هل ينهزم الحب المتوهج أمام سحر المال؟

[FONT=Arial] هنالك مقولة تتردد على ألسنة بعض الناس،
مفادها أن الحب يأتي بالمعجزات. وقد امتحنت هذه المقولة في روايات رومانسية عديدة فأثبتت جدارتها، لكنها في الحياة الواقعية، وخصوصاً في زماننا هذا، تبدو أضعف من أن تقف على رجلين. الدليل بسيط: فقد أظهرت دراسة أجريت حديثاً أن معظم المشكلات الزوجية تتمحور حول المال، وأن الخلافات المالية بين الزوجين كانت على الدوام أقوى من التوافق العاطفي بينهما. ويتصارع الأزواج في زماننا حول أمور تتعلق بالمال، أكثر مما يتصارعون بشأن أمور تتعلق بالأسباب الأخرى ومنها الجنس! ومن المؤسف أن المشكلات المالية تعكس مستويات أعمق من المشكلات، والعكس صحيح أيضاً، ذلك أن أي عطب يصيب الحياة الزوجية سينعكس على تفاصيل من قبيل المال. إن الحب الذي هو أسمنت العلاقة الزوجية يترنح عندما تشتد الخلافات المالية بين الزوجين، وعندئذٍ قد نسمع نغمة تقول مثلاً “لماذا يتعين عليّ الخضوع لشروطه في الحياة، وهو عاجز حتى عن توفير المال الذي يضمن لنا الحياة الكريمة”؟. المال مهم للكثير من الناس لأنه مرتبط بإحساسنا بالثراء، وهو رمز للمكانة الاجتماعية بما تمثله من شعور بالأمان والقوة والسلطة والقيمة والهيبة. وتتشكل هذه الصورة عن المال ابتداء من التربية الأولى في مرحلة الطفولة، ومهما تلقى الطفل من تعليم في ما بعد حول أن المال ليس كل شيء، وأن المشاعر والعلاقات الأسرية هي الأهم، فإنه على مستوى العقل يستطيع استيعاب ذلك لكن على مستوى الوجدان يبدو أن الأمر مختلف. ويقول أحد الخبراء إنه عندما يصيب فيروس المال عصب الحياة الزوجية، يمكننا أن نتوقع الكثير من المشكلات والأمراض. وعندما يقال عن انعدام التواصل وقلة الحوار بين الطرفين، فإن الخبراء ينظرون إلى ما وراء تلك الحالة، وكثيراً ما وجدوا أن وراءها المال والخلافات المتعلقة بالمصروف، والموقف من الادخار، وتسريب المال من أحد الطرفين إلى أشخاص يهمّونه من دون علم الطرف الآخر وموافقته. وخلافاً لمقولة إن الحب والمال لا يجتمعان، يقول الخبير فرانسيس قيثيني إن بالإمكان تدعيم الحب بالتوافق على المال وكيفية إدارته. وهو ينصح الأزواج بالاتفاق على التفاصيل المالية منذ بداية زواجهم عندما يكون الحب متوهجاً وقوياً.
[/FONT]
Exit mobile version