مفتاح السعادة الزوجية هدفاً يسعى لتحقيقه العديد من الأزواج. العلاقة الزوجية هي أحد أهم الروابط التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، وقدرتها على تحقيق السعادة والاستقرار الشخصي. لكن، كما هو الحال في أي علاقة، تتطلب السعادة الزوجية العمل والالتزام من كلا الطرفين.
السعادة الزوجية ليست مجرد حالة عابرة، بل هي نتيجة جهد مشترك ومثابرة في بناء علاقة قوية ومستمرة. يتطلب الأمر تحقيق التوازن بين التواصل الفعّال، الاحترام المتبادل، وفهم احتياجات كل طرف. كما أن تعزيز الروابط العاطفية عبر الوقت المشترك، دعم الطموحات الفردية، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة تساهم جميعها في تقوية العلاقة وتعزيز سعادتها.
في هذه المقدمة، سنتناول العناصر الأساسية التي تشكل مفتاح السعادة الزوجية وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية. سنتناول أيضاً أهمية العمل الجماعي والتفاهم بين الزوجين كجزء من عملية تعزيز العلاقة وبناء حياة مليئة بالسعادة والاستقرار.
مفتاح السعادة الزوجية سؤال دائما ما نطرحه علي أنفسنا, وهناك كتب ومسلسلات وأفلام سينمائية حاولت الإجابة عليه ولكن الإجابة مازالت مفتوحة, هل يمكن أن تكون هناك صداقة بين الزوج والزوجة ؟
الصداقة حالة من الخصوصية والعمق في المشاعرفي العلاقات الإنسانية بين أي طرفين, وفي الحياة الزوجية قد يراها البعض وهما, في حين يدعي البعض أنها حقيقة وأحيانا تحدث في الزيجات الناجحة, حتي لو جاءت من قبيل الدبلوماسية وسياسة مشي حالك !
أحمد عبدالله محاسب يصدمنا بداية بقوله ‘لا أعترف بصداقة بين الازواج’! لماذا؟..’ لأن الصداقة عادة ما تكون بين طرفين متكافئين ولا أعتقد أن الزوج أو الزوجة يكون من المرونة أو الوعي بحيث يتعاملان بهذا المنطق فيما بينهما ولأن الأسرار أو الخصوصية بين الطرفين تشكل عائقا, فهناك ممنوعات ومسموحات, ومشاعر من نوع خاص مما قد يمنع من وجود صداقة صريحة وواقعية, ولذا أري أنها وهم.
أما سامح محمد مدرس تربية رياضية فيري أن الأسرار لو خرجت من اللسان لم تعد أسرارا, وهذا من أحد محاذير الصداقة فما بالنا بالأزواج حيث تتطلب الأمور أحيانا تجاهل أمور أو إغفالها أو عدم المبالغة في الصراحة أو النقاش فما أقوله لصديقي من فضفضة أو مصارحة حول شيء خاص جدا كيف أتناوله مع زوجتي التي أتوقع أن يكون حكمها علي الأمر من خلال رؤيتها كزوجة وأم للأولاد وهو ما قد يجافي بعض الموضوعية في حكمها المنطقي علي الأمور.
علي جانب آخر تقول هنا عبد السلام موظفة الصداقه شعور راق والحصول علي صديق وفي نعمة من الله سبحانه وتعالي وإذا توافر هذا الشعور نحو الزوج أو شريك الحياة فسيكون ذلك زواجا مثاليا وناجحا, وأنا شخصيا أري أن علاقة الصداقة بيني وبين زوجي أثمرت علاقة إيجابية قوية بيني وبين زوجي فتلاشي كثير من الخلافات أو الاختلافات بحكم هذه الصداقة فزادت مساحة التفهم والتقارب أيضا وأصبحنا أفضل وأقوي في علاقاتنا بالآخرين وكذا أسلوب تنشئتنا لأولادنا في عملنا, وفي كل شيء ولا يعني هذا أننا لا نختلف, ولكن الاختلاف الذي يؤدي بفهم ووعي إلي معني أقوي وأعمق وتكون الأمور إلي الأفضل .
وتري مني علي ربة منزل أن هناك عوامل تؤدي إلي صداقة ناجحة بين الزوجين منها الصراحة بين الزوجين, وشخصيتهما, ومدي النضج النفسي والعاطفي, وإن كان هذا لا يعني التشابه الشديد أو أن يكون أحد الزوجين أضعف من الآخر, أو شخصية أقوي, وأهمية الصراحة أنها لا تجعل أحد الطرفين يختزل مشاعر سلبية تجاه الآخر, وإذا تراكمت قد تؤدي إلي انفجار في لحظة غير محمودة وهي موجوده في أحيان إلا أن وجودها يتطلب أيضا إلا تقتصر علي عناصر معينة أو مجالات معينة في النقاش والزواج الناجح صورة لصداقة ناجحة.
ويقول حسن حامد إن الصداقة بين الزوجين لها حدود وضوابط, والزوج العاقل هو من يجعل الزوجة تعتقد أنها تعلم كل شيء وفي الوقت ذاته يكون له خصوصية, فهل مثلا يصارحها بمشاعر لحظية لإعجابه بشخصية ما وقد تكون هذه الأمور تثير غيرة الزوجة؟ أو رأي مضاد للتعامل في مواقف معينة أو تجاه شخصيات معينة؟ ولا ننكر أنه يمكن أن يكون هناك اتفاق في الطباع أو وجود أوجه في التشابه إلا أنها قد لا تعني صداقة في تلك اللحظة.
