عشر ذى الحجة كيف تعيشها الاسرة

خلت علينا نفحات خير أيام العام (عشر ذي الحجة) والآن تتسارع لتمر من بيننا فحقا ًهذه نفحات خير مواسم الطاعات، فمنذ أيام وشهور كنا ننتظر العشر الأواخر من ذي الحجة واليوم نرى أننا أمامنا أيامً قليلة وتنصرم أحب الأيام إلى الله عزوجل، فهل نُضيع ثواب وفضل هذه الأيام العظيمة من بين أيدينا؟!، فهذه العشر تعتبر من أفضل مواسم الطاعات، وفيها ينبغي الإكثار من العمل الصالح، والتنافس لابتغاء مرضات الله، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً.

فلنشمر عن سواعدنا لنتعبد إلى الله في هذه الأيام بالصيام والقيام وتلاوة القرآن، وفي السطور القليلة القادمة نستعرض سوياً كيف تعيش الأسرة هذه الأيام التي لا تتكرر سوى مرة واحدة بالعام.

دور الأسرة في اغتنام عشر ذو الحجة:
دور الأسرة كبيرٌ جداً في استغلال مواسم الطاعات، ويقع على عاتق الوالدين دورٌ كبيرٌ في حث أبنائهم للتعبد والطاعة وتهذيب نفوسهم من حين لآخر بالعمل الصالح؛ فالأبناء هم الفروع الباقية التي تثمر بعد أن تنقطع أعمالنا، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:”ينقطع عمل ابن أدم إلا من ثلاث منها ابن صالح يدعو له”.

إن أولادنا وأزواجنا أولى بالدعوة والنصح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) متفق عليه، فالدعوة والنصح يجب أن تبدأ من داخل الأسرة لسببين مهمين: أن الإنسان متى أصلح أهله وولده كانوا له خير معين، والسبب الثاني أن يكونوا قدوة.

ماذا تفعلي أنتِ وأسرتك في عشر ذي الحجة؟
هذه مجموعة من الأمور عليكِ أن تقومي بها مع أسرتك في استقبال مواسم الطاعات عامة، وعشر ذو الحجة خاصةً:

1. التوبة الصادقة:
فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( [النور:31].

2. العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام:
فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى:( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) سورة العنكبوت

3. البعد عن المعاصي:
فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه، فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.

فاحرصي سيدتي على اغتنام هذه الأيام المباركات ولا تنسي أن تجتمعي مع أسرتك على هذه الطاعات فمواسم الخير تهب من حين لآخر وخاب وخسر من لم يدركها ونحن لازال أمام فرصةٍ للفوز بفضل وثواب نفحات تلك الأيام المباركات.

Exit mobile version