إسلاميات

قصر الأمل

بسم الله الرحمان الرحيم
لاتطل الأمل في الدنيا، فكم من إنسان أمل املا بعيدا فإذا الأجل يفجؤه؟
وكم من إنسان يقد ويفكر سيفعل ويفعل و يفعل، فإذا قد انتهى أجله وترك ما امله وانقطع حبل الأمل، وحضر الأجل؟
قال الله تعالى :” فإذا جآء أجلهم لا يستخرون ساعة ولا يستقدون ” النحل
إذا جاء اجل الإنسان لا يمكن ان يتأخر دقيقة واحدة ولا يمكن ان يتقدم، بل هو بأجل معدود محدود، ولا يتقدم عليه ولا يتاخر فلماذا تجعل الأمل طويلا؟
فالإنسان لا يعلم متى يموت، ولا يعلم بأي أرض يموت
فالإنسان يجب عليه ألا يطيل الأمل، وأن يعمل للآخرة، وكأنه يموت قريبا لأجل أن يستعد لها
عن أنس رضي الله عنه قال : خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا فقال :” هذا الإنسان ، وهذا أجله، فبينما هو كذلك غذ جاء الخط الأقرب “رواه البخاري في صحيحه في كتاب الرقائق برقم 6418 عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال : ” كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ” وكان ابن عمر يقول : إذا اصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك “رواه البخاري في صحيحه في كتاب الرقائق برقم 6412 سبحان الله أعطى الله نبيه جوامع الكلم، هاتان الكلمتان يمكن ان تكون نبراسا يسير الإنسان في حياته
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
والفرق بينهما أن عابر السبيل ماش يمر بالقرية وهو ماش منها أما الغريب فهو مقيم فيها حتى يرتحل عنهاـ، يقيم فيها يومين، او ثلاثة، أو عشرة أو شهرا وكل منهما لم يتخذ القرية التي هو فيها وطنا وسكنا وقرارا
فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم : كن في الدنيا كهذا الرجل، إما غريب او عابر سبيل
فالغريب وعابر السبيل لا يستوطن، يريد أن يذهب إلى بلده وإلى أهله، لو أن الإنسان عامل نفسه في هذه الدنيا بهذه المعاملة لكان دائما مشمرا للآخرة، لا يريد إلا الآخرة ولا يكون أمام عينيه إلا الآخرة حتى يسير إليها سيرا يصل به إلى مطلوبه
ولهذا ينبغي للإنسان ان يأخذ من حياته ما دام الله قد أحياه لموته غذا عجز عن العمل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
” إذا مات افنسان انقطع عمله غلا من ثلاثة : صدقة جارية، او علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له “رواه مسلم في صحيحه في كتاب الوصية برقم 14 فخذ من حياتك لموتك
قال على بن ابي طالب رضي الله عنه : إن أخوف ما أخاف عليكم إثنين : إتباع الهوى، وطول الأمل، فأما اتباع الهوى : فيصد عن الحق وأما طول الأمل : فينسي الآخرة ألا وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، الا وغن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ”
قال شميط بن عجلان : ” طالت ىمالكم فجددتم منازلكم من الدنيا، وطيبتم منها معايشكم، وتلذذتم فيها بطيب الطعام، ولين اللباس، كأنكم للدنيا خلقتم أولا تعلمون أن الموت أمامكم؟ أولا تعلمون أن ملك الموت موكل بىجالكم، لا يذهب عنه من المدة شئ؟
ثم يقول : “لا تكونوا رحمكم الله أقل شئ بالموت اكتراثا، واعظم شئ عن الموت غفلة، فما ينتظر الحي إلا الموت وما ينتظر المسافر إلا الظعن”
قصر الأمل صفحة (_58 لإبن أبي الدنيا قال سفيان الثوري : ” رأيت شيخا في مسجد الكوفة يقول : أنا في هذا المسجد منذ ثلاثين سنة أنتظر الموت أن بنزل بي، لو أتاني ما امرته بشئ ولا نهيته عن شئ، ولا لي على احد شئ، ولا لأحد عندي شئ “ قصر الأمل صفحة65 كان بكر بن عبد الله المزني يقول : إذا أردت أن تنفعك صلاتك فقل : لعلي لا أصلي غيرها “ قصر الأمل صفحة 82

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. [QUOTE][COLOR=#000080]فالإنسان لا يعلم متى يموت، ولا يعلم بأي أرض يموت
    فالإنسان يجب عليه ألا يطيل الأمل، وأن يعمل للآخرة[/COLOR][/QUOTE]

    ربنا أمتنا على طاعة
    ربنا أمتنا وأنت راض عنا

    جزاكى الله خيراً أختى الفاضلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

مخالفة مانع الإعلانات

نأسف متصفحك يقوم بعمل تعطيل للأعلانات وهذا هو مصدر رزقنا برجاء تعطيل إضافة الحجب والتصفح , لن تسطيع رؤية الصور والفيديوهات بدون تعطيل الحجب