تربية الأطفال

5 أخطاء في تربية البنات تجنبيها قبل فوات الأوان

أخطاء في تربية البنات يجب تجنبها لتنشئة شخصية واثقة وسوية، ففي كل بيت ولدت فيه طفلة، وُلد حلمٌ صغير ينمو معها؛ حلم بأن تصبح امرأة قوية، واثقة، مُحبة للحياة، قادرة على رسم مستقبلها كما تحب، لكن بين تفاصيل الحياة اليومية، وتراكمات العادات والمعتقدات المتوارَثة، قد نقع عن غير قصد في أخطاء تبدو بسيطة، لكنها تترك ندوبًا عميقة في قلب وعقل البنت.

نبدأ بأسئله بسيطة

كم مرة قولتي لبنتك “عيب”، “اسكتي”، “تسمعي الكلام وخلاص”، وانتي متخيلة إن دي أفضل طريقة لتربيتها؟

كم مرة اعتذرتي عن احتضانها لأنك “مشغولة” أو “مضايقة”، وقلتي في نفسك: هتفهم لما تكبر؟

صدقيني، هي بتفهم دلوقتي… وبتحس، وبتتعلم حاجات إحنا أحيانًا مانقصدش نعلمهالها!

الحقيقة إن تربية البنات مش مجرد تعليم طبخ وترتيب المنزل فقط، ومش مجرد أوامر ممنوعة ومكبوتة بحجة “العيب” و”العادات”.

تربية البنت هي أخطر استثمار وإحنا مش دايمًا بنشوف نتيجته مباشرة… لكن الأيام بتكشفه، والسنين بتعلمنا إن كل كلمة قيلت دون وعي، وكل لمسة حب بخلنا بيها، ممكن تكون حفرت في نفسيتها حفرة صعب تتردم.

أكيد هتقولى مش بمزاجنا… إحنا أتربينا كده… لكن هل ترضى إن بناتنا تبقى نسخ جديدة من أخطائنا؟

في المقال ده على موقع جنتي، هنتكلم بصراحة وبدون تجميل عن أخطاء في تربية البنات إحنا بنعملها كل يوم، وإحنا متخيلين إننا بنحميهم ونربيهم، أخطاء صغيرة في شكلهاK لكن تأثيرها بيمتد لسنين طويلة، بيقتل أحلام، ويدمر ثقة، وبيكسر أجنحه كان ممكن تطير عالي.

لو بتحبي بنتك… وواقفة قدام مفترق طرق… يا تكملي زي ما اتعودتي، يا تقولي لأ، وتفتحي صفحة جديدة معها، ومع نفسك. لو جاهزة تعترفي… وتتغيري… عشانها وعشان بكرة يكون أحلى ؟

يلا بينا سوف نستعرض أبرز هذه الأخطاء، ونتناول آثارها العميقة، مع تقديم حلول عملية تساعد على تربية بنت قوية، واثقة، ومتزنة.

أولاً: ربط قيمة البنت بدورها كربة منزل فقط 

في مجتمعاتنا، ما زال يُقال: “البنت لازم تتعلم تطبخ وتنظف علشان لما تتجوز تبقى ست بيت شاطرة”. المشكلة مش في الطبخ ولا في النظافة، دول مهارات حلوة ومهمة فى الحياة سواء للبنت أو للولد أيضاً، لكن الخطر في اختزال البنت في دور واحد فقط وكأنها اتخلقت لمهمة واحدة.

ده بيخلي البنت تحس إن قيمتها مرتبطة بقدرتها على خدمة الآخرين، مش بشخصيتها، ولا بأفكارها، ولا بطموحاتها. ولما تكبر، وتواجه العالم، تفضل تايهة، مش عارفة هي مين بعيدًا عن المطبخ وغسيل الصحون.

المشكلة الحقيقية بتبدأ لما البنت تكبر وتتجوز، وتكتشف إن حياتها كلها كانت محصورة في دور واحد بس، دور “اللي بتخدم وتضحي وتسكت”. ولو – لا قدّر الله – انفصلت، أو زوجها توفّى، بتلاقي نفسها واقفة قدام الحياة حافية، لا معاها مهارة حقيقيه تواجه بيها الحياة، ولا عندها مصدر دخل، ولا حتى قادرة تفهم هي تبدأ منين.

ساعتها، مش بس بتواجه صدمة الفقد، لكن كمان بتواجه صدمة الهوية، لأنها لم تكون يومًا مستعدة تعيش كفرد مستقل. كانت دايمًا نصف شخص، بيتكمل بوجود الآخر.

عشان كده، علمى ابنتك أنها سواء كانت ربة منزل أم امرأة عاملة  فإن من حقها يكون عندها شخصية واضحة، وطموح، وأهداف، ومهارات حقيقية تساعدها تبني حياة كريمة سواء كانت متجوزة أو لأ، سواء كانت أم أو لأ.

