أنتِ وأسرتك

جدري القرود | كل ما تحتاج معرفته لحماية نفسك و عائلتك

في الوقت الذي لم يتعاف فيه العالم بعد من آثار جائحة كورونا، ظهر على الساحة فيروس جدري القرود الذي يُثير القلق والتساؤل حول احتمالية تحوله إلى أزمة صحية عالمية. في هذا المقال، سنتعرف على كل ما يتعلق بهذا الفيروس، من طرق انتقاله وأعراضه إلى طرق الوقاية منه.

في أغسطس 2024، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تزايد عدد الإصابة بمرض جدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية وعدة دول في أفريقيا. ومع هذا التصاعد في حالات الإصابة أعلنت حالة طوارئ صحية دوليًا مع احتمالية انتقال المرض لعدة بلدان أخرى داخل وخارج أفريقيا.
فما هو جدري القرود؟


جدري القرود (Monkeypox)

  • جدري القرود (Monkeypox) هو مرض فيروسي معدي يصيب البشر، ويبدأ عادةً بأعراض تشبه الإنفلونزا، يليه ظهور طفح جلدي يشبه الجدري.
  • يعد هذا المرض حيواني المنشأ، حيث ينتج عن الإصابة بفيروس جدري القرود، الذي يمكن أن ينتشر بين الحيوانات والبشر. ويستوطن هذا الفيروس بشكل أساسي في غرب ووسط أفريقيا، وتعد القوارض، والقرود، والسناجب العوائل الرئيسية التي تأوي الفيروس.
  • يحتوي الفيروس على مادة وراثية من نوع (DNA) وينتمي إلى عائلة فيروسات (Orthopoxvirus)، والتي تشمل أيضًا الفيروس المسبب لمرض الجدري العادي.
  • يوجد نوعان من فيروس جدري القرود: النوع الأول (clade I) الذي ينتشر في وسط أفريقيا، ويُعد أكثر خطورة بسبب سرعة انتقاله وخطورته على الصحة، والنوع الثاني (clade II) الذي يستوطن في غرب أفريقيا، ويُعتبر أقل خطورة وأبطأ في الانتقال.
  • يعد النوع الثاني هو المسؤول عن تفشي العدوى في عام 2022. ويمكن أن ينتشر كلا النوعين من الفيروس عبر الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة، المواد الملوثة، أو من خلال الاتصال المباشر مع شخص مصاب بالمرض.

تاريخ تفشي فيروس جدري القرود

رغم أن فيروس جدري القرود قد يبدو حديثًا، إلا أن له تاريخًا طويلًا. إليك نبذة تاريخية عن هذا الفيروس:-

  • 1958: تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في القرود التي تُجرى عليها أبحاث في الدنمارك.
  • 1970: سجلت أول حالة إصابة بشرية في طفل يبلغ من العمر 9 أشهر في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
  • 2003: تفشي النوع الثاني من الفيروس في الولايات المتحدة، كما ظهر في نيجيريا وعدة بلدان أخرى.
  • 2017: شهدت نيجيريا تفشيًا جديدًا للفيروس، والذي انتشر إلى بلدان أخرى.
  • 2022: أعلنت عدة دول عن حالات إصابة جديدة بالفيروس.
  • سبتمبر 2023: شهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية تفشيًا كبيرًا للفيروس، ثم انتشر إلى دول مجاورة مثل أوغندا وكينيا ورواندا وبوروندي.

سبب ظهور الفيروس ليس واضحًا تمامًا، ولكن يُعتقد أن التعامل مع القرود والسناجب المصابة بالفيروس قد يكون سببًا في انتقال العدوى للبشر.


