أنتِ وأسرتك

هل من مرشد رشيد؟!

[FONT=Arial] تتآكلها الغربة.. ويمضغها الأسى.. فهي مذ دخلت هذا الصقيع لا تكاد تجد كوّة تلتمس فيها دفئاً.. بالرغم من رذاذ أحلامٍ عاشتها شهوراً قبل أن تطأ بيت الزوجية! أحسّت يوماً أنها تعيش فوق الغيم.. لتجد نفسَها بعد الزواج في وادٍ سحيق! لم تعد هي هي.. ولم يبق هو هو.. تبخرت كلمات العشق حين أشعلا نار الخلاف.. وباتت المشاكلُ الركيزةَ الوحيدة القائمة في بناء الزواج..
وحين تحوّل الحوار إلى جدل.. والمودّة إلى بغض.. والرحمة إلى لؤم.. والسَكَن إلى تنافر.. اختصرا الطريق على نفسيهما.. فانقطع التواصل.. وتباعدت الأجساد بعد القلوب.. وبقيا (غريبين) في بيتٍ واحد.. من أجل الأولاد!

في مطبخها.. تطهو للعائلة وتستمع إلى برنامج إذاعي أسري.. ويعرضون للمشاكل الزوجية وكيفية احتوائها ومعالجتها.. تتبعه دعاية عن مركز استشاري أسري يقدّم استشارات للمتزوجين في حال الخلاف.. تلمع الفكرة في رأسها.. هل من الممكن أن يَصلُحَ حالُها معه وتستقرّ إذا لجأت إلى ذلك المركز بعد نفاد كل الحلول التي بحوزتها؟.. فقد كانت تلمح شَبَح الطلاق يحثُّ الخُطا نحوهما من بعيد.. وهي خائفة من وصوله مبكراً ليصيب قلبها وكبد الأولاد بمقتل!

كان هذا المركز شمعةً أُضيئت في عتمات العمر.. فاتصلت بصديقتها الناشطة في العمل الاجتماعي وسألتها عنه.. أثنت على القائمين عليه بأنهم ثقات ومن ذوي الاختصاص.. فتشجعت أكثر.. وانتظرت قدوم زوجها لتعرض عليه فكرة استشارتهم وتفاؤلها بإمكانية نجاحهما في إعادة الروح لهذه العلاقة!

وحين عاد.. لَفَتَه استبشارها وابتسامتها التي زيّنت ثَغْرها العابس منذ شهور.. ولكنه حين سمع فكرتها ازدراها وضحك منها! وبدأ سلسلة السخرية: «إرشاد زوجي»؟! هل هذه نكتة؟! لماذا أذهب لمستشار بينما أنا قادر على إدارة بيتي؟ تغيّري أنتِ وسيصلح أمر كل شيء! اذهبي أنتِ لأنك تحتاجين لمن يرشدك للتعامل مع زوجك.. أما أنا فأدرك تماماً ماذا عليّ أن أفعل!

تحاول تهدئته وتبيان وجهة نظرها: المرشد يُعيننا على النظر للأمور بطريقة أفضل.. وهو لا يُملي علينا ما نفعل وإنما يساعدنا في فهم الحياة الأسرية ومسؤولياتها وفي اكتساب المهارات اللازمة والثقافة الكافية للترابط الأسري.. وكذلك في كيفية احتواء المشاكل وحلّها.. ليتحقق الاستقرار وتدوم المودة!

تلملم خيبتها.. ويرتفع همس قلبها بالدعاء: اللهمّ اهدِنا ويسّر لنا ما فيه خيرنا.. وفرِّج الكرب!

****

نصيحة إلى الزوج..

حين يصيبك مرض ويبدأ الوجع في أحد أعضائك تسارع إلى الطبيب، وربما تكشف عنك ثيابك ليفحصك ويشخّص المرض جيداً ليعطيك بعدها العلاج المناسب.. ولا تتوانى في إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة لتشخيصٍ أفضل أملاً بالشفاء بشكل أسرع.. إن كان هذا منهجَنا في المرض العضوي فكيف في مرضٍ يفتك بأسرتنا ويهتك ستر المودة والرحمة فيها ويزعزع الاستقرار والأمان؟! أليس من الأولى أن يأخذ هذا الأمر حيّزاً أكبر من اهتمامك وسعيك لإيجاد علاج ناجع؟! ولو اضطررتَ لكشف بعض الأسرار فإنها ستكون خطوة مؤقتة ليستطيع المرشد أن يشخّص المشكلة ويساعد على حلّها..

والإرشاد الأسري لا تقتصر فائدته عليك أنت وزوجتك.. بل تتعدّاكما ليشمل الأسرة كلها.. فهو يعينكما كأهل على تربية الأولاد.. وفهم النفسيات.. وتنمية علاقات إيجابية.. ومفردات التواصل السليم.. وتحقيق الانسجام والتوافق.. ليس فقط عند المشكلة.. بل أيضاً للوقاية من المشاكل أو حلّها وهي وليدة قبل تفاقمها..

العمر قصير.. والمشاكل إذا هجمت وتحكّمت لا تتبخر لوحدها ولن تأتي المعجزات للقضاء عليها.. والبقاء على قيد (المشاكل) في الحياة الزوجية أمرٌ مُضنٍ.. فلا بد من خطوة عملية للتطور والحصول على السعادة المرجوّة..

فلنستعِن بالله جل وعلا.. ولنتّخِذ مرشداً يتمتع بمعايير راقية وكفاية عالية ليعيننا على تحقيق الاستقرار..لأننا نستحق أن نحيا بسعادةٍ وأمان.!

[/FONT]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

مخالفة مانع الإعلانات

نأسف متصفحك يقوم بعمل تعطيل للأعلانات وهذا هو مصدر رزقنا برجاء تعطيل إضافة الحجب والتصفح , لن تسطيع رؤية الصور والفيديوهات بدون تعطيل الحجب