من حقها تشتغل، تتعلم، تطور نفسها فى جميع نواحى الحياة، وتكون قادرة تعول نفسها وأولادها لو الظروف اضطرتها لكدا.

لأن الدور في البيت مش نهاية الحكاية، ده مجرد فصل من فصولها، والست الشاطرة مش هي اللي بتضحّي بنفسها عشان الكل، لكن اللي بتعرف توازن بين حبها لبيتها، وحبها لنفسها، ومسؤوليتها تجاه حياتها.

خلي بنتك تعرف إن قيمتها مش مرتبطة بطبق نظيف ولا أكلة حلوة بس، قيمتها في عقلها، في قدرتها على الاختيار، في احترامها لنفسها، وفي مهاراتها اللي تقدر تبني بيها حياة حتى لو كل الظروف حولها اتغيرت.

علّميها إنها ما تبقاش ظل لحد، وإنها دايمًا تكون جاهزة تقف لوحدها، لأن الحياة ما بترحمش، لكن اللي بتعرف نفسها كويس، عمرها ما بتضيع.


ثانيًا: قتل الثقة بالنفس من الطفولة

لما نقارن البنت بغيرها، أو ننتقد شكلها، أو نعلق دايمًا على وزنها أو لبسها، بنهدّ ثقتها بنفسها طوبة ورا طوبة، الثقة بالنفس مش بتتبني فجأة، دي بتتبني من الطفولة، وكل مرة نقلل فيها من بنتنا بنزرع فيها شك في نفسها.

خليكي دايمًا مصدر دعم وتشجيع. امدحي مجهودها، مش بس نتيجتها. اسمعي لها، حتى لو كلامها بسيط، البنت اللي بتتحب وهي صغيرة، هتعرف تحب نفسها وهي كبيرة.

الأم مش بس حضن، والأب مش بس مسؤول، دول الحصن الأول اللي بتحتمي فيه البنت من قسوة الدنيا.

أخطاء في تربية البنات - قتل الثقة بالنفس
الأم أمان، والأب سند… وهم الحصن اللي بيخلي البنت تقف قوية قدّام الدنيا

لما الأب يوقف في صف بنته ضد أي حد بيقلل منها، حتى لو كان قريب، ولما الأم تصد عنها كل كلمة ممكن تجرحها، هما بيبنوا جواها حصانة، مش بس من التنمر، لكن من أي أذى نفسي ممكن يهز كيانها.

البنت اللي تربّت في بيت بيحميها من الكلمة الجارحة، وبيحتويها وقت ضعفها، هتكبر وهي عارفة قيمتها، هتعرف تحط حدود، وتفهم الفرق بين النصيحة والإهانة، بين الحب والسيطرة.

والاستقرار النفسي لدى البنت مش رفاهية، ده أساس، لأنه البذرة اللي بتطلع بنت واثقة، قوية، قادرة بناء علاقات صحية، وأسرة متوازنة، وتنجح في بيتها وشغلها من غير ما تدوس على نفسها عشان ترضي الناس.


ثالثًا: فرض القيود بدون شرح أو تبرير

كتير من البنات بتسمع جمل زي: “لأ.. وخلاص”، “مافيش خروج”، “ما تسأليش ليه”

وده بيحصل في بيوت كتير من باب الخوف أو الحماية، لكن الحقيقة إن الطريقة دي بتنتج بنت خاضعة ظاهريًا، لكن من جواها مليانة غضب، تمرد، وشك في نفسها وفي أهلها.

لما البنت تُمنع من شيء بدون تفسير، هي مش بتفهم إن ده لحمايتها، هي بس بتحس إن رأيها مالوش قيمة، وإنها لازم تسمع وتنفذ من غير ما تفكر، وده مع الوقت بيخليها واحدة من اتنين:

  • يا إما بتكبر وهي مسلّمة قرارات حياتها لأي حد أقوى منها، لأنها اتعودت ما تفكرش.
  • يا إما بتتمرّد بشكل عنيف، لأن ماحدش علّمها تحاور أو تناقش.

لكن لما نفسر لبنتنا ليه في حدود، وليه بعض القرارات اتاخدت، حتى لو بسيطة، إحنا كده مش بنضعف سلطتنا، بالعكس، إحنا بنبني جسر ثقة مع البنت.

بنعلّمها إنها تستوعب الأمور، وتحللها، وتشوف الصورة كاملة، وده اللي بيخليها في المستقبل تاخد قرارات حكيمة مش بس لأنها اتقال لها كده، لكن لأنها فاهمة وواعية.

