النقرس اسبابه واعراضه وطرق تجنبه
النقرس ، تخيل أنك تستيقظ ليلاً على ألم حاد في أحد مفاصلك، ألم يجعل الحركة البسيطة كابوسًا لا يُطاق. هذا ليس مشهدًا من فيلم درامي، بل هو الواقع الذي يعيشه ملايين الأشخاص حول العالم بسبب مرض النقرس. يُعتبر النقرس من أقدم الأمراض التي عرفها الطب، وقد ارتبط في الماضي بالحياة المترفة والنظام الغذائي الغني. اليوم، تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الإصابة بالنقرس في تزايد مستمر، مما يجعله ليس فقط مرضًا شائعًا بل تحديًا صحيًا عالميًا يتطلب منا فهمًا أعمق ووعيًا أكبر.
يسمى النقرس أحيانًا “داء الملوك” لأنه كان يُرتبط في الماضي بالنظام الغذائي الغني بالبروتين والترف. لكن اليوم، يُعرف بأنه مرض شائع يمكن أن يصيب أي شخص.
ما هو مرض النقرس؟
مرض النقرس هو نوع من التهاب المفاصل يتميز بنوبات مفاجئة وحادة من الألم والتورم والاحمرار في المفاصل، وغالبًا ما يصيب مفصل إصبع القدم الكبير. يحدث النقرس نتيجة تراكم حمض اليوريك (Uric Acid) في الدم، والذي يتبلور ويترسب في المفاصل، مما يسبب الالتهاب والألم.
الأسباب الرئيسية لمرض النقرس:
مرض النقرس ينجم عن ارتفاع مستويات حمض اليوريك (Uric Acid) في الدم، مما يؤدي إلى تكوين بلورات حادة تترسب في المفاصل والأنسجة المحيطة بها، مسببًا الألم والالتهاب، وارتفاع حمض اليوريك قد يكون ناتجًا عن عدة عوامل، تشمل:
1- زيادة إنتاج حمض اليوريك في الجسم
الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البورينات (Purines) تؤدي إلى زيادة إنتاج حمض اليوريك عند استقلابها. أمثلة على ذلك اللحوم الحمراء (مثل لحم البقر والغنم)، المأكولات البحرية (مثل السردين، الروبيان، والمحار).
وهناك ايضاً تأثير وراثي فبعض الأشخاص يرثون ميلاً لإنتاج كميات كبيرة من حمض اليوريك.
2- انخفاض قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك
الكلى هي العضو المسؤول عن تصفية حمض اليوريك من الدم وإخراجه مع البول. إذا لم تعمل الكلى بشكل جيد، فإن حمض اليوريك يتراكم. الأسباب تشمل:
- أمراض الكلى: مثل القصور الكلوي المزمن.
- تناول الأدوية: بعض الأدوية تقلل من قدرة الكلى على تصفية حمض اليوريك، مثل:
- مدرات البول (Diuretics).
- الأسبرين بجرعات منخفضة.
- أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE Inhibitors).
3- النظام الغذائي ونمط الحياة
- الإفراط في تناول الكحول: الكحول يزيد من إنتاج حمض اليوريك ويعيق الكلى عن التخلص منه.
- الأطعمة الدهنية والمقلية: تزيد من إنتاج حمض اليوريك وتؤثر سلبًا على وظائف الكلى.
- الإفراط في تناول المشروبات السكرية: خاصة التي تحتوي على سكر الفركتوز، مثل المشروبات الغازية وعصائر الفواكه الصناعية.
4- السمنة وزيادة الوزن
الأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم فرصة أكبر للإصابة بالنقرس بسبب ارتفاع إنتاج حمض اليوريك في الجسم، إلى جانب زيادة العبء على الكلى.
5- الحالات الصحية المزمنة
بعض الأمراض تزيد من خطر الإصابة بالنقرس لأنها تؤدي إلى ارتفاع مستويات حمض اليوريك أو ضعف وظائف الكلى، مثل ارتفاع ضغط الدم غير المُدار، والسكري، ومتلازمة التمثيل الغذائي (Metabolic Syndrome) وهى تشمل زيادة الدهون حول البطن وارتفاع الكوليسترول.