طرق انتقال فيروس جدري القرود

يعد الإصابة بفيروس جدري القرود معدية، ويصبح الشخص المصاب معديًا منذ ظهور الأعراض حتى تمام الشفاء وتكوين جلد جديد. قد يستغرق الشفاء عدة أسابيع. و يمكن للفيروس الانتقال بين الأشخاص بطرق متعددة، تشمل:

  • الاتصال المباشر بالطفح الجلدي: من خلال لمس الطفح الجلدي أو البثور أو القُرح على الجلد.
  • سوائل الجسم: مثل العطس والسعال، ولكن هذا أقل شيوعًا، ويحدث غالبًا عند التواصل وجهًا لوجه لفترة طويلة مع المصاب.
  • الأشياء الملوثة: مثل الملابس أو المناشف، أو من خلال الإصابة بالإبر في المستشفيات ومراكز الوشم.
  • من الأم إلى الجنين: يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الجنين عبر المشيمة في أثناء الحمل.
    من الحيوان إلى الإنسان: عن طريق الخدش أو العض من حيوان مصاب، أو من خلال طهي وأكل الحيوانات المصابة.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بجدري القرود

على الرغم من أن هذا الفيروس نادر، ولا يسبب تهديداً للحياة، إلا أن بعض الأشخاص قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة مثل :-

  • مرضى من ضعف شديد في المناعة مثل مرضى السكر ونقص
  • المناعة المكتسبة (الإيدز).
  • الحوامل.
  • مرضى الأكزيما.
  • الأطفال الأصغر سنًا.
  • المسافرون من وإلى بلدان بها حالات إصابة مؤكدة.
  • العاملون في المجالات الصحية.

ما هي أعراض جدري القرود؟

جدري القرود|كل ما تحتاج معرفته لحماية نفسك و عائلتك
جدري القرود| كل ما تحتاج معرفته لحماية نفسك و عائلتك

تبدأ الأعراض في بعض الحالات بظهور الطفح الجلدي، بينما قد تظهر أعراض تشبه الإنفلونزا في حالات أخرى. وأحيانًا، قد لا يظهر الطفح الجلدي، ولكن يعاني الشخص من التهاب في الحلق، وآلام العضلات، والحمى. كذلك قد يعاني بعض المرضى من أعراض أخرى مثل تورم في المستقيم أو ألم وصعوبة في التبول أو البلع.
يبدأ الطفح الجلدي في جدري القرود كبثور مسطحة صغيرة على الوجه أو الأطراف، ثم تتضخم وتتحول إلى بثور مملوءة بالسوائل التي قد تصبح مؤلمة ومسببة للحكة. بعد ذلك، تتحول هذه البثور إلى قشور تتساقط تدريجيًا، مكونة جلد جديد.
تشمل الأعراض والعلامات الآتي:-

  • طفح جلدي، أو قرح
  • تضخم في الغدد الليمفاوية
  • حمى
  • صداع
  • آلام العضلات
  • آلام المفاصل
  • آلام الظهر
  • التهاب في الحلق
  • إرهاق

أماكن ظهور الطفح الجلدي

قد يكون الطفح الجلدي مؤلمًا، ويمكن أن يظهر في أماكن مثل:-

  • الوجه والفم.
  • الذراعين والساق.
  • اليدين والقدمين.
  • الأعضاء التناسلية والشرج والمستقيم.

متى تظهر الأعراض؟

  • تظهر الأعراض على المريض بعد مرور 7 إلى 10 أيام من التعرض للفيروس. ومع ذلك الوقت المستغرق لظهور الأعراض قد تتراوح ما بين (2-4) أسابيع. هذه المدة قد تستمر لفترة أطول لدى مرضى ضعف المناعة.
    من الجدير بالذكر أن المريض يصبح معديًا بدءًا من ظهور الأعراض الأولية وحتى التئام القرح وتكوين جلد جديد. كما يمكن أن يصاب بعض الأشخاص بالعدوى دون ظهور أي أعراض.

مضاعفات جدري القرود

  • ظهور خراج وتلف الجلد؛ نتيجة إلى حدوث عدوى بكتيرية.
  • التهاب رئوي، يسبب صعوبة في التنفس.
  • تشوش الرؤية، نتيجة إلى التهاب في قرنية العين.
  • ألم وصعوبة في البلع.
  • حدوث جفاف، بسبب القيء والإسهال المستمر.
  • تسمم الدم، نتيجة إلى العدوى البكتيرية.
  • التهاب الدماغ.
  • التهاب عضلة القلب.
  • التهاب الأعضاء التناسلية.