التربية مش “نفذّي وبس” … التربية هي إنك تعلّمي بنتك تشوف الحياة بعيون مفتوحة، وتفهم إن لكل قرار سبب، وإن الاحترام مش خوف، وإن الطاعة الحقيقية بتيجي لما يكون في اقتناع، مش بس أوامر، وده هو الفرق بين بنت بتطيع لأنها مضغوطة، وبنت بتلتزم لأنها ناضجة وعندها وعي.

مثال عملي من الحياة اليومية لتوضيح الفكرة أكثر؟

بنتك مثلًا طلبت تخرج مع صاحبتها بعد المدرسة، وانتي رفضتي وقلتي “مافيش خروج بعد المدرسة”، لو اكتفيتى بكده، هي هتفكر إنك ضد حريتها، أو إنك مش واثقة فيها، وممكن تحس بالقهر أو تكتم رغبتها وتنفذها من وراكى في أول فرصة تتاح لها.

لكن لو قلتي “أنا عارفة إنك بتحبي تقضي وقت مع أصحابك، وده طبيعي، بس المكان اللي رايحين له مش مناسب دلوقتي، وأنا خايفة عليك، خلينا نختار يوم تاني ومكان يكون آمن أكتر وأنا أكون عارفة التفاصيل.”

ساعتها، حتى لو زعلت شوية، هتحس إنك مهتمة بيها وبتحترمي عقلها، وإن رفضك ليه سبب حقيقي مش مجرد تحكم.

والنتيجة؟ إن البنت بتتعلم تحترم الحدود، وتفهم أسبابها، وده بيغرس فيها قدرة على اتخاذ قرارات واعية بنفسها بعد كده، سواء في المنزل أو الشغل، أو في علاقاتها عموما، أو في أي موقف محتاج تفكير مش مجرد طاعة.


رابعًا: التعود على الصمت والكبت

التعود على الصمت والكبت من أخطر الحاجات اللي ممكن تحصل في تربية البنات، لما بنتك تتعرض لموقف يضايقها أو يحرجها أو حتى يأذيها، ماينفعش تردي بجمل زي: “اسكتي وخلاص”، “مالكيش دعوة”، “ما ترديش.. عيب”، “انسي الموضوع”.

السكوت مش دايمًا حكمة، أوقات بيكون ضعف، وأوقات بيكون بداية كسر.

أخطاء في تربية البنات - التعود على الصمت والكبت
لما نعود بنتنا على السكوت… إحنا بنطفّي نورها بصمت

البنت اللي بتتربى على الكتمان، مش بتتعلم الصبر، بتتعلم الخوف. ومش بتتعود تكون مؤدبة، بتتعود تمحي صوتها.

كل مرة تسكت فيها عن شيء ضايقها، بتخسر جزء من احترامها لنفسها، وبتكبر وهي مش عارفة تعبر، لا عن رأي، ولا عن ألم، ولا حتى عن حقها.

ولما تتعرض لأذى حقيقي مثل تحرش، تنمّر، إهانة، فأول رد فعل بيكون: “أنا مش هتكلم، أكيد أنا الغلطانة”. وده أخطر من أي حاجة تانية، إن البنت تشك في مشاعرها، وتكتم صراخها جواها لحد ما يتحول لجروح نفسية عمرها ما تطيب.

علمي بنتك إنها مش غلطانة لما تعبر، وإن صوتها مش مزعج، وإن مشاعرها تستحق تُسمَع. علميها تفرّق بين الأدب وبين المسكنة، بين الصمت الحكيم، والصمت اللي بيمحي شخصيتها.

البيت الآمن مش بس اللي بيحمي الجسد، البيت الآمن هو اللي بيحمي الصوت كمان، خليكي دايمًا أول حضن تلجأ له لما تتوجع، مش أول صوت يطلب منها تسكت.

كل بنت محتاجة أمّ وأبّ يكونوا دايمًا الأمان والصوت اللي بيشجعها، مش الصوت اللي بيكتمها.

ابدأي التغيير من النهارده… اسمعي، واحتوي، وشجعي، بنتك تستحق تعبر عن نفسها وتكبر بصوتها، وبقوتها، وبثقتها في نفسها.


خامسًا: تجاهل أحلامها وطموحاتها

إن تجاهل أحلام بنتك وطموحاتها تكسير لحلمها قبل أن تبدأ، ففي كثير من الأحيان، لما بنتك تعبر عن حلمها الكبير، مثل:

في كثير من الأحيان، لما بنتك تعبر عن حلمها الكبير، مثل:

“نفسي أبقى قائدة طيّارة”،  “أنا عايزة أكون رائدة فضاء”، “بحلم أكون محققة جنائية”،  “نفسي أكون وزيرة أو رئيسة دولة”،  “أحلامي إنّي أكون عالمة ذرة”، “نفسي أكون مهندسة روبوتات أو ذكاء اصطناعي”،  “بحب أكون مصممة ألعاب إلكترونية”،  “نفسي أشتغل في مكافحة الجرائم الإلكترونية”، بتلاقي ردود فعل غير مشجعة زي “يلا يا حبيبتي، جهزي العشا”، “خليكي واقعية شوية”، ده بيبقى بمثابة إشارة من الأم إن حلم بنتها مش مهم، وإنه مجرد فكرة عابرة.

