موضوعات متنوعة

قصة الكلب والجزار

بسم الله الرحمن الرحيم

مجرد رأي
الكلب والجزار
بقلم: صلاح منتصر

أنهي أيام العيد بحكاية تقول إن جزارا فوجيء بكلب صغير يدخل عليه وفي فمه ورقة صغيرة كتب عليها من فضلك أريد فخذا من اللحم ونصف كيلو من الكبدة‏!‏ وكان الكلب يحمل في فمه أيضا المبلغ المطلوب‏!‏ دهش الجزار لما يراه‏,‏ لكنه استجاب لما طلب منه‏,‏ وعلي وجهه علامات الذهول‏,‏ ووضع الطلب في كيس علق طرفه في فم الكلب‏.

وبدافع الفضول قرر الجزار غلق محله وتتبع الكلب الذي كلما وصل إلي نقطة عبور مشاة توقف حتي تضيء الإشارة باللون الأخضر. وعندما وصل إلي محطة أتوبيسات راح ينظر نحو لوحة مواعيد وصول الأتوبيسات ثم قفز إلي الأتوبيس القادم فور توقفه. وقد لحقه الجزار- من دون تردد- وجلس علي مقربة منه, ولما اقترب الكمساري من الكلب أشار له الكلب إلي تذكرة بلاستيكية علقت في رقبته اكتفي الكمساري بالنظر إليها ثم واصل سيره. لم يصدق الجزار وباقي الركاب ما يرون.

وعند اقتراب الأتوبيس من المحطة القريبة للوجهة التي كان يقصدها الكلب, توجه إلي المقعد المجاور لسائق الأتوبيس وأشار إليه بذيله أن يتوقف. وأمام المحطة نزل الكلب بثقة كما ينزل كل الركاب, فانطلق نحو منزل قريب حاول فتح بابه فلما وجده مغلقا اتجه نحو النافذة وراح يطرقها.

في أثناء ذلك, رأي الجزار رجلا ضخما يفتح باب المنزل صارخا وشاتما في وجه الكلب ثم لم يكتف بهذا, بل ركله بشدة كأنما أراد تأديبه. ولم يتمالك الجزار من المشهد فأسرع إلي الرجل صارخا: أليس في قلبك رحمة.. إن كلبك أذكي كلب شهدته. قال الرجل ساخطا: هذا الكلب ليس ذكيا بل هو عين الغباء, فهذه هي المرة الثانية في هذا الأسبوع التي ينسي فيها مفاتيح المنزل!

القصة ليست للتسلية بل مغزاها أن هناك من يعمل بجد وأمانة, وقد يكون همه إسعاد غيره لكنه للأسف لايجد التقديرأو علي الأقل كلمة شكر!( ملاحظة. وقائع القصة لا تقع سوي في الخارج أما العبارة الأخيرة فتقع دوما في مصر)!

جريدة الأهرام يوم الأثنين 13 من ذى الحجة1433 هـ 29 اكتوبر 2012 السنة 137 العدد 45983

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. [CENTER]بسم الله الرحمان الرحيم
    بجد بجد رائعة تسلمي المحبة للرسول ولللأسف كثير منا يعاني عدم التقدير من الغير والذي يسبب جرح لا ينتبه له الكثير لكن عزاؤنا ان نعمل بجد لأجل غاية اسمى الا وهي دخول الجنة [/CENTER]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

مخالفة مانع الإعلانات

نأسف متصفحك يقوم بعمل تعطيل للأعلانات وهذا هو مصدر رزقنا برجاء تعطيل إضافة الحجب والتصفح , لن تسطيع رؤية الصور والفيديوهات بدون تعطيل الحجب