موضوعات متنوعة

فضيحة شركة نستله تزلزل الرأي العام العالمي

فضيحة شركة (نستله) في صناعة منتجات الاطفال تزلزل الرأي العام العالمي وتهدد الشركة

فضيحة شركة نستله تزلزل الرأي العام العالمي، نشرت صحيفة (جارديان) تقريراً وصفه المتابعون بأنه فضيحة شركة (نستله) المدوية، حيث كشف التقرير ان الشركة السويسرية (نستله) اكبر شركات السلع الاستهلاكية في جميع انحاء العالم قد قامت بمخالفات لا تغتفر في منتجاتها المخصصة للأطفال، فحسب تقرير (جارديان) فإن شركة (نستله) قد اضافت السكر والعسل الي حليب الأطفال الذي تصنعه الشركة المعروف باسم (نيدو)، كما انها اضافت السكر والعسل ايضاً الي منتج الحبوب المخصص للأطفال صغار السن المعروف باسم (سيريلاك)، وهو ما يخالف المبادئ التوجيهية الدولية التي تهدف إلى الوقاية من السمنة والأمراض المزمنة علي المدي الطويل للأطفال، وهو الذي يعتبره النشطاء كارثة وجريمة إنسانية.

لكن فضيحة شركة (نستله) لم تقتصر فقط علي هذه الجريمة، بل أن التقرير قد كشف ايضاً ان (نستله) قد ارتكبت هذه الجريمة الإنسانية في منتجات الأطفال الموجه الي الدول الفقيرة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

نستله


منظمة Public Eye تكشف فضيحة نستله:

قام مجموعة من النشطاء في منظمة Public Eye السويسرية بجمع عينات مجموعة من عينات منتجات شركة (نستله) المخصصة للأطفال والتي تباع في الدول الفقيرة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ومن ثم تم ارسال هذه العينات الي مختبر بلجيكي متخصص في تحليل العينات.

مقالات ذات صلة

وكانت النتائج التي اظهرها المختبر البلجيكي صادمة، حيث أظهرت وجود سكر مضاف (سكروز) او عسل في عبوات منتج الحليب المجفف (نيدو) الذي يستخدم للأطفال من عمر عام واحد فما فوق، كذلك الحال مع منتج الحبوب (سيريلاك) المخصص للأطفال من عمر 6 أشهر حتى عمر عامين.

نستله


نستله تحافظ على الأطفال الأغنياء ولا تهتم بالفقراء:

وقد اكتشف الباحثون والنشطاء أن منتجات (نستله) في الأسواق الأوروبية الرئيسية لا تحتوي علي أي إضافات من السكر المضاف او العسل في المنتجات المخصصة للأطفال مثل نيدو وسيريلاك، علي الرغم من اكتشاف وجود سكر مضاف في بعض المنتجات المخصصة للأطفال الأكبر سناً، لكنه لم يوجد علي الاطلاق أي سكر مضاف في المنتجات المخصصة للأطفال من عمر 6 اشهر الي عمر عام واحد.

وقد تم اجراء الاختبارات علي عدد حوالي 150 منتجاً مخصصاً للأطفال بين عمر 6 اشهر حتي عمر عام، وكانت نتيجة الاختبارات انه لم يتم اكتشاف أي سكر مضاف في هذه المنتجات الموجودة في أسواق الدول الغنية مثل المانيا وفرنسا وسويسرا وبريطانيا وغيرها من الدول الغنية.

لكن المفاجأة في المقابل كانت انه نفس هذه المنتجات الموجودة في دول تعتبر فقيرة مثل جنوب افريقيا والفلبين وتايلاند تحتوي علي سكر مضاف بنسب خطيرة وغير صحية ابداً للأطفال في هذه البلاد.

نتيجة هذه الدراسة دفعت (لوران غابريال) خبير الزراعة والتغذية في منظمة Public Eye الي توجيه رسالة الي شركة (نستله) يقول فيها:

” يجب على شركة نستله وضع حد لهذه المعايير المزدوجة الخطيرة والتوقف عن إضافة السكر في جميع المنتجات المخصصة للأطفال دون سن الثالثة، في كل جزء من العالم”

نستله


تأثير السكر المضاف على الأطفال:

وجد الباحثون من خلال العينات المختلفة التي جمعوها انه وجبة واحدة من منتج (سيريلاك) المخصص للأطفال تحتوي على 6 جرام من السكر المضاف وهو ما يعادل مكعب ونصف من السكر، بينما في دول مثل المانيا والمملكة المتحدة لا يوجد أي سكر مضاف على الاطلاق في نفس المنتج.

