تربية الأطفال

كيف تؤثر الهواتف الذكية علي الأطفال؟

أصبحت الهواتف الذكية اليوم جزءاً أساسياً في حياة الافراد اليومية، بل أن هناك بعد الافراد الذين أصبح الهاتف الذكي هو الجزء الأكبر في يومهم، وذلك أيضاً ما يحدث في الحياة اليومية للأب والأم، وهو ما حول العلاقة بين الأطفال حديثي السن والهواتف الذكية الي علاقة معقدة أقرب الي الإدمان منه الي شيء أخر.

فبمجرد أن يبدأ الطفل في الادراك يكتشف ان والديه مرتبطون بهواتفهم الذكية بصورة كبيرة، وأنها ببساطة جزء لا يتجزأ من روتين حياتهم اليومي، ويكتشف الطفل أن أول علاقته مع والديه تكون بواسطة الهواتف الذكية ايضاً، من خلال الصور التذكارية التي يتم التقاطها له، بل أن كارثة تربوية تقع في المنازل اليوم أن الوالدين أحياناً يستعملون الهواتف الذكية كوسيلة لإلهاء الطفل، فيتحول الهاتف الذكي بالنسبة للطفل الي صديقه المقرب منذ الطفولة.

وعلي الرغم من أن البعض يري أن الهواتف الذكية خطر شديد علي الأطفال يجب ابعادهم عنه نهائياً، الا انها في الواقع سلاح ذو حدين، يمكنها أن تسبب العديد من المشاكل للأطفال حديثي السن، ألا ان لها عديد الفوائد إذا تم استعمالها بالشكل الصحيح، وتستعرض (جنتي) في هذا المقال الفوائد والمخاطر للهواتف الذكية علي الطفل.

كيف تؤثر الهواتف الذكية علي الأطفال؟



فوائد الهواتف الذكية للأطفال:

قد يكون هناك أهمية أن يكون للطفل هاتفه الذكي الخاص، وخصوصاً بعد أن يصل عمره الي أربع أو خمس سنوات، فقد يعود وقتها هذا الهاتف الذكي بفائدة عظيمة علي الطفل، ولكن ذلك يتوجب من الأهل متابعة مستمرة وتنظيم استخدامه للهاتف، ومن هذه الفوائد:


1- التواصل مع الطفل عن بعد

إذا كان طفلك يذهب خارج المنزل بصورة مستمرة، مثل الذهاب الي الحضانة او رحلة مدرسية مثلا، فإنه من الضروري أن يكون هناك وسيلة تتواصل بها مع الطفل دائماً للاطمئنان عليه، كما أنه قد يحتاجه في طلب النجدة منك في الحالات الطارئة، وهو ما يجعل الهاتف الذكي ضروري للطفل.

الهاتف يساعد فى التواصل مع الطفل عن بعد
الهاتف يساعد فى التواصل مع الطفل عن بعد

2- توسيع مدارك الطفل

استخدام الهواتف الذكية بصورة سليمة وبمراقبة صحيحة من الأهل تساعد بصورة واضحة علي توسيع مدارك الطفل، حيث يجعله علي اتصال بشكل اكبر بالعالم الخارجي، وعلي معرفة بما هو جديد في التكنولوجيا والمعلومات، ويساعده علي زيادة الادراك وفتح افاق جديدة أمامه.

الهاتف يساعد فى توسيع مدارك الطفل
الهاتف يساعد فى توسيع مدارك الطفل

3- العملية التعليمية

أصبحت الهواتف الذكية حالياً ضرورية بشكل كبير في عملية التعلم في المدارس، فشبكة الانترنت حالياً تعتبر هي المصدر الأول للحصول علي المعلومات، والتطبيقات النظرية ايضاً علي المواد العلمية، من خلال المواد المسموعة والمقروءة، مما يساعد الطفل علي التعلم بشكل أسرع وأفضل.


4- التسلية

الألعاب والتطبيقات المسلية علي الهواتف الذكية قد تسبب مشكلة كبيرة للأطفال في حالة عدم التحكم في استخدامها، أما اذا تم ادارتها بشكل سليم فإنها تكون وسيلة تسلية لطيفة وممتعة للأطفال، وخصوصاً اذا كانت العاب تساعد علي التفكير وتساهم في تنمية العقل.