6- العوامل الوراثية
إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بالنقرس، فإن فرص إصابتك به تكون أعلى، مما يشير إلى دور واضح للعوامل الجينية.
7- الأدوية والعلاجات الطبية
- العلاج الكيميائي: يؤدي إلى تدمير الخلايا، مما يزيد من إنتاج حمض اليوريك كمنتج ثانوي.
- زراعة الأعضاء: بسبب استخدام أدوية مثبطة للمناعة، مما يؤثر على قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك.
ملحوظة هامة:
النقرس لا يحدث نتيجة سبب واحد فقط، بل غالبًا ما يكون نتيجة لتداخل عوامل متعددة. إدارة الأسباب، خاصة النظام الغذائي ونمط الحياة، تُعتبر الخطوة الأولى للوقاية من المرض والسيطرة عليه.
الأعراض الشائعة لمرض النقرس
مرض النقرس يظهر بشكل رئيسي على هيئة نوبات مفاجئة وشديدة من الألم في المفاصل، وتُعرف هذه النوبات باسم “هجمات النقرس”، الأعراض تتفاوت بين المرضى، لكنها تتضمن الآتي:
1- ألم حاد ومفاجئ في المفاصل: يبدأ الألم غالبًا ليلاً أو فجأة دون مقدمات، يصيب المفصل المصاب بألم شديد يجعل الحركة أو حتى اللمس صعبة للغاية.
2- تورم واحمرار في المفاصل: المفصل المصاب يصبح متورمًا بشكل ملحوظ، مع احمرار الجلد المحيط به.، والجلد قد يبدو لامعًا ومشدودًا بسبب الالتهاب.
3- دفء المفصل المصاب: الشعور بسخونة في المفصل المتأثر، وهو علامة على الالتهاب الشديد.
4- تأثر مفصل واحد في البداية: غالبًا ما تكون أول نوبة في مفصل إصبع القدم الكبير (تُسمى بوداجرا)، وقد يصيب النقرس أيضًا الكاحلين، الركبتين، المعصمين، أو الأصابع.
5- التيبس وصعوبة الحركة: بعد النوبات الحادة، قد يشعر المريض بتيبس في المفصل، مما يؤثر على حركته اليومية.
6- تكرار النوبات: مع مرور الوقت، إذا لم يُعالَج النقرس، تتكرر النوبات بشكل أكثر، وقد تصبح أكثر شدة.
7- تشكل عقيدات تحت الجلد (توفي – Tophi) : في المراحل المتقدمة، قد تتكون كتل صلبة تحت الجلد تُسمى “توفي”، وهي ترسبات من حمض اليوريك، تظهر عادة في الأصابع، المرفقين، أو حول المفاصل.
8- حمى خفيفة: في بعض الحالات، قد يصاحب النوبات الحادة ارتفاع طفيف في درجة الحرارة بسبب الالتهاب.
9- الألم الممتد بعد النوبات: بعد انتهاء النوبة، قد يستمر الألم بدرجة أقل لفترة تتراوح بين أيام إلى أسابيع.
ملاحظة:
إذا لاحظت هذه الأعراض، خاصة الألم الشديد والمفاجئ في المفاصل، فمن المهم مراجعة الطبيب فورًا. التشخيص المبكر والعلاج يساعدان في تقليل النوبات والمضاعفات المحتملة للنقرس.
الفئات الأكثر عرضة للنقرس:
النقرس على الرغم من أنه يمكن أن يصيب أي شخص، إلا أن هناك فئات معينة أكثر عرضة للإصابة بالنقرس بسبب عوامل وراثية أو بيئية أو صحية، وتشمل هذه الفئات:
1- الرجال: الرجال أكثر عرضة للإصابة بالنقرس مقارنة بالنساء، خاصة بعد سن الأربعين، والسبب هو أن النساء لديهن مستويات أقل من حمض اليوريك حتى انقطاع الطمث، حيث تصبح مستوياتهن مشابهة للرجال.