وبما انه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن الكميات الطبيعية من السكر الموجودة في الأطعمة مثل الفاكهة امنة للأطفال، فإن إضافة أي سكر إضافي زائد للأطفال يمهد الطريق علي المدي البعيد لأمراض مثل السمنة وامراض القلب والأوعية الدموية، وهي الامراض التي تعتبر الامراض الرئيسية المسببة للوفاة في العالم.

ومنذ عام 2019 فإن منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تنصح بتقليل السكر المضاف في أطعمة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 اشهر حتي 36 شهراً.

ويسلط تقرير Public Eye الضوء أيضًا على أن منظمة الصحة العالمية تحذر من أن التعرض للسكر في وقت مبكر من الحياة يمكن أن يخلق تفضيلًا عند الطفل مدى الحياة للمنتجات السكرية، وخاصة في العامين الأولين من حياة الطفل.

نستله


نستله تتسبب في نقل مرض السمنة الي الدول الفقيرة:

منذ عام 1990 تضاعفت معدلات السمنة حول العالم، ومنذ ذلك العام الي اليوم تضاعفت نسبة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة المفرطة أربعة أضعاف، فقد وصلت الي 8% الأطفال في العمر بين 5 أعوام حتي 19 عاماً.

لكن المفاجأة الكبرى انه بعد أن كانت السمنة مرتبطة بالبلاد الغنية التي يمتلك سكانها دخلاً عالياً، أصبحت الان البلدان ذات الدخل المتوسط والضعيف تعاني من نفس المشكلة في سمنة الأطفال.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنه بينما تواصل البلدان الفقيرة محاولاتها في التعامل مع مشاكل الأمراض المعدية ونقص التغذية، فإنها أصبحت مؤخراً تشهد أيضا ارتفاعا سريعا في عوامل خطر الإصابة بالأمراض غير المعدية مثل السمنة وزيادة الوزن والأمراض التي تتبعها، والذي ظهر أن شركة (نستله) متورطة في انتشارها.

نستله

رد نستله علي الجريمة الإنسانية:

على الرغم من الانتقاد الشديد الذي تعرضت له شركة (نستله) من قبل منظمة الصحة العالمية، وايضاً الضغوط الشديدة التي واجهت الشركة السويسرية من قبل النشطاء والحقوقيين، الا ان رد المسؤولين في الشركة كان “إن منتجات نستله متوافقة مع معايير الدستور الغذائي.”

كما اضافت (نستله) عبر موقعها الالكتروني رداً علي التحقيق:

“الاختلافات الطفيفة في الوصفات عبر البلدان تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك اللوائح واتجاهات المستهلك وتوافر المكونات المحلية.”

وقد نقلت صحيفة (جارديان) الإنجليزية عن لوران غابريال خبير الزراعة والأغذية في Public Eye تعليقه:

“السبب في عدم إضافة السكر إلى المنتجات الأوروبية ليس بسبب وجود تشريعات أكثر صرامة، ولكن السبب هو أن شركة نستله قررت عدم إضافة السكر إلى أغذية الأطفال التي تنتجها في الأسواق الأوروبية لأنها تعرف ما يتوقعه المستهلكون هنا (في أوروبا).”

نستله

منظمة Public Eye تتهم نستله باستخدام تقنيات تسويق غير أخلاقية:

أشار التقرير الي ارتكاب شركة (نستله) العديد من المخالفات التسويقية الغير أخلاقية، فقد أوضح التقرير ان التحقيقات أظهرت ان (نستله) تعتمد علي رواد مواقع التواصل الاجتماعي المؤثرين حول العالم من مختلف البلدان في إكساب الاباء الثقة في منتجات الشركة.

وكشفت التحقيقات ايضاً انه وفقاً لزميل الأبحاث الكبير في جامعة سيدني (فيليب بيكر)، فإن شركة (نستله) تستخدم أيضًا شبكات من الخبراء والمهنيين الصحيين لتطوير ولاء من المهد إلى اللحد بين المستهلكين وعملاء الشركة.

نستله
Version 1.0.0

نستله تعلم خطر السكر المضاف للأطفال:

أوضحت التحقيقات والتقرير ان (نستله) تدرك جيداً خطر السكر المضاف للأطفال الرضع، فقد ذكرت الشركة في أهم 9 توصيات لها للأطفال الرضع في النسخة الفرنسية من الموقع المختص بالطفل Baby & Me، لا ينصح بإضافة السكر عند تحضير الطعام لطفلك، ولا تقديم المشروبات المحلاة.

