يوميات الخوف
بيت الصديق في منطقة تقع خارج نطاق تحرّكاتنا اليومية. أنذهب أم لا نذهب؟ أنمشي أم نبقى مكاننا؟ أنتابع العيش بالوتيرة نفسها والنمط نفسه أم نفكر ونحلّل ونخاف ونندم على العودة إلى البلد ونقرر الرحيل في لحظة ثم نعود عن قرارنا؟ تخدعنا شمس الخريف. نحبّها. «سنغامر» ونوصل الولد إلى بيت صديقه. هو يوم سبت عادي، يوم سبت جميل، نرسم فيه الاحتمالات كلّها. فالإنسان في مناطقنا يضحى به كل يوم. يمكن أن يحصده قرار بالتفجير أو رغبة مجنونة ومتخلّفة بالقتل أو حسابات إقليمية خطيرة أو أكياس نفايات أو تسمّم غذائي أو التلوّث حين تغيب القوانين ويسود الجشع. وصلنا إلى بيت الصديق، ثم خرجنا نستمتع بشمس الخريف اللطيفة. أجمل الفصول يشهد على جنون العالم، فكيف اختلطت الأزمنة؟ كيف بعد كل «نهضات» الإنسان يثبت أنّ خللاً في التأهيل الاجتماعي يخرج منه أقبح القدرات على الإلغاء والتدمير.
[/FONT]