انشغل بعيوب نفسك

التقيته في بقالة الحي عندما كنت ذاهبا لشراء بعض حاجات المنزل , شاب يرتدي ثوب أبيض صاحب لحية كبيرة, المهم ان هيئتة تنطق بالالتزام والتدين , وفجأة وجدت في يديه علبة معسل من نوع يسمى ” معسل قص ” وهو أحد انواع مدخنات الشيشة , صدمت وجلست أقارن بعيناي هذا الذي أراه , الصورة غير متطابقة فشكله وملبسه لا يتفق مع ما تحمله إحدى يديه من هذا المعسل أو دخان الشيشة , وقلت في نفسي ما هذا التناقض بل زاد الامر في نفسي أن اتهمته بالنفاق والخداع والاساءة إلى الدين بهذا الفعل ” شيخ وبيشيش” , وما ذا تركت للأخرين ممن هم اقل منك التزاما وتمسكا بدينهم .
بعد فترة من التفكير توقفت وعدت الى نفسي وقلت لعله مبتلى بهذه المعصية ويحاول ان يقلع عنها لكن تخونه إرادته وأخذت ألوم نفسي على اتهامي له فمن أنا حتى احكم عليه واتهمه بقله الإيمان فلعله مع معصيته يكون حبيب الله ” أليس عمر بن الخطاب كان أحب إلى الله من عمر بن هشام قبل اسلامه ” والدليل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين أو الرجلين إليك وذكر عمر بن الخطاب فجاءت استجابة الدعوة بإسلام عمربن الخطاب ,أو يكون بينه وبين الله طاعة لا أعلمها تكفر هذا الذنب الذي يقترفه , واستغفرت الله من هذا الذي كان في نفسي تجاه هذا الشاب ودعوت الله له بالهداية وان يعينة على ترك التدخين والتفت لنفسي وقلت يظن الناس بي خيرا ويدعون اني ملتزم لكن يا ترى ما هو الذنب الذي ابتليت به وستره الله عن أعين الناس يسئ إلى الإسلام وإلى تديني والتزامي فوجدت هناك ذنوبا وعيوبا تحتاج إلى توبه وإنابة إلى الله وتعلمت من هذا الموقف
-عدم التسرع في الحكم على أي شخص
-ارحم صاحب المعصية وادعو له ولا تكن عونا للشيطان عليه واذا كنت ساخطا فاسخط من المعصية لا من العاصي
-التعرف على نعمة الستر التي تفضل الله بها علينا فستر عيوبنا واظهر محاسننا[/color]
عمار جلال
Exit mobile version