تشخيص جدري القرود

  • تُشَخَّص الإصابة بجدري القرود عن طريق:-
    إجراء تحليل تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، إذ تُؤخَذ مسحة من القرح أو الطفح الجلدي المنتشر على الجسم؛ وفي حالة عدم ظهور طفح جلدي يمكن إجراء التحليل عن طريق مسحة من الحلق أو الشرج.
  • الكشف عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي للمريض؛ ولكن هذا التحليل غير دقيق؛ لأنها لا تميز بين فيروسات الجدري الأخرى.

هل هناك علاج إلى جدري القرود؟

عادةً ما يتحسن المصاب بجدري القرود دون الحاجة إلى علاج محدد، حيث تستمر الأعراض من 2 إلى 4 أسابيع. العلاج يعتمد بشكل أساسي على تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات. لذا، فإن الرعاية المبكرة ضرورية لتجنب تطور الحالة.
في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للفيروسات، ولكن لا يوجد علاج مضاد للفيروس أثبت فعاليته بشكل تام وآمن حتى الآن.


نصائح للوقاية من جدري القرود

للوقاية من العدوى بفيروس جدري القرود، يمكن اتخاذ التدابير التالية:

  • عزل المصابين: يجب على الأشخاص المصابين عزل أنفسهم في غرفة جيدة التهوية حتى تلتئم القروح تمامًا.
  • تجنب الاتصال الجسدي المباشر: لا تتواصل جسديًا مع المصاب، بما في ذلك تجنب استخدام الفراش والملابس والأشياء الملوثة بالفيروس.
  • غسل اليدين بانتظام: استخدم الماء والصابون، وأحيانًا معقم لليدين يحتوي على الكحول.
  • تجنب لمس القرح: لا تلمس أو تخدش القروح لتجنب تفشي الطفح الجلدي إلى مناطق أخرى في الجسم.
  • استخدام القناع: إذا لم يتمكن المصاب من عزل نفسه، يجب ارتداء قناع الوجه عند الوُجود بالقرب من الآخرين.
  • تغطية الطفح الجلدي: غطِّ الطفح الجلدي عند الوُجود بالقرب من الآخرين للمساعدة على التئام الجلد وتقليل انتشار العدوى.
  • تجنب الحلاقة: لا تحلق المناطق المحتوية على القروح، حتى تلتئم تمامًا لتجنب انتشار العدوى.
  • تنظيف وتطهير الأسطح: نظف وطهر الأسطح باستمرار.
  • طهي اللحوم جيدًا: تأكد من طهي اللحوم بشكل جيد لتجنب العدوى.
  • شرب السوائل بانتظام: حافظ على شرب السوائل لتجنب الجفاف.
  • تجنب الاتصال بالحيوانات المصابة: تجنب التفاعل مع الحيوانات التي قد تكون مصابة.
  • تخفيف الأعراض: استخدم مسكنات الألم وخافضات الحرارة مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين لتخفيف الأعراض.
  • غسل الفم: إذا كان لديك قرح في الفم، اغسل فمك بالماء المالح أربع مرات يوميًا.
  • العناية بالجلد: حافظ على جفاف ونظافة الجلد، ويمكن استخدام علاجات منزلية مثل الشوفان أو صودا الخبز لتخفيف الحكة وجفاف الجلد.

ماذا تفعل إذا اشتبهت في الإصابة بفيروس جدري القرود ؟

جدري القرود|كل ما تحتاج معرفته لحماية نفسك و عائلتك
جدري القرود|كل ما تحتاج معرفته لحماية نفسك و عائلتك
  • استشارة الطبيب: تواصل مع الطبيب وارتدِ قناعًا للوجه واستخدم قفازات إذا كانت لديك قرح في الأيد لتجنب انتشار العدوى.
  • اعزل نفسك: احجز نفسك في غرفة جيدة التهوية، وحرص على تناول السوائل بكثرة.
  • تخفيف الأعراض: استخدم الأدوية المخففة للأعراض وغطِّ القروح بالشاشة أو الضمادة.
  • غسل اليدين: اغسل يديك بالماء والصابون باستمرار.
  • تنظيف وتعقيم الأسطح: قم بتنظيف وتعقيم الأسطح بانتظام.
  • تجنب الاتصال بالحيوانات: تجنب التفاعل مع الحيوانات الأليفة لتقليل خطر انتشار العدوى.
  • التغذية والراحة: تناول أطعمة صحية واحصل على قسط كافٍ من الراحة.
  • تجنب لمس الطفح الجلدي: لا تلمس الطفح الجلدي، وإذا لمسته بالخطأ، اغسل يديك فورًا بالماء والصابون وتجنب لمس العين والفم والأنف والأعضاء التناسلية.
  • تخفيف الحكة: يمكن أن يساعد الكالامين، الفازلين، أو الليدوكايين في تخفيف الحكة.
  • تجنب مشاركة الأدوات: لا تشارك المناشف، الأواني، والأكواب مع الآخرين، ولا تستخدم أدواتهم.

