عملاً بالقول المشهور: درهم وقاية خير من قنطار علاج؛ وحرصاً أخي الحاج على صحتك، نذكِّرك ببعض المشاكل الصحية التي قد تواجهك، وطرق الوقاية منها بإذن الله.
ضربة الشمس
تنشأ من تعرضك إلى أشعة الشمس الحارقة لفترة طويلة، مما قد يؤدي إلى فقدان الجسم كمية كبيرة من السوائل والأملاح الضرورية للجسم، وينتج عن ذلك ضعف بالعضلات، وخمول بالجسم، وإعياء تام، وقد تؤدي إلى فقدان الوعي في بعض الحالات، لذا ننصحك بعدم التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة، ولتجنب ذلك عليك باستعمال المظلة الواقية من الشمس (الشمسية) وتناول كميات كبيرة من السوائل .
الأمراض المعدية
الأمراض المعدية مثل حمى التيفوئيد والحمى الشوكية والإنفلونزا والإسهال، يكثر انتشارها في مواسم الزيارة والحج بسبب قدوم أعداد كبيرة من مختلف دول العالم، وتدني مستوى الوعي الصحي في بعض هذه الدول، فقد يحمل بعض الزائرين القادمين من هذه الدول جراثيم هذه الأمراض، مما يؤدي إلى انتشارها بشكل وبائي – نسأل الله السلامة – لذا احرص أخي الحاج على تناول المصل الواقي من هذه الأمراض، وعدم تعاطي المأكولات إلا بعد غسلها جيداً، وضرورة شرب المياه النظيفة، والسوائل بكمية كبيرة.
ونودُّ أن ننوه في هذا السياق، بأن أعراض هذه الأمراض تبدأ بسخونة وإعياء ومغص بالجسم مصحوب بإمساك يتبعه إسهال خفيف وألم بالبطن، وقد يكون هناك صداع شديد وتقيءٌ؛ فإذا شعرت – أخي الحاج – بشيء من هذه الأعراض، فسارع بمراجعة أقرب مركز صحي أو مستشفى؛ لإجراء الفحوصات اللازمة، وأخذ العلاج المناسب؛ لمنع حدوث مضاعفات هذه الأمراض، التي قد تكون خطيرة على الحياة.
بعض الإرشادات الصحية الضرورية :
ومن الإرشادات المتعلقة ببعض الأمراض نُذكِّر بالآتي:
1- مرضى القلب
وهم الذين يعانون من ضيق في الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب بالدم، فهؤلاء يلزمهم أخذ أدويتهم بشكل منتظم وعدم إرهاق أنفسهم، وتفادي الزحام الشديد، وكذلك حمل الأقراص التي توصف لهم لتوسعة الشرايين، التي توضع تحت اللسان، عند إحساسهم بألم في الصدر، كما تلزمهم الراحة التامة عند ذلك. أما إذا اشتد عليهم الألم فيجب مراجعة أقرب مركز صحي لأخذ العناية الطبية اللازمة، وقد يلزم الأمر إحالتهم إلى أحد المستشفيات المتخصصة، لاستكمال فحوصاتهم اللازمة، وتلقي العلاج المكثف.
2- مرضى الكلى
وهم المرضى الذين يعانون من التهابات مزمنة بالكلى، ويُنصح لهم شِرْبُ كميات كبيرة من السوائل، وعدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، لأن فقدانهم السوائل من الجسم عن طريق التعرق، قد يؤدي إلى تدهور وظيفة الكلى..
3- مرضى السكري
مرضى السكري الذين يستعملون إبر الأنسولين؛ عليهم حفظ إبر الأنسولين في مكان بارد، لئلا تفقد مفعولها، كما يجب عليهم التقيد بمواعيد أخذ الحقن، وتناول وجباتهم بشكل منتظم، لئلا يؤدي ذلك إلى حالات نقص السكر، التي قد تكون خطيرة على حياتهم، كما يجب عليهم عدم إرهاق أنفسهم، والابتعاد قدر الإمكان عن أماكن الزحام، وعليهم كذلك حمل أقراص صغيرة من السكر، لاستعمالها عند إحساسهم بأعراض نقص السكر؛ مثل الشعور بالجوع، وتعرق الجسم مع خفقان بالقلب، ومن المهم لهم مراجعة أقرب مركز صحي، لإجراء التعديل المطلوب على جرعة الأنسولين؛ بعد إجراء فحص السكر.
4- مرضى الربو
أما المرضى المصابون بمرض الربو القصبي، فيلزمهم التقيد بأخذ أدويتهم بانتظام، سواء الحبوب منها أو البخاخات، كما يجب عليهم حمل البخاخ الخاص بتوسعة القصبات الهوائية (مجاري التنفس)، واستعماله حال إحساسهم بضيق في التنفس، أو صفير في الصدر، وكذلك يلزمهم أخذ قسط من الراحة، وتجنب الزحام الشديد ما وسعهم؛ تحاشياً لحدوث النوبات، وعندئذ لابد من مراجعة أقرب مستوصف لتلقي العلاج المكثف على شكل بخاخات بالأكسجين، وكذلك إبر بالوريد، ولإعطائهم المضادات الحيوية في حالة حدوث التهاب في الصدر، ومن المهم لمن كان يعاني من تلك المشاكل، شرب كميات كبيرة من السوائل، وعدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.
5- مرضى ضغط الدم
المرضى المصابون بارتفاع في ضغط الدم، يجب عليهم أخذ كمية كافية من الأدوية التي يستعملونها معهم، والانتظام في أخذها، كما أن عليهم التقليل من استعمال الملح في الأكل، ويُفضَّل لهم مراجعة أحد المراكز الصحية، لقياس ضغط الدم، بين فترة وأخرى؛ للتأكد من أن ضغط الدم لديهم في حدوده الطبيعية.
وفي الأخير نتمنى لحجاج بيت الله حجًا موفقًا ومبرورًا، وعَوْدًا مصحوبًا بالصحة والعافية، ونسأل الله أن يصرف عنا وعن المسلمين كل بلاء ووباء.