مخاطر الهواتف الذكية علي الأطفال:

الهواتف الذكية قد تصبح سلاحاً خطيراً في يد الطفل اذا انعدمت الرقابة والتنظيم من الوالدين والأهل، لذلك فإنه يمكننا ببساطة أن نقول بأن الهواتف الذكية يمكنها أن تصبح أداة ذات فائدة عظيمة، أو أنها تتحول الي سلاح مدمر للطفل، لذلك فإن الوالدين والأهل هم المسؤولون الأساسيون عن استخدام طفلهم للهاتف الذكي ومنع مخاطره، ومن هذه المخاطر ما يلي:


1- إدمان الهاتف الذكي

قد يظن البعض أن تعلق الطفل بالهاتف الذكي هو مجرد تعلق عادي يمكن للطفل التخلي عنه إذا أراد ذلك، لكن الواقع وما يصدم الأهل بعد فوات الأوان هو أن هذا التعلق قد تحول الي إدمان، لا يختلف أبداً عن هذا الإدمان للكحوليات او المخدرات، فعلمياً إن البقاء أمام شاشات الهاتف الذكي، فإن هذا يؤثر علي كيمياء المخ عند الطفل، ويؤثر علي افراز الهرمونات، وبالأخص افراز هرمون (الدوبامين) وهو الهرمون المسؤول عن السعادة، وهذا الهرمون هو سبب أساسي في أي نوع من الإدمان.

مخاطر الهواتف الذكية علي الأطفال
مخاطر الهواتف الذكية علي الأطفال

لذلك فبقاء الأطفال أمام شاشات الهواتف الذكية لمدة طويلة للتصفح أو اللعب يؤدي الي افراز هرمون (الدوبامين)، مع الوقت يزداد احتياج الطفل أكثر لهذا الهرمون الذي يعتاد الجسم علي افرازه أمام شاشة الهاتف الذكي، فيصبح الطفل يحتاج الي قضاء وقت أطول مع هاتفه الذكي، ويتحول الأمر الي ادمان فعلي، ويصبح من الصعب جداً نزع الهاتف من يد الطفل، والذي قد يتبعه حالات من الغضب الشديد ونوبات بكاء طويلة للطفل وقد تصل الي الهياج.


2- مشاكل واضطرابات النوم

اثبتت دراسات علمية أن الأطوال الموجية التي تنبعث من شاشات الهواتف الذكية أطوال موجية قصيرة، مما يجعل انبعاث الضوء الأزرق منه أعلي من انبعاث الضوء الطبيعي، وهذا الضوء الأزرق يؤثر بشكل سلبي أيضاً علي كيمياء المخ، وخصوصاً علي هرمون (الميلاتونين) وهو الهرمون المسؤول عن تحفيز النوم.

وكلما زاد الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الهاتف الذكي، أدي ذلك الي زيادة تأثير الطول الموجي القصير الصادر من الشاشة علي هرمون (الميلاتونين) للطفل، وبالتالي يفقد الطفل قدرته علي النوم.

الهاتف يسبب مشاكل واضطرابات النوم عند الأطفال
الهاتف يسبب مشاكل واضطرابات النوم عند الأطفال

وعلي الرغم من أن الهواتف الحديثة اليوم حاولت علاج هذه المشكلة، وذلك من خلال بعض التطبيقات والفلاتر التي تخفف من حدة اللون الأزرق، لكن الحقيقة ان استخدام الهاتف الحديث قبل النوم بشكل عام يسبب اضطراب النوم، لأن استخدام الهواتف الذكية يحفز العقل بشكل قوي جداً، مما يتسبب في فقد القدرة علي النوم وخصوصاً عند الأطفال، لذلك فيجب التأكد من الابتعاد عن الهواتف الحديثة لمدة ساعة علي الأقل قبل النوم.


3- مشاكل تطور الطفل

علي الرغم من أن أطفال الجيل الحديث قد يبدو أنهم أكثر ذكاءً وتطوراً من أطفال الأجيال السابقة بسبب كثرة استخدامهم للتكنولوجيا المتطورة والهواتف الذكية، لكن الحقيقة أن الدراسات قد اثبتت بأن الجيل الحالي تطوره المعرفي أقل بمعدل عامين كاملين عما كان عليه منذ 30 عاماً.

هذه الدراسة الصادمة أوضحت أن لطفل الذي يبلغ عمره الآن 10 سنوات يسير بنفس مستوى تطور الطفل الذي كان يبلغ 8 سنوات منذ 30 عاماً، وأوضحت الدراسات أن الهواتف الحديثة أثرت على تواصل الأطفال مع العالم الحقيقي والواقع، مما ادي الي أن الطفل في الجيل الجديد فقد الكثير من التفكير الملموس والتجريدي والحياة الحقيقية.

الهاتف يسبب مشاكل النمو والتركيز عند الأطفال
الهاتف يسبب مشاكل النمو والتركيز عند الأطفال

4- مشاكل النمو والتركيز

أثبتت الدراسات العلمية أن استخدام الهواتف الحديثة تؤثر علي الطفل في سن الثلاث سنوات او اقل بالسلب بشكل كبير، فهو يؤثر بشكل كبير علي النمو العقلي للطفل في سنواته الأولي، مما قد يؤدي الي مشاكل حقيقية في النطق وقد يؤدي الي امراض مثل التوحد.