أبرز الاختلافات بين كورونا وفيروس جدري القرود

كورونا فيروس(كوفد 19)

Covid -19

جدري القرود  monkey pox
العامل المسبب للمرض
  • SARS-cov-2، وهو نوع من  الفيروسات التاجية.
  • Monkeypox Virus، و هو ينتمي إلى نفس عائلة الفيروس المسبب للجدري البشري.
مصدر الفيرس ينشأ في الخفافيش ومن ثم انتقل إلى عائل وسيط ثم إلى الإنسان.
  • اكتشف أول مرة في القرود، ولكن يُعتقد بوجوده في القوارض مثل السناجب والفئران.
طريقة الانتقال 
  • يعد فيروس كورونا فيروس تنفسي، إذ ينتشر عن طريق قطرات الرذاذ أثناء التنفس عند العطس أو السعال، ويمكن أن يظل في الهواء لعدة ساعات.
ينتقل بشكل رئيسي من خلال ملامسة الطفح الجلدي أو سوائل المصاب، ويمكن أن ينتقل أيضاً عبر اللعاب وإفرازات الجهاز التنفسي، ولكنه أقل انتشاراً عن طريق الهواء.
تاريخ الاكتشاف 2019، وانتشر بسرعة في أنحاء العالم بسبب طفراته العديدة. 1958، وانتشاره محدود ولكنه مستوطن في وسط وغرب أفريقيا.
الجينوم (المادة الوراثية) Single stranded RNA

فيروس مغلف أحادي من الحمض النووي الريبوزي.

Double stranded DNA

فيروس مغلف ثنائي بحمض نووي ديوكسي ريبوزي.

الأعراض حمى وسعال جاف، وصعوبة التنفس، وفقدان حاسة الشم أو التذوق حمى وإرهاق وآلام في العضلات، يليها ظهور طفح جلدي و تورم الغدد الليمفاوية.

هل نواجه جائحة جديدة؟

على الرغم من القلق المتزايد حول جدري القرود، لا توجد حتى الآن أدلة تشير إلى أنه سيتحول إلى جائحة مثل كورونا. الفيروس أقل انتشارًا وأقل قدرة على الانتقال بين البشر، مما يعني أن احتمالية تفشيه على نطاق واسع محدودة. لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نتجاهله؛ بل ينبغي أن نستعد لأي طارئ صحي مستقبلي.

ختامًا، عزيزي القارئ يمثل فيروس جدري القرود تهديدًا يتطلب وعيًا صحيًا وتدابير وقائية فعالة للحماية من العدوى. رغم أن الفيروس لا يظهر حتى الآن كتهديد جائحة مماثل لكورونا، فإن فهم أعراضه وطرق انتقاله وسبل الوقاية منه أمر بالغ الأهمية. من خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل العزل والتطهير الجيد وتجنب الاتصال المباشر مع المصابين، يمكننا حماية أنفسنا والمجتمع من انتشار الفيروس.


موضوعات تهمك

الجدري المائي | عندما يخالفك الحظ في أجمل 90 يوم !

لا تخافوا ولكن احذروا| عين السمكة وطرق الوقاية منها

دليلك الشامل للتعامل مع حمو النيل لضمان صحة طفلك

انتشار داء البروسيلات يثير القلق في فصل الصيف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

مخالفة مانع الإعلانات

نأسف متصفحك يقوم بعمل تعطيل للأعلانات وهذا هو مصدر رزقنا برجاء تعطيل إضافة الحجب والتصفح , لن تسطيع رؤية الصور والفيديوهات بدون تعطيل الحجب