بسم الله الرحمن الرحيم
صراع الأجيال.. أزمة معروفة ومتكررة لدي التربويين وتنشأ عندما يصر كل أبوين علي تربية أبنائهم بالكيفية نفسها التي تربوا هم عليها متناسين أن لكل زمان متغيراته وظروفه.. وهو ما جعل سيدنا علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ــ ينصحنا نصيحة ستظل صالحة إلي آخر الزمان علموا أولادكم لزمان غير زمانكم وهو ما يتطلب أن تكون التربية قائمة علي الحوار الدائم والاحترام المتبادل..
تقول د. سوسن الغزالي أستاذة السلوكيات والصحة النفسية بجامعة الأزهر إن من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الأبوان النظرة الدائمة للأبناء علي أنهم صغار وليسوا كبارا وهو ما يترتب عليه نتائج خطيرة, فالأبناء في مرحلة المراهقة يختلفون عن مرحلة الطفولة حيث إن الأب أو الأم في الثلاثينيات أو الأربعينيات وكانوا ينتمون إلي الجيل الذي كان يؤمر ويطيع ويدرك أن الكبار أكثر خبرة إلا أن أسلوب الإملاء والديكتاتورية أصبح مرفوضا ولكن المشكلة أن هناك نظرية التعلم الاجتماعي أي أن كل أب أو أم يرغب أن يربي أولاده بالأسلوب نفسه الذي نشأ عليه فمن عوقب بالضرب ولم يكن راضيا عن ذلك استخدم العقاب ذاته,
ففي السابق كانت النظرة من الأب أو الأم بألف عقاب أما الأبناء اليوم فينتمون إلي عالم مختلف, حيث هناك تأثيرات من الشارع والنادي والمدرسة والفيديو والإنترنت والفضائيات ومهما ضيقت الأسرة الخناق فهذه العوامل تترك أثرها علي الطفل, لذا أدعو الآباء للحوار مع الأبناء وسوف يكتشفون إبداعات خلاقة وقدرات خيالية.. فالمراهق مشروع أنثي ومشروع بالغ ويمكن القول إنهم شباب نضج قبل الأوان ولذا لابد من الحوار والملاحظة عن كثب لاستشعار أي بوادر خلل ،
وأن تكون هناك صداقة وإنصات وإن كان هذا لا يعني عدم الحسم أو الحزم فالأم أم والأب أب أي لهما الصورة الذهنية القائمة علي التقدير والاحترام وما لهما من تقديس ولا تهاون بل الهدوء والاستيعاب وعدم العبث في أشياء المراهق وإلا ضاعت الثقة بين المراهق وأبويه, فالخصوصية شيء أساسي في حياة المراهقين.
وتقول د. فؤادة هدية أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس إن أخطاء الآباء في التعامل مع الأبناء في فترة المراهقة ترجع إلي سببين إما أن الأسرة تتعامل بشكل خاطئ أو أن أحد الأبوين نشأ علي قيم سلبية في التربية ويكررها مع أولاده وعادة لا يكون هناك تراجع عن الخطأ حرفيا إلا أنه يبقي الاعتراف به لذا لابد من ترك هامش للتراجع بلباقة في حالة التيقن من خطأ ما سواء من الأب أو الأم وينبغي أن يدرك أن تنشئة الكبار تؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة علي الأبناء, فالشعور بالخوف أو التوتر ينتقل من الآباء إلي الأبناء وغيرها من مدي تقدير الذات وغيرها وكثيرا ما نري هذه الأمور في تقليد الأبناء للآباء ولذا لابد من عدم التشبث بالرأي وعدم تكرار الأخطاء إلا أن البعض يكرر أخطاءه وبشكل أسوأ.
ولا شك أن الاعتذار للابن إذا حدث سوء فهم أو خطا أمر له مفعول السحر والابن طبعا يميل لتصديق الأبوين وعندما يشعر أنه تسبب في إساءة ما يتضايق من نفسه ويتحمل مسؤلية ما تسبب فيه أما الأمر الثالث فهو السماح للابن بالتعبير عن النفس دون ضغط أو قهر أو تقليل فقد أكد علماء النفس أن الأبناء أكثر تسامحا من الكبار وأكثر قدرة علي نسيان القسوة إلا إذا كانت البيئة مصرة علي ذلك أو أن هناك إساءة متكررة وخصوصا أن الأبناء موقنون بحتمية تقبل الأهل لهم كما هم في حين أنهم لا يشعرون بذلك علي أرض الواقع في حين أنهم يقبلون الأهل كما هم.
