كيف يستطيع المراهق أن يوصل مشاعره للمحيطين به؟
ولأنه اعتاد على مخاطبة الأهل وخاصة الوالدين، من أجل التعامل الصحيح مع ابنهم المراهق، فضل موقع “لها أون لاين” محاورة الأخصائية النفسية والتربوية دعاء طافش، لمخاطبة المراهق نفسه، كي يدرك الآلية التي من خلالها يستطيع أن يوصل مشاعره للمحيطين به سواء الأهل، أو المعلم أو المحيط.
كيف يمكننا وصف مشاعر المراهق في تلك الفترة وماذا الذي يتحكم فيها؟
مشاعر المراهق تمر في هذه المرحلة بتقلبات كثيرة ومتسارعة، منها ما نتج عن التغيرات النفسية أو الجسدية أو الاجتماعية، ومن أبرز هذه التغيرات النفسية والانفعالية: أن المراهق يكون لديه الرغبة في الانعزال عن الآخرين، أو أن يعاندهم ويتمرد عليهم؛ وذلك لأن سن المراهقة يعتبر سن تشكيل الهوية. فالمراهق يريد أن يستقل في شخصيته لأجل أن تكون له هويته الخاصة به، يختلف المراهق في هذه المرحلة ويصبح متمردا وعصبيا ومزاجيا، ويميل لمجتمع الأقران وتصبح سلطة الأقران عليه هي المؤثرة.
مرحلة المراهقة بحد ذاتها ليست مشكلة، فهي مرحلة عمرية نمائية، يمر بها كل شخص، المشكلة في عدم تفهم المحيط الأسرى لاحتياجات ومتطلبات هذه المرحلة، المهم أن يدرك الوالدان متطلبات هذه المرحلة مع ابنهم، أي لا بد من استمالة هذا المراهق، ومن ثم التحكم في مشاعره وفي سلوكياته بالمصاحبة والمجاورة ثم بتركه يتمتع باستقلاليته التي لم تتعارض بعد ذلك مع ما أريد كأب أو أم أو مجتمع.
-هل يمكن للمراهق أن يخطأ في التعبير عن مشاعره وكيف ذلك؟
بالتأكيد، ومع هذا يقع علينا نحن كمحيط تفهم هذا التذبذب، سواء كان هذه من ناحية انفعالية، ومن ناحية نفسية واجتماعية، يجب أن ندرك أن المراهق يمر بفترة صعبة وحرجة جدًا، يجب أن نكون قريبين من المراهق، ونتفهم صفة العناد وحدة الطباع والتمرد، ونحترم خصوصيته، ولا بد من أن نحتوي هذا المراهق بالحوار الهادئ وبالمحبة، فلا يجدي التعامل العنيف مع المراهق، بل بالعكس هذا يزيد من حدة المشكلة، ونجد أن الكثير من المراهقين والمراهقات يفرون خارج إطار البيت، باحثين عن الحب والانتماء ومن يهتم بهم.
– هل تٌشكل المشاعر في تلك المرحلة على الشخصية المستقبلية لهذا الفتى أو تلك الفتاة؟
في هذه المرحلة هناك احتياجات نفسية لدى المراهق، حاجة للانتماء، وحاجة للحب، وحاجة لإثبات الذات وحاجة لتقدير الذات، هذه الاحتياجات لابد من تلبيتها، فإن لم تلب ظهرت المشكلات السلوكية والمشكلات النفسية التي ستصاحب المراهق في مستقبله، وهنا يجب التنويه على أن انفعالات المراهق متذبذبة، ومن أبرزها الحب والتعلق بمعنى أن المراهق قد يتعلق بفتاة أو العكس أن تتعلق الفتاة بشاب، هذه المشاعر المتذبذبة هي بالنسبة له في تلك المرحلة مصيرية في حينها، لذا لا بد من مراعاة هذه المشاعر. أنصح الأم بأن تكون في هذه المرحلة قريبة جدًا من ابنتها كي تشبع لها هذه الحاجة من الحب والحنان، وكذلك الأب لا بد أن يكون صاحبًا لابنه بدلًا من يشبع أبنائنا هذه الرغبات خارج إطار الأسرة.
