قصة هديل الحمام قصة للأطفال
إن شاء الله تعجبهم
انتشر الحمام وملأ السماء .
كان الحمام كثيرًا جدًا جدًا .
وكان يقف على أشجار فروعها صفراء وبلا ثمار .
وكان الحمام يتكاثر كل يوم .
وكان طين الأرض جافًا لا حياة فيه . واختفت ألون الفواكه والخضروات الجميلة .
ولم تر عيون الناس إلاّ الشقوق الترابية .
وأصبح الحمام هو الغذاء الوحيد لسكان الجزيرة .
وكان الأغنياء وحدهم يشترون الخبز من خارج الجزيرة .
وأصبح الحمام طعام الفقراء .
منذ عدة شهور لا يأكلون إلاّ الحمام .
وكان الأطفال فى البداية يفرحون بالصيد .
مع مرور الأيام اختفت فرحة الصيد . ويشتهون أكل الخبز بدلا من الحمام .
*******
اليوم خرج الأولاد للصيد . لم يفرحوا بصيدهم . قال أكبرهم سنًا ((هل أنتم جائعون؟)) قالوا ((نعم . ولكننا لا نريد أن نأكل الحمام . نريد أن نأكل الخبز)) قال الولد الكبير ((لا يوجد إلاّ الحمام))
قال الأولاد ((إذن نلعب أولا)) قال الولد الكبير ((مارأيكم لو نلعب بالحمام؟)) .
أمسك الأطفال حمامة وأخذوا يقذفونها فيما بينهم .
رآهم رجل حكيم وطلب منهم أن يتركوا الحمامة . ضحكوا منه ولم يستمعوا الى كلامه .
قال الرجل الحكيم إنّ الحمام مثلنا يحس ويتألم .
استمر الأولاد فى اللعب بالحمامة . والرجل الحكيم يشعر بالألم من أجلها .
*****
جاءت فتاة أكبر منهم . سمعت الحمامة تبكى . أمرت الأولاد أن يعطوها الحمامة . رفض الأولاد وقالوا ((هذه حمامتنا)) قالت الفتاة ((ولكنها تتألم)) قال الولد الكبير ((إنها ملك لنا . وهى من حقنا)) قالت الفتاة ((إذن كلوها)) قال الأولاد ((لانريد أن نأكل الحمام . نريد أن نأكل الخبز)) .
أعطتهم الفتاة كل ما معها من نقود . فرح الأولاد . جروا يشترون الخبز من خارج الجزيرة . وحملت الفتاة الحمامة . وذهبت الى كوخها .
وضعت الفتاة بعض الحبوب أمام الحمامة . ووضعت لها الماء لتشرب . نظرت الفتاة فى عينىْ الحمامة . رأت فى عينيها وداعة وحنانًا . هدلت الحمامة بصوت ضعيف . احتضنتها الفتاة وقبّلتها . همست لها وهى تساعدها على الطيران ((عندما ترتفعين فى السماء أذكرينى )) .
******
فى اليوم التالى وجدت الفتاة أمام كوخها عددًا كبيرًا من الأولاد . كل طفل يمسك حمامة . وقالوا للفتاة (( خذى الحمام . ونحن نأخذ الفلوس لنشترى الخبز )) .
قالت الفتاة ((لقد دفعت كل ما كان معى بالأمس . وأنا فقيرة مثلكم )) قال الأولاد ((إذن سوف نلعب بالحمام)) قالت الفتاة (( كلوه . ولا تلعبوا به . لأنه يتألم مثلنا )) انصرف الأولاد وهم يلعبون بالحمام .
*****
جاء الرجل الحكيم . وجد الفتاة تبكى . مسح دموعها وأخذها فى حضنه . دخلت الفتاة فى حضن الحكيم أكثر . وتمنت لو أنّ لها أجنحة ترفعها الى السماء .
******
استمر الأولاد فى لعبهم بالحمام . وبدأ عدد الحمام يتناقص . وكان الكبار مشغولين بالبحث عن الطعام . وذات صباح خرج الكبار والصغار من أكواخهم . نظروا الى السماء والى الشجر . لم يجدوا الحمام . بحثوا عن حمامة واحدة فلم يجدوا .
وقفت الفتاة والرجل الحكيم يتفرجون على أهل الجزيرة .
كان الكبار والصغار يبكون . لأنّ الأشجار ما زالت صفراء . ولأن طين الأرض ما زال متشققًا . ولأنّ سنابل القمح الذهبية لم تنبت . ولأن الجزيرة أصبحت بلا حمام يرفرف فى سمائها . وقال الأولاد ((لو عاد الحمام . لن نلعب به )) وقال الكبار وقال الصغار (( نحن نشتاق الى سماع صوت هديل الحمام )) .
*******