وتضيف د. فؤادة هدية أن العواطف في فترة المراهقة تكون مضطربة ويمكن للمراهق استعادة توازنه إذا توافرت له فرصة التعبير عن النفس بحرية مع الوالدين, حيث تؤثر الفئة الاجتماعية والمستوي التعليمي والمادي في مدي درجة النضج في التعامل مع الأبناء ولكن هذا لايؤثر في الحميمية والحب للأبناء فكل أبوين يرغبان في أن يكون الابن أفضل منهما وألا يكرر أخطاءهما إلا أنه ينبغي ألا نجعل حياتهم طبق الأصل منا فهناك تراكم خبرات وردود أفعال ومتغير ات زمنية واجتماعية لذا لا يجب أن نسرق حياة الأبناء لكي يحققوا ما نحلم به نحن أو ما فشلنا نحن في تحقيقه وعلي الأبوين إدراك أن القرب من الأبناء يكون من الأم في مرحلة ومن الأب في مرحلة أخري.
وتضيف د. سامية صالح أستاذ الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس أن أبرز أخطاء الآباء والأمهات في سن المراهقة أنهم يصمتون عن الأبناء في مراحل الطفوله ليكتشفوا فجاه ان هناك في المنزل مراهقا, فالتعامل الجيد الواعي مع الأبناء منذ الطفولة يضمن مراهقة صحية للأبناء والاسره فالحوار وان تشعر الابن بوجودك في حياته ووجوده في حياتك بشكل سليم
فالصمت من جانب بعض الأسر هو المشكلة الأساسية والتي يمكن تجاوزها بالصداقة والاحتواء من الطفولة فلا يعقل إلا أتبعه من الصغر وافرض عليه آرائي وهو بالجامعة في الكبر فمن سن 3 أو 4 سنوات أعلمه الصواب والخطأ يشاركني وأشاركه في المشاعر والاهتمامات أن أكون جزءا من حياته ويكون جزءا من حياتي.
ونتعود أن يحكي عن يومه في الحضانة واساله واستوضح منه وأجذبه بلا حدود في الحوار حتي لا أفاجأ بعد مراحل النمو بالمظاهر الفسيولوجية المختلفة ونقول ممنوع ومرفوض ولابد مع مرور السنوات أن أتعرف علي أصدقائه علي عالمه الخاص ولم لا أتعرف علي الأسر التي ينتمي لها هؤلاء الأصدقاء واحرص علي أن تكون العلاقات أمامي ادعوهم للعشاء للتجمع أمامي في المنزل في النادي في أي مكان تبعا لرغبتهم.
وإذا لاحظت سلوكا معيبا أو غير لائق من أحد الأصدقاء لا أطلب منه الابتعاد عنه مباشرة بل اجعل ذلك علي لسانه أو أحدهم وحتي يشعر بأني داخل المنظومة التي يحياها بعيدا عن الأوامر والنواهي وربما اطلب دعما من أسر الأصدقاء وبالتالي لم أجذبهم إلي جزيره منفصله إلا أن الأمر ينبغي ألا يحمل نسبة من التجاوز فهناك أمهات أو آباء يقبلون أن يناديهم الأبناء بالاسم مجرد وليس بأبي أو أمي ،
وبالتالي فهناك مساحة للمسموحات وأخري للممنوعات واحترام الكبير والعطف علي الصغير دون تسيب هناك مساحة لتوجيه الأبوين للابن للوم للعقاب احيانا وكل هذا في إطار الصداقة المبكرة فمنذ ميلاد الطفل ينبغي أن يحدد الأبوان الأسس التي سييسرا عليها معه حتي لا يقلدوا أخطاءنا ولاننسي الـ6 سنوات الذهبيه في حياة الطفل والتي يتعلم فيها الصواب من الخطأ والأساليب السوية للتعامل مع الأمور.
