السوءال
أنا سيدة أبلغ من العمر 25 عاما، توفي زوجي منذ شهور، وترك لي طفلة رضيعة، وما زلت في العدة، وأقيم في بيت أهلي بعد وفاة زوجي. واخترت أن أربي ابنتي، وأن أكرس حياتي لتربية ابنتي اليتيمة، ولا أريد الزواج؛ لأنني أريد زوجي زوجا لي في الجنة، فكان لي نعم الزوج، وتمنينا أن نكون معا في الجنة، ودعونا الله كثيرا. هل عزوفي عن الزواج اعتراض على أمر الله؟ فقد علمت أن أم الدرداء آثرت زواج الآخرة. هل لي أن أتخذها قدوة؟ وهل وفائي لزوجي له أجر عند الله؟ وهل زوجي يشعر به؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تأمنين على نفسك الفتنة؛ فلا حرج عليك في الامتناع من الزواج، رغبة أن تكوني مع زوجك في الجنة -إن شاء الله- وإذا تركت الزواج لتتفرغي لتربية ابنتك ورعايتها فلك أجر عظيم؛ فعن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :« أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة ». وأومأ يزيد بالوسطى والسبابة «امرأة آمت من زوجها، ذات منصب، وجمال، حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا، أو ماتوا » رواه أبو داود.
جاء في عون المعبود: أي اشتغلت بخدمة الأولاد، وعملت لهم، فكأنها حبست نفسها. اهـ
ووفاؤك لزوجك، أمر حسن محمود، وأما شعوره بذلك، فعلمه عند الله.