وحتى مع كبر سن الطفل قليلاً، فإن الاستخدام الغير مسؤول للهواتف الذكية قد يؤثر علي تركيز الطفل وقدرته علي الحفظ، واذا لم يتم علاجه بشكل سريع فقد يؤدي الي امراض النسيان المبكر.

كما انه ومع استعمال الطفل للإنترنت عبر الهاتف قد يتعرض للمضايقات، أو أن يقع ضحية للمجرمين الإلكترونيين، وذلك في حالة غياب الوالدين وعدم وجود مراقبة وتوعية كافية وحماية من الآباء للأطفال الأصغر سناً.



الطريقة الصحيحة لحماية الأطفال من خطر الهواتف الذكية:

بعض الاباء يعتقدون أن الحل لحماية الأطفال من خطر الهاتف الذكي هو المنع تماماً، وهذا خطأ فادح بالفعل، لأنه ربما يسبب في زيادة المشكلة وليس حلها، لأنه بالفعل يري هذه الهواتف الذكية سواء معك او مع اقرانه، ولن تستطيع أن تعزل نفسك وابنك عن عالم التكنولوجيا الحديثة، ولن تستطيع أن تخفي الهاتف الحديث عن طفلك طويلاً، لذلك فإن الحل الأمثل هو الإدارة السليمة، والتي يمكن تطبيقها كما يلي:


1- مدة استخدام الهاتف يومياً

الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 2 إلى 5 سنوات يمكنهم استعمال الهاتف الذكي لمدة لا تتجاوز ساعة واحدة في اليوم.

أما الأطفال من عمر 5 إلى 18 سنة فلا يجب أن يقضوا أكثر من ساعتين في اليوم أمام الشاشات.


2- حظر وجود الهاتف الذكي في غرفة طفلك

يجب الا تسمح بوجود جهاز الكمبيوتر أو التليفزيون أو الهاتف الحديث في غرفة طفلك، ويجب ايضاً أن تبدأ في تنفيذ هذه الخطوة في سن مبكر أفضل من تأجيلها.


3- ضع قوانين يلتزم بها الطفل

يجب ان تضع قوانين عامة في المنزل بأوقات وأماكن غير مسموح باستخدام الهاتف الذكي فيها، مثلاً علي مائدة الطعام أو اثناء قضاء وقت مع العائلة والأقارب أو أثناء زيارة أحد الأقارب او الاصدقاء.

4- كن قدوة لأطفالك

بالتأكيد لا يمكن أن تنفذ الأمور السابقة وأنت مدمن للهاتف أو للألعاب، فيجب أن تكون قدوة حسنة لأطفالك، خاصة أنك كشخص بالغ لست بعيداً عن أضرار الهاتف التي ذكرناها في الأعلى.

5- تابع نشاط الطفل علي الهاتف باستمرار

تجنب فكرة الهجوم أو التقليل من اهتمامات طفلك والأمور التي يتابعها عبر الإنترنت، وبدلاً من ذلك شاركه اهتمامه وتقرب إليه، حتى تُصبح جزء من عالمه الافتراضي، وتنشأ بينكم ثقة تجعلك قادراً على حمايته من أي أخطار محتملة.

أب يتابع نشاط ابنه على الموبايل
أب يتابع نشاط ابنه على الموبايل


في النهاية، ان كان الاباء أنفسهم من مدمني استخدام الهواتف الذكية، فعليك ان تحل المشكلة مع نفسك اولاً، لأنك لن تستطيع اقناع الطفل ان الهاتف الذكي واقرانه من الأجهزة الالكترونية الحديثة لا يجب أن ترافقه طوال الوقت في حين أنك انت شخصياً تفعل ذلك.

وايضاً عليك ان تعلم انك انت من تستطيع ان تحافظ علي ابنك من خطر ادمان الهواتف الحديثة، عن طريق الرقابة والمتابعة السليمة.

 


موضوعات تهمك

أسنان الأطفال وأهمية الحافظ عليها

سلوك الأطفال الغاضب كيف نتعامل معه

كيف تختارين بيجامات الأطفال صحيه وشيك

الاكتئاب عند الأطفال

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

مخالفة مانع الإعلانات

نأسف متصفحك يقوم بعمل تعطيل للأعلانات وهذا هو مصدر رزقنا برجاء تعطيل إضافة الحجب والتصفح , لن تسطيع رؤية الصور والفيديوهات بدون تعطيل الحجب