إن داء البروسيلات هو داء بكتيري تسببه أنواع مختلفة من عائلة البروسيلا التي تصيب بعدواها قطعان الماشية والخنازير والماعز والأغنام والكلاب بشكل رئيسي، ويُصاب بعدها البشر عموماً بالداء بواسطة مخالطتهم المباشرة للحيوانات المصابة بالعدوي عن طريق تناول منتجاتها الحيوانية الملوثة أو شربها، أو يمكن ان تحدث الإصابة عن طريق استنشاق العوامل المسببة للداء والمنقولة بواسطة الهواء، ولكن علي الاغلب معظم حالات الإصابة بهذه العدوي سببها تناول أنواع الحليب أو الأجبان غير المبسترة المشتقة من حيوانات الماعز أو الأغنام المصابة بالعدوى.
يعتبر داء البروسيلات واحد من أكثر الأمراض الحيوانية انتشاراً على نطاق واسع والمنقولة بواسطة الحيوانات التي يتم تربيتها، ويخلف النوع البشري من الإصابة في المناطق التي يظهر فيها المرض عواقب جسيمة على الصحة العمومية للإنسان. ويسهم توسيع نطاق أنشطة صناعة المنتجات الحيوانية والتوسع الحضري وانتشار تربية المواشي مع عدم مراعاة تدابير النظافة الصحية في تربية هذه الحيوانات ومناولة الأغذية إسهاماً كبيراً في بقاء الداء وانتشاره.
معلومات رئيسية عن داء البروسيلات:
- داء البروسيلات هو داء بكتيري يتسبب فيه أنواع متعددة من البروسيلا التي تصيب المواشي والماعز والاغنام والكلاب والخنازير ثم تنتقل من هذه الحيوانات الي الانسان.
- داء البروسيلات يظهر في معظم البلدان حول العالم لكنه يُعد نادرًا في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، وأكثر انتشاراً في الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط والمكسيك وأمريكا الوسطى ويواجه الأشخاص الذين يسافرون إلى هذه المناطق خطر الإصابة.
- يظهر المرض اعراضاً تشبه اعراض الانفلوانزا منها الحمي، والقشعريرة، وفقدان الوزن، والتوعك، والصداع الشديد، وألام في أسفل الظهر، وألم في المفاصل والعظام، وغير ذلك من الأعراض المُعممة في الجسم.
- من النادر ان ينتقل داء البروسيلات من شخص لأخر.
- في العادة يتعافى معظمُ الأشخاص في غضون 2-3 أسابيع، حتى من دون علاج.
- يضع الأطباءُ التشخيص بناءً على نتائج الاختبارات الدموية وزراعة عينات دموية في المختبر.
- تزداد فرص الشفاء مع إعطاء اثنين من المضادات الحيوية معًا في وقت واحد.
الأسباب الرئيسية للإصابة بداء البروسيلات:
يصاب الأشخاص المصابين بداء البروسيلات عادة بسبب التعرض لأحد العوامل التالية:
- التلامس او التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة.
- استهلاك الحليب الملوث او الحليب الغير مبستر او استهلاك منتجات الالبان الأخرى الملوثة واستهلاك اللحم الملوث.
- مخالطة الحيوانات المصابة مثل الكلاب او الثيران او غيرها من الحيوانات.
- استنشاق الهواء الذي يحمل المرض.
- في بعض الأحيان ينتقل داء البروسيلات من شخص مصاب الي شخص اخر.
اعراض داء البروسيلات :
من المعروف ان اعراض داء البروسيلات تظهر بعد 5 أيام وحتي عدة اشهر من التقاط المرض، وتشمل الاعراض معاناة المريض من حمي قد تتكرر مع المريض لعدة شهور واحياناً لسنوات، وايضاً تظهر اعراض مثل القشعريرة، والتعرق اثناء النوم، والصداع الشديد، والام اسفل الظهر، والام شديدة في العظام والمفاصل، وفي بعض الأحيان يصاب المريض بالإسهال.
قد تبدأ اعراض الإصابة بداء البروسيلات تدريجياً مع الشعور بتوعك بسيط وألم عضلي وصداع وألم في مؤخرة الرقبة.
تشمل الأَعراض اللاحقة نقص الشهية، ونقص في الوزن، وحالات الإمساك الشديد، وصعوبة في النوم، وتظهر اعراض الاكتئاب.
تحدث العدوى في بعض الاحيان في الدماغ والأنسجة التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي (السحايا) أو العظام الخلفية (الفقرات)، واحياناً تصيب العظام الطويلة (مثل عظم الفخذ والذراع)، واحياناً تصيب المفاصل أو الصمامات القلبية أو الأعضاء الأخرى.
إذا لم تحدث العدوى في أحد تلك الأعضاء أو الأنسجة، فغالبًا ما يتعافى الشخص في غضون أسبوعين او ثلاثة أسابيع من دون علاج. ولكن، قد تستمر العدوى لدى بعض المرضى لفترات طويلة قد تصل الي اشهر واحياناً سنوات. يُتوفَّى أقل من 5٪ من أشخاص بسبب داء البروسيلات عندما يُصاب الدماغ أو الحبل الشوكي (السحايا) أو صمامات القلب بالعدوى عادةً.
تشخيص داء البروسيلات :
يتمكن الأطباء من تشخيص داء البروسيلات بعد اختبار عينة دم من المريض المصاب، او من خلال اختبار عينة من نخاع العظام للمريض للكشف عن وجود بكتيريا البروسيلا، ويمكن ايضاً الكشف عن وجود داء البروسيلات وتشخيصه من خلال اختبار عينة دم من المصاب للبحث عن الأجسام المضادة لهذه البكتيريا.
