عملية البيع أو التخارج وقسمة التراضي نافذة بشروطها

[FONT=Arial]

السوءال
وقع بيني وبين أخي ظرف سيء، وبعدها وفي لحظة غضب وخوف من أحداث قد تقع في المستقبل تنازلت له عن نصف دونم عمار مقابل 200 متر، وذلك خلال عملية توزيع الميراث، وبعد أسبوع طلبت منه إلغاء الاتفاق فرفض، فدخلت بعدها في وضع نفسي صعب، فهل ما حدث قضاء وقدر يجب علي تقبله؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكلامك يحتمل أن يكون ما صدر منك بيع، ويحتمل غير ذلك.. فإن كان ما تم بينكما هو بيع جزء من نصيبك في الإرث أو جزء منه بعد قسمته وتحديده، فهذا بيع، وإن كنت تصالحت مع أخيك على أن تُخرج من التركة مقابل عوض من غير مال التركة، فهذا يسمى تخارجا، وإن كان العوض من مال التركة، فهذا من باب قسمة التراضي، جاء في الموسوعة الفقهية: الأصل في التخارج أنه عقد صلح بين الورثة لإخراج أحدهم، ولكنه يعتبر عقد بيع إن كان البدل المصالح عليه شيئا من غير التركة، ويعتبر عقد قسمة ومبادلة إن كان البدل المصالح عليه من مال التركة، وقد يكون هبة أو إسقاطا للبعض إن كان البدل المصالح عليه أقل من النصيب المستحق، وهذا في الجملة، ويشترط في كل حالة شروطها الخاصة. اهـ.

وفي كل الحالات: إن كنت بالغا رشيدا راضيا بما حصل وقت حصوله، سواء سميناه بيعا أو تخارجا… فقد تمت العملية ونفذت، والتخارج وقسمة التراضي ينزلان منزلة البيع، فهما نافذان أيضا إن تما برضاك وكنت بالغا رشيدا، وليس لك ـ حينئذ ـ الرجوع فيما حصل، ولكن يندب لأخيك أن يقيلك إذا طلبت الإقالة، لندمك على البيع أو شعورك بالغبن.. وليس ذلك بواجب عليه، قال في إنجاح الحاجة: صورة إقالة البيع إذا اشترى أحد شيئاً من رجل ثم ندم على اشترائه، إما لظهور الغبن فيه أو لزوال حاجته إليه، أو لانعدام الثمن، فرد المبيع على البائع وقبل البائع رده أزال الله مشقته وعثرته يوم القيامة، لأنه إحسان منه على المشتري، لأن البيع قد بت، فلا يستطيع المشتري فسخه. انتهى.

وننبه إلى أن قسمة التراضي إذا اتفق عليها، فلا حرج فيها ـ كما أشرنا سابقا ـ ولو كان فيها غبن لبعض الورثة، إن كان المغبون راضياً رشيدا بالغاً، ولا يجوز الغبن فيها لمن لم يكن راضيا أو بالغا رشيدا،

أما التخارج: فلا يصح إلا ممن يصح بيعه، جاء في الموسوعة الفقهية: يشترط فيمن يملك التخارج أهلية التعاقد, وذلك بأن يكون عاقلا غير محجور عليه, فلا يصح التخارج من الصبي الذي لا يميز, ولا من المجنون وأشباهه. اهـ.

أما قولك: هل ما حدث قضاء وقدر…. فجوابه أن الكون كله لا يكون فيه إلا ما قضاه الله وقدره، وهذا أمر يجب أن يعتقده المسلم، قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كل شيء بقدر حتى العجز والكَيْس.

وقال أيضا: إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. رواهما مسلم.

والله أعلم.

[/FONT]
Exit mobile version