لأنك المسئولة عن سعادتك ببساطة تخلصي من الضغوط ونظمي حياتك
الضغوط اليومية التي تتعرض لها المرأة العاملة الطموح تقلب حياتها رأسا على عقب وتجعلها تشعر بالعجز أحيانا عن تحقيق ما ترغب في إنجازه من أعمال أو أفكار لتحسين ظروف العمل أو لتطوير ذاتها، فتختلط الأولويات مما يؤدي إلي فقدانها السيطرة علي زمام الأمور، وزيادة المهام المؤجلة التي غالبا ما يجد عليها مستجدات أخرى يتم ترحيلها.
دكتورة آية ماهر أستاذ الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية في حديثها مع صحيفة “الأهرام” المصرية تقدم عددا من الإرشادات التي تساعد المرأة علي تنظيم حياتها واستعادة السيطرة عليها مرة أخري:
- تعرفي أولاً علي مصادر الضغوط التي تعانين منها, وهو أمر ليس سهلا كما يبدو, لكنه يتطلب الخوض في مشاعرك, وأفكارك وسلوكياتك ثم تسألين نفسك: هل هذه الضغوط مؤقتة أم روتين في حياتك؟ وعلي من تلقين اللوم في هذه الضغوط: علي المحيطين بك, أم علي الأحداث الخارجية, أم طريقة رؤيتك للأمور؟
- اعلمي أن بعض الأساليب التي قد تلجئين إليها مثل تأجيل الأعمال, أو الانشغال الزائد عن الحد أو تناول المهدئات قد تخفف عنك الضغوط بصفة وقتية ولكنها لن تخلصك منها.
- تعلمي مهارات التعامل مع الآخرين من خلال مراقبة سلوكيات النماذج الناجحة المحبوبة من حولك وتعلمي تقبل النقد من المقربين لك أو اطلبي تقييمهم لسلوكياتك.
- ترتيب أفكارك وجدول أعمالك: راعي دائما أن يكون لديك يوميا وقت محدد من نصف الي ساعة بدون أي استقطاعات من مكالمات تليفونية أو زيارات مفاجئة, لترتيب أفكارك وتحليل الأسباب التي تعوق بينك وبين ما ترغبين تحقيقه من أعمال.
- حددي الأنشطة التي تخدم أهدافك: وذلك علي مستوي المجاملات الاجتماعية فبعض منها ضروري وبعضها يمكن استبداله برسالة رقيقة علي الهاتف أو بباقة ورد.
- تفويض الأعمال: قومي بتفويض المسئولية والأعمال لغيرك لبناء جيل ثان قادر أن يقوم بمهامك بحيث تتفرغي ليس للتنفيذ ولكن للتخطيط والتطوير ومتابعة التنفيذ.
- تعلمي مهارات حل المشاكل: وذلك باللجوء إلي الأسلوب العلمي لحلها والذي يتطلب وضع خطة وفرق عمل ويساعدها الأسلوب علي تحقيق هدفين هما الأول خفض حجم المشاكل والثاني تدريب العاملين معك علي العمل بروح الفريق.
- تعلمي مهارات تنظيم بيئة العمل المحيطة بك: من حيث التخلص بصفة يومية من أي أوراق أو متعلقات لا داعي للإبقاء عليها حتي تزحم المكان والتخلص منها يجلب الشعور بالراحة وصفاء الذهن كما أن الفرصة المنظمة ضرورة لكي تكسبك طاقة إيجابية.
- تجنبي المبالغة في تجويد الأعمال: لأن ذلك يستنفد من وقتك وذهنك وأعصابك, لكن يمكن أن تلجئ الي شخص تثقين في إمكانيته لمراجعة ما تقومين به من أعمال أو وضع الرتوش الأخيرة لعمل ما.
- اشحني طاقتك بمجاورة الأشخاص الإيجابيين: احيطي نفسك بمجموعة من النماذج الناجحة والمنتجة لتستفيدي من أساليبهم في إدارة أمور حياتهم, وحاولي دائما ان تكون دائرة المحيطين بك من النشطاء والأشخاص الإيجابيين لأن السلوكيات مثل العدوي تنتقل من شخص لشخص.
- اشحني طاقتك الجمسانية والذهنية بالرياضة أو بهواية مفضلة فاللياقة الجسمانية تنعكس دائما علي لياقتك الذهنية وعلي قدرتك لتحمل المشاكل والضغوط المختلفة, فاوجدي متنفسا أو رياضة تحبينها كالمشي الجماعي مثلا أو أي هواية تميلين اليها وداومي عليها.
- تعلمي المهارات الإدارية الحياتية: فتدريب النفس علي المهارات الحياتية الضرورية من مهارات التخطيط الاستراتيجي والتنظيم وإتخاذ القرار السليم, وإدارة الوقت وإدارة ضغوط الحياة والتحفيز الذاتي والتفكير الايجابي وغيرها من المهارات ضروري لأنها تكسبك ثقة بنفسك.