ـ أ.دعاء، كيف يستطيع المراهق أن يوصل مشاعره للمحيطين به (الأهل، المعلم)؟ ماذا تنصحين هذا المراهق؟
بداية يجب أن نعرف أن أكثر ما يؤثر بالمراهق في هذه المرحلة هم جماعة الأقران والإعلام، فإذا صلح الأقران صلح المراهق، لذا على المراهق أن ينتقى الصحبة السليمة التي تكون بمثابة مرجعية إيجابية تؤثر بشكل سليم وسوي في سلوكياته، أقول للمراهق ليس عيبًا أن يكون لك قدوة، لكن عليك تقليد شخصية ناضجة ناجحة، تقمص نجاحها، وأضف عليه شيئا من شخصيتك.
هذه القدوة التي تشكل الشخصية، سيكون لها أثر على مشاعر المراهق تجاه المحيط من حوله، ستحتم عليه أن يكون بارا بوالديه، يبادرهم بالاحترام، بالتقدير، بالمحبة لهم من عدمه.
أبرز الشكاوى التي تأتي لنا من المراهق: أمي لا تحبني، أبي لا يريدني، أقول لهم: مستحيل أن يوجد أم أو أب يكره أبناءه، لكن يوجد آلاف من الأمهات وآلاف من الآباء لا يحسنون التعامل بالشكل السليم مع أبنائهم، لذا عليك أن تبادر بالحوار مع الوالدين، أي اجعل الخطوة الأولى منك، عبر عن مشاعرك، قل أنا أشعر بواحد، اثنين، ثلاثة. ففي النهاية يد واحدة لا تصفق، والديك ليس وحدهما المطلوب منها العمل من أجلك، لابد من أن يبادر الجميع من أجل تقديم كل الدعم، وكل المساندة للنهوض بهذه الأسرة بشكل عام.
ماذا تنصحين المراهق كي يُكون مشاعر إيجابية في تلك الفترة، وما الذي عليه التخلص منه؟
في الغالب، الطريقة التي ينتهجها المراهق لتعبير عن مشاعره هي الصراخ والتمرد والعناد، وهو لا يدرك غير هذه الطريقة، وبالتالي هذه ردة فعل طبيعية كونه يرى الآخر ضده ولا يفهمه، علينا أن ندرك أن المراهق إذا أحب الطرف الذي أمامه كان سهلا عليه التعبير بشكل أفضل و أكثر مرونة.
في المدرسة: دائما نعتمد مع المراهق على المبادئ الإسلامية، بمعنى أنه من البر التعامل مع الوالدين باحترام وأدب، وأنه عليه أن يكون سلوكه إيجابيًا، يجب أن يفهم المراهق أن تعامل والديه معه ناجم عن حبهما له وخوفهما عليه، وأن ضغوط الحياة قد تفرض عليهما عدم التعامل الصحيح معه في وقت ما.
أقول للمراهق أو المراهقة ستصبح في يوم من الأيام أبا أو أما، وستشعر بكم هائل من الضغوطات، ضع نفسك مكان هذا الأب المسؤول عن غيرك أيضًا، والذي قد يعاني من وضع مالي صعب.
أنت أيها المراهق عندما يكون لديك امتحان أو اثنان ،تشعر بكم كبير من الضغط والتوتر الذي ينعكس على تصرفاتك، وهذا جزء يسير مقارنة بالضغوط التي قد تكون واقعة على عاتق الوالدين، فما بالنا بضغوط الحياة، ضع نفسك مكانهما والتمس العذر لتصرفاتهم معك، وهي في الغالب شيء عابر ولا ينم إلا عن خوف وحب لك.