أما إيمان عاطف فتقول: ‘الصداقة الحقيقية بين الأصدقاء وليس الأزواج, لأنها علاقة حساسة بها شفافية وبعيدة عن أي إحراج من تناول موضوعات أو ردود أفعال وهو ما يتنافي بين الأزواج, وللأسف قد ظننتها حقيقة إلا أني لم أستطع تحمل هذا الأسلوب بيني وبين زوجي, فقد ندمت أشد الندم وربما أشعرت زوجي أني صديقة واستوعب كل ما يخبرني به في هذا الإطار, إلا أنني أشعر بألم داخلي وجرح لايندمل لأنني أتعامل بوجه وداخلي شيء آخر.
وتقول الدكتورة فؤادة هدية أستاذ التربية بجامعة عين شمس إن الصداقة حقيقة, وليست أكذوبة في واقع الحياة الزوجية, لأن الصداقة بصفة عامة هي تتويج لكل مفاهيم الانسجام والتفاهم, وبالتالي عندما نري الزوجين المتفاهمين المتحابين الناضجين والسعي للمصلحة المشتركة للأسرة الصغيرة فهي هنا صداقة زوجية مثالية, والعلاقة الزوجية علاقة قريبة لشخصين يعيشان معا طوال الوقت في شراكة في كل شيء مما يخلق درجة من القرب لا تتوافر في أي علاقة, والتعايش مع تقلبات الحياة المختلفة من حزن أو فرح وكل التفاصيل التي تخلق ألفة فعندما يري أحد الزوجين شريك حياته مهموما أو مريضا يسانده ويقف معه ليجتاز اللحظة الأمر الذي يدعم الشعور بالصداقة, وتنجح الصداقة مع مدي النضج النفسي والاجتماعي للزوجين, وفي الوقت ذاته عدم الانشغال بالذات بشكل مبالغ فيه, مع الوضع في الاعتبار عنصر الخصوصية لكل منهما نحو الآخر, وعدم الشعور بعقد معينة وألا تكون درجة عدم الثقة بالذات كبيرة فتؤذيه في مشاعره تجاه شريك الحياة أو الغيرة أو الشك بشكل مبالغ أو الانغلاق علي الذات وغير ذلك.
وفي الزواج الناجح يختار كل طرف من يرتاح له سواء في الزواج غير التقليدي أو الزواج التقليدي, الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلي صداقة ناجحة, إلا أنها ينبغي ألا تنقلب إلي اعتماديه من طرف علي حساب الآخر فمن جوانب الصداقة الايجابية الفضفضة والطمأنة, إلا أنها لا تعني في الوقت ذاته أن يتحمل واحد العبء عن شريكه, فمثلا من حقه أن يتحدث للأخر عما يضايقه, لكن لا يجب أن تتحول إلي صورة دعم متواصل, كما يجب أن تفيد هذه الصداقة في إدارة الحياة وأن تحترم عامل الخصوصية حتي لا يتحول أحد إلي عبء علي الآخر.
بداية الصداقة بين الزوجين
والصداقة بين الزوجين تبدأ مع بداية الزواج إلا أنها تتحول وتقوي بمرور الوقت ففي البداية كلا الزوجين لا يعلم الكثير عن الآخر أو لم تمر عليهما بعد المواقف التي توضح ردود الأفعال المختلفة من مساندة أو اختلاف أو المصارحة أو المرونة أو الرفض وغيرها, أي بالعشرة التي توضح حقيقة كل طرف للآخر من خلال التجربة والخطأ وذوبان الحرص والحذر الذي يظهر بعدها كل طرف علي حقيقته وبالتالي تنشأ الصداقة التي تنمو مع الألفة والحياة اليومية, وتكون إيجابية وتسعي للخير وبناء الأسرة وتكامل أفرادها.
من جانبها تقول د. سامية صالح أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس إن الصداقة بين الزوجين أمر مثالي في العلاقة الزوجية وإن كان هذا لا يعني عدم الخصوصية لكل طرف أمام الآخر, وهي شيء مهم في أي علاقة صداقة بين أي طرفين, ورغم أهمية الصداقة بين الأزواج ووجوب تنميتها إلا أننا نلاحظ أن الاستعداد للزواج يكون بالحرص علي تعلم وتعليم الأمور المادية وليس الأهم والأكثر بقاء, فعندما يقدم الإنسان علي تربية عصافير أو أسماك زينة أو زرع نباتات أو أية هواية فهو يحرص علي قراءة كل التفاصيل عنها, فما بالك بالحياة الزوجية, لابد أن نحرص علي أن تسير وفق العوامل التي تكفل لنا النجاح, لأننا لا نستعد للزواج بدراسة التفاصيل الأكثر أهمية وتأثيرا, وفي معظم الأحوال تكون العشوائية لسان الحال بدلا من دراسة كيفية التعامل مع الطرف الآخر, مثل توطيد العلاقة الإنسانية بين الطرفين وتربية الأبناء والعلاقات الاجتماعية المحيطة.
وأهمية الصداقة في قدرتها علي جعل التعامل بين الزوجين بنفس اللغة وذات المرجعية, فالنجاح هنا أن يتعامل الزوجان وكأنهما يسيران علي كتاب واحد, مع الحرص علي عدم التدخل في خصوصيات الآخر الدقيقة التي قد تفسد الود.
موضوعات تهمك
الحوار بين الزوجين سر السعادة الزوجية
زوجة حكيمة فى حل الخلافات الزوجية