- استمدي القوة عن طريق مساعدة الآخرين: مساعدتك للغير في حدود إمكانياتك تجلب للآخرين السعادة والدعاء لك بالخير, وهذا كفيل بإشعارك بإنك إضافة لغيرك ويزيد من إحساسك بالقوة الداخلية التي تكسبك الشعور بأنك قادرة علي التحكم في أمورك مع مراعاة التوازن الدائم بين المجاملات وبين حقك علي نفسك.
- لابد أن تعي أن شعورك بعدم التحكم في إدارة ذاتك أو أمور حياتك هو دائما ضريبة النجاح, فتعاملي مع هذا الشعور علي أنه جزء من التحديات اليومية التي يجب أن تتعايشي معها وبأنها شيء حتمي وطبيعي ولكن يمكن التقليل من وطأته من خلال تحقيق التوازن بين التزاماتك وطموحاتك والاعتماد الدائم علي قوتك الداخلية.
تصدي للضغوط غير الضرورية
- تعلمي الاعتذار بدبلوماسية عن التكليفات التي تفوق طاقتك.
- الإقلال من الاختلاط بالأفراد الذين يعتبرون مصدرا للضغوط سواء بنظراتهم, أو بتلميحاتهم أو بمناقشاتهم, وإن كنت مضطرة للوجود معهم فافصلي نفسك عنهم بالانشغال بعمل أي شيء أو عدم التركيز معهم.
- مهامك اليومية بين يجب ولابد, وحددي أولوياتك حسب ترتيب يجب, وإذا تبقي بعض الوقت يمكنك البدء في المهام المدونة تحت لابد.
التحكم في المواقف
- تعلمي فن التعبير عن رأيك بطريقة تظهر احترامك للأشخاص الذين يمثلون حملا عليك, مع مراعاة لغة الجسم المتمثلة في نبرة الصوت, والعين وحركة الأيدي.
- كوني أكثر حزما في التعامل مع الأمور التي قد تسبب لك ضغوطا, فإذا جاءتك زميلة لتحكي عن موقف صادفها في الوقت الذي تكونين فيه منشغلة بعمل يجب انجازه في وقت محدد, فكوني صارمة في الحفاظ علي وقتك بأدب.
- دربي نفسك علي التخطيط المستقبلي لأهدافك, وابحثي كيف تترجم هذه الأهداف إلي خطة عمل, وفرقي بين الأولويات العاجلة والأولويات غير العاجلة, لكي تدبري وقتك بشكل أفضل. وتأكدي أن عملية التدريب هذه ستكسبك خبرة أكثر.
التكيف مع الضغوط
- كوني أكثر إيجابية في نظرتك للأمور, فكثيرا ما تأتي الضغوط نتيجة كثرة التكليفات المطلوب انجازها في وقت واحد, ولكن انظري لهذه الضغوط نظرة ايجابية, فقد تكون مفيدة لأنك تنجزين فيها أكثر من شيء في يوم واحد, فتشعرين بتحقيق ذاتك أو أهميتك للمحيطين بك, واعلمي أن الشعور بالراحة والهدوء النسبي يأتي دائما بعد إنجاز أصعب الأشياء.
- انظري للصورة الأكبر دائما: فالضغوط التي تتعرضين لها الآن في عملك أو في محيط أسرتك هي أشبه ما يكون بضريبة مصاحبة للنجاح الذي أنت فيه الآن أو المستقبلي واعلمي أن ثمرة هذا الكفاح النفسي مؤكدة.
- أعيدي النظر في المعايير التي تهدفي الي تطبيقها: فالكمال الزائد في إنجاز الأعمال يشكل أكبر مصدر للضغوط, فحكمي الآخرين أحيانا حتي لا تسترسلي في الوقت والجهد مما يؤدي بك إلي التعرض لمزيد من الضغوط.
تقبلي الشيء الذي لا يمكن تغيره
- حاولي التركيز علي كيفية التعامل مع أي شيء يسبب لك ضغوطا بدلا من التركيز علي الحدث نفسه الذي لا نستطيع أن نتحكم فيه.
- استفيدي من هذه الضغوط من خلال التصدي للأخطاء التي قد تقعين فيها مرة ثانية في المستقبل, لكي تعالجيها وبذلك تكونين قد تعلمت من أخطائك.
- تعلمي كيف تحللين مشاعرك وتفصحين عنها للآخرين في أوقات يكونون علي إستعداد لسماعها.
لابد أن تعلمي أنك أنت المسئولة الوحيدة عن سعادتك, وإدارة ذاتك, لأنك أكثر الناس دراية بنفسك, وتذكري دائما أن أنجح النماذج العالمية كانوا أكثر الناس تعرضاً للضغوط في حياتهم لكنهم تعلموا كيف يتعايشون معها بأقل خسائر ممكنة من خلال إدخال جانب فكاهي علي أي مشكلة تقابلهم.