لكن ليه؟ ليه نكسر حلم البنت؟

البنت مش بس بتحتاج لأم تفهمها وتحتويها، هي كمان بتحتاج أم تؤمن بيها وتدعمها.

بص يا عزيزتي، لما بنتك تفتح قلبها وتشاركك بأحلامها، هي مش بس بتفصح عن رغباتها، لكنها كمان بتبحث عن دعمك، هي مش طالبة منك تمنحيها كل شيء عشان توصل لحلمها، هي محتاجة منك التشجيع والكلمات الإيجابية اللي تحفزها وتدفعها للتقدم فى تحقيق حلمها.

البنت من حقها تحلم، وتحلم بأعلى طموحاتها، بدون ما تخاف من المجتمع أو من أي قيود.

المجتمع يمكن يكون قافل لها بعض الأبواب، ويمكن يكون عاوزها تتبع القالب التقليدي اللي بيقول إن البنات لازم يركزوا في مجال معين يمنحها الراحة أكثر، ولكن ده مش صحيح. البنت لما تحلم بحاجة، هي مش بتطلب منك موافقة أو إقرار، هي فقط بتطلب منك أن تفتح لها باب الأمل وتدعمها.

إزاي ندعم طموحات البنت؟

خليها تعرف إن أحلامها ممكن تكون واقع،  ساعديها في وضع خطة لتحقيق حلمها، مش بس في مواقف معينة لكن في حياتها كلها، قدمي لها المثل، سواء من المجتمع أو في حياتك الشخصية، أن الطموحات ممكن تتحقق مع الجهد والإصرار، اسأليها عن خطواتها القادمة في الحلم وكوني داعمة طوال الطريق، قدمي لها خيارات من الحياة الواقعية التي تدعم الحلم بشكل منطقي. مثل أن تعرفيها على نماذج حققت نفس حلمها مثال على ذلك لطفية النادي أول امرأة من قارة أفريقيا تحصل على إجازة الطيران في عام 1933 .

فالحلم مش مجرد خيال، الحلم هو بداية الطريق لبناء الذات، الأم اللي تقدر تشجع حلم بنتها هي أم قادرة على زرع الثقة فيها، وبتسهّل عليها الطريق للنجاح.

فلما بنتك تحلم، ما تستخفّيش بحلمها، افتحي لها الأفق، شجعيها على السعي وراءه، حتى لو كان في البداية حلم يبدو صعب، البنت اللي بتلاقى تشجيع من أهلها، هتقدر تكون لها مكانة قوية في المجتمع، وتحقق كل طموحاتها، سواء فى بيتها أو فى عملها.


 في ختام موضوعنا نحب أن نوضح إن الأخطاء في تربية البنات مش دايمًا بتكون بقصد، أحيانًا بتحدث من الحب الشديد للبنت والخوف عليها، لكن الحب لوحده مش كفاية. لازم نكون واعيين، متعلمين، مستعدين نكسر الموروثات اللي بتقيد بنتنا بدل ما تحميها.

ابني شخصيه بنتك واجعليها قوية، واثقة، ومستقلة في اختياراتها، علميها تكون “ست” بكل ما تعنيه الكلمة من كرامة، احترام، وقوة، التربية مش لازم تكون في قالب واحد، ولا تعني حبسها في نمط ثابت، خليها تتربى على الحب، وليس على القيود.

إحنا مش بنعلمها علشان تمشى فى طريق واحد نحدده لها، لكن علشان تكون قادرة على الاختيار، مهما كان طريقها. سواء اختارت أن تكون ربة منزل وتهتم بأسرتها، أو دخلت مجال العمل وحققت أحلامها المهنية، الأهم هو أن نعلمها كيف تكون قوية، قادرة على اتخاذ قراراتها بحكمة، ومتوازنة في مسئولياتها، وده مش بيجي إلا من التربية السليمة، من الأب والأم، اللي بيزرعوا فيها القوة والشجاعة في طفولتها، عشان تقدر تواصل مسيرتها وهي مستعدة لأي تحدي مهما كان.


موضوعات تهمك

نصائح ذهبيه إلى ام البنات

طريقة تربية طفل سوي نفسيا

التربية الايجابية ومدى تأثيرها على الأبناء

نصائح عظيمة تساعد في تربية وتهذيب الأطفال

الطلاق يدفع ثمنه الابناء

بنوتك الصغيره كبرت

زر الذهاب إلى الأعلى