احياناً يحتاج الطبيب الي بعض الفحوصات الأخرى للكشف عن وجود بكتيريا البروسيلا عند المريض، ومن هذه الفحوصات:
1- الاشعة السينية
تستطيع الاشعة السينية ان تكشف عن وجود تغيرات في العظام والمفاصل عند الشخص المريض، مما يساعد الطبيب علي تشخيص إن كانت التغيرات تشير الي وجود داء البروسيلات او لا.
2- الاشعة المقطعية (CT) واشعة الرنين المغناطيسي (MRI)
تساعد الفحوصات التصويرية والاشعة مثل الاشعة المقطعية والرنين المغناطيسي علي الكشف عن وجود التهابات او خراجات في الدماغ او انسجة الجسم المختلفة، مما يعطي إشارة علي وجود داء البروسيلات عند المريض.
3- اختبار السائل الدماغي النخاعي
يتم في هذا الاختبار اخذ عينة صغيرة من السائل المحيط بدماغ المريض والسائل المحيط بالحبل النخاعي بحثاً عن عدوى مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ، مما يساعد الطبيب المعالج علي تشخيص داء البروسيلات.
4- مخطط صدي القلب (Echocardiography)
يعتمد اختبار مخطط صدي الدم علي الموجات الصوتية المنعكسة من الاجسام لتكوين صورة لقلب المريض المصاب، والتي يمكن من خلالها تشخيص داء البروسيلات عن طريق ملاحظة أي عدوي او ضرر أصاب القلب.
5- تحليل تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)
يساعد تحليل تفاعل البوليميرايز المتسلسل علي اكتشاف الجراثيم بسرعة أكبر، حيث تزيد هذه التقنية من كمية الحمض النووي الوراثي للبكتيريا في الدم أو الأنسجة الأخرى في الجسم المصاب، مما يساعد الطبيب علي تشخيص داء البروسيلات.
6- اختبار الاجسام المضادة
يقيس الأطباء أيضًا مستوى الأجسام المضادة للبكتيريا في الدم عادة، هذا الاختبار يساعد الأطباء علي اكتشاف داء البروسيلات في جسد المريض، خاصة اذا تشابهت الأعراض مع امراض اخري.
الوقاية من داء البروسيلات :
إن الحل الأفضل في طريقة الوقاية من داء البروسيلات هو تجنب تناول اللحوم غير المطبوخة جيدًا، وكذلك منتجات الألبان غير المبسترة.
عملية البسترةُ هي عملية تسخين الحليب الخام إلى درجة حرارة عالية لمدة قصيرة من الزمن، فتؤدي هذه العملية إلى تخريب البكتيريا الضارة التي قد تكون موجودة في الحليب، ومنها بكتيريا البروسيلا المسببة لداء البروسيلات.
يجب على الأشخاص والعاملين الذين يتعاملون مع الحيوانات أو الأنسجة الحيوانية والتي قد تكون مصابة بعدوى داء البروسيلات اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ومن هذه الاحتياطات ارتداء النظارات الواقية والقفازات المطّاطية.
يساعد تطعيم الحيوانات الداجنة والمواشي مثل (الأبقار والأغنام والماعز) على السيطرة على المرض والحد من انتشاره، ولكن لا يوجد لقاح للأشخاص المصابين بداء البروسيلات حتي الان.
بعد التعرض للإصابة ببكتيريا البروسيلا ( بعد التعرض للحيوانات المصابة أو عينات من المختبر أو بعد التعرض للقاح المستخدم عند الماشية)، يتم منح الأشخاص المصابين المضادات الحيوية مثل دوكسيسيكلين وأحيانًا ريفامبين للوقاية من الإصابة بمرض داء البروسيلات.
علاج داء البروسيلات:
تتجه علاجات داء البروسيلات إلى تخفيف الأعراض، والوقاية من الانتكاس، وتجنب المضاعفات التي تتبع الاصابة. ستحتاج إلى المعالجة بالمضادات الحيوية لمدة ستة أسابيع على الأقل، وقد لا تختفي الأعراض تمامًا لعدة شهور وربما تصل الي سنوات في بعض الحالات. وقد يعود مرض داء البروسيلات مجددًا ويصبح مزمنًا.
يصف الطبيب اثنين من المضادات الحيوية في نفس الوقت لزيادة فرص الشفاء من المرض. في العادة يكون أحد المضادين الحيويين هو (الدوكسيسايكلين)، الذي يتم اعطاءه للمريض عن طريق الفم. أما المضاد الحيوي الثاني فيمكن أن يكون (ستربتومايسين) أو (جنتاميسين) علي شكل حقن يومية، أو يمكن منحه (ريفامبين) أو (سيبروفلوكساسين) عن طريق الفم في حالة تعذر إعطاء المصاب الحقن.
يمكن إعطاء الأطفال توليفة مجمعة من دواء (تريميثوبريم و سلفاميثوكسازول)، بالإضافة ايضاً إلى دواء (ريفامبين).
تظهر الأعراضُ عندَ بعض الأشخاص بعد البدأ في اخذ العلاج، ولذلك يجري فحص المصابين بداء البروسيلات بشكل دوري واجراء الاختبارات لهم لمدة عام من بعد العلاج.
موضوعات تهمك
ما لا تعرفه عن فرط نشاط الغدة الدرقية| تعرف على أهم 8 حقائق عن مرض جريفز
الفيبروميالجيا مرض صامت كالسحر..لكن أعراضه مرتفعة الصوت
الجدري المائي | عندما يخالفك الحظ في أجمل 90 يوم !
