبّ السّمَآءِ وَالأرْضِ إِنّهُ لَحَقّ مّثْلَ مَآ أَنّكُمْ تَنطِقُونَ“.


موضوعات تهمك:

منتجات وتطبيقات لم تكن تعرفها تشملها المقاطعة

كيف أثرت المقاطعة علي الشركات الداعمة للاحتلال؟

أزمة محمد سلام وبيومى فؤاد وماذا نتعلم منها؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

مخالفة مانع الإعلانات

نأسف متصفحك يقوم بعمل تعطيل للأعلانات وهذا هو مصدر رزقنا برجاء تعطيل إضافة الحجب والتصفح , لن تسطيع رؤية الصور والفيديوهات بدون تعطيل الحجب