كما يذكر في النسخة الفرنسية من موقع Baby & Me في صفحته الرئيسية، إن حليب الأم هو الغذاء المثالي والطبيعي لكل رضيع، وتوصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية حتى عمر 6 أشهر، وتتبع شركة نستله مبادئ مدونة منظمة الصحة العالمية، وبالتالي لا تتواصل بشأن المنتجات المخصصة للأطفال دون سن 6 أشهر، في إشارة إلى الحظر الذي فرضته وكالة الأمم المتحدة على تسويق المواد الغذائية لمن تقل أعمارهم عن ستة أشهر.

ولكن التحقيق اكتشف ان هذا الأمر تطبقه (نستله) في أوروبا، ولكن في بعض المناطق الأخرى والتي تعتبر دولاً فقيرة، تستخدم شركة (نستله) ثغرات قانونية أو تنفيذ ضعيف للقانون، وذلك لمواصلة تسويق حليب الأطفال الذي يستهدف الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر.

نستله


ليست القضية الاولي من نوعها مع نستله:

في الحقيقة هي ليست المرة الاولي التي تواجه فيها الشركة السويسرية (نستله) قضايا من هذا النوع، فقبل حوالي خمسون عاماً تورطت شركة نستله في قضية عرفت باسم قضية (قاتل الأطفال)، وقد كانت ايضاً تتعلق بحليب الأطفال، وكانت هذه الفضيحة هي السبب الرئيسي في إنشاء المدونة الدولية لمنظمة الصحة العالمية في عام 1981.

وجاء في تقرير تم نشره عام 1974 يتوافق مع نتيجة التقارير التي توصلت إليها منظمة Public Eye في الوقت الحالي، أن شركة نستله تسببت في مرض ووفيات الرضع في المجتمعات الفقيرة في دول العالم الثالث من خلال الترويج لمنتجاتها من حليب الأطفال على حساب الرضاعة الطبيعية، وأثار التقرير غضبا أدى إلى مقاطعة دولية عام 1977.

وردًا على التحقيق الجديد، حاولت شركة (نستله) الدفاع عن موقفها، فقالت نستله عبر موقعها الإلكتروني الرسمي إن الحبوب المضاف إليها والتي لا يضاف لها السكر كلاهما متوفرة في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية.

كما سلطت نستله الضوء على الجهود الكبيرة التي بذلتها عبر «محفظتها بأكملها» وأن السكريات المضافة قد انخفضت بنسبة 11% في حبوب الأطفال الخاصة بها في جميع أنحاء العالم.

وقال لوران غابريال خبير الزراعة والأغذية في منظمة Public Eye:

إن مساهمي نستله قادرون على إنتاج أغذية الأطفال دون سكريات مضافة في سويسرا وأوروبا، ويتمتعون بوضع مالي جيد، فلماذا لا نفعل ذلك في أجزاء أخرى من العالم؟

ويعتقد لوران غابريال أيضًا أن معايير الدستور الغذائي يجب أن تتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية لتجانس مستويات السكر المضافة في أغذية الأطفال في جميع أنحاء العالم دون تفرقة.

نستله

رد الفعل علي فضيحة نستله:

اثار نشر هذا التحقيق والتقارير انتباه البلدان المتضررة (البلدان الفقيرة)، مما تسبب في موجة من الإجراءات الصارمة في هذه البلدان، فعلي سبيل المثال أطلقت السلطات الهندية تحقيقًا في أغذية الأطفال التي تنتجها شركة نستله، كما أطلق المؤلفون عريضة تطالب شركة نستله بوضع حد لمعاييرها المزدوجة.

نستله

ومازالت ردود الفعل على فضيحة شركة نستله ولا نعلم ماذا سيحدث اهذه الشركه وهل ستكون عليها عقوبات أم تمر جريمتها كغيرها من الجرائم التى تتبعها الدولة الغنية فى حق الدول النايمة والفقراء.


موضوعات تهمك:

منتجات وتطبيقات لم تكن تعرفها تشملها المقاطعة

كيف أثرت المقاطعة علي الشركات الداعمة للاحتلال؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

مخالفة مانع الإعلانات

نأسف متصفحك يقوم بعمل تعطيل للأعلانات وهذا هو مصدر رزقنا برجاء تعطيل إضافة الحجب والتصفح , لن تسطيع رؤية الصور والفيديوهات بدون تعطيل الحجب