2- الأشخاص الذين يعانون من السمنة: زيادة الوزن تؤدي إلى زيادة إنتاج حمض اليوريك في الجسم وتقليل القدرة على التخلص منه، مما يزيد من خطر الإصابة بالنقرس.
3- الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للنقرس: إذا كان هناك أحد أفراد العائلة يعاني من النقرس، فإن خطر الإصابة به يزداد.
4- الأشخاص الذين يستهلكون أطعمة غنية بالبيورينات: تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء، المأكولات البحرية، يزيد من تراكم حمض اليوريك في الجسم.
5- مرضى ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى: هذه الحالات تؤثر على قدرة الجسم على التخلص من حمض اليوريك، مما يزيد من احتمالية تراكمه.
6- الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة: الأدوية المدرة للبول (مثل الثيازيد)، وأدوية خفض الكوليسترول، وأدوية مثبطات المناعة تزيد من خطر الإصابة بالنقرس.
7- الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية أخرى: مثل السكري، متلازمة التمثيل الغذائي، أو أمراض القلب.
8- الأشخاص الذين يتناولون الكحول بكثرة: الكحول يساهم في رفع مستويات حمض اليوريك وتقليل قدرة الكلى على التخلص منه.
9- النساء بعد انقطاع الطمث: بعد انقطاع الطمث، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين، مما يقلل من قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك.
نصيحة:
لتقليل خطر الإصابة بالنقرس، ينصح باتباع نظام غذائي متوازن، شرب كميات كافية من الماء، وممارسة الرياضة بانتظام، مع تقليل تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من البيورينات.
هل النقرس مرض مزمن؟
هذا السؤال الذى يدور فى ذهن الكثيرين، والإجابة نعم، النقرس يُعتبر مرضاً مزمناً، وهو شكل من أشكال التهاب المفاصل الناتج عن ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم لفترات طويلة. ومع ذلك، فإن النقرس يمكن أن يظهر في شكل نوبات حادة متقطعة، وبين هذه النوبات قد يشعر المريض بفترات خالية من الأعراض.
ويعتبر النقرس مرضاً مزمناً وذلك للسباب التالية:
النوبات الحادة والمتكررة: النقرس غالباً يبدأ بنوبة حادة من الألم المفاجئ في المفاصل (خاصة إصبع القدم الكبير)، وقد تتكرر هذه النوبات إذا لم يتم التحكم في مستويات حمض اليوريك.
تراكم طويل الأمد لبلورات حمض اليوريك: إذا لم تتم إدارة المرض، فإن تراكم البلورات قد يؤدي إلى أضرار دائمة في المفاصل والأنسجة المحيطة بها، مما يسبب التهابات مزمنة وتشوهات.
المضاعفات المحتملة: قد يتطور النقرس المزمن إلى حالات أكثر خطورة مثل تكوّن عقيدات صلبة (تُعرف بالتوفة)، أو مشاكل في الكلى مثل الحصوات الكلوية والفشل الكلوي.
ضرورة العلاج الوقائي: بما أن النقرس مرض مزمن، فإنه يتطلب إدارة طويلة الأمد من خلال تغييرات في نمط الحياة (مثل النظام الغذائي) وتناول الأدوية (مثل الأدوية التي تخفض مستوى حمض اليوريك أو تمنع الالتهابات).
هل يمكن السيطرة على النقرس؟
نعم، يمكن السيطرة على النقرس من خلال العلاج المناسب وتجنب العوامل التي تحفز النوبات الحادة. مع الالتزام بالنصائح الطبية، يمكن للمرضى أن يعيشوا حياة طبيعية مع تقليل النوبات والمضاعفات.
إذا تم إهمال العلاج والتعامل مع النقرس على أنه حالة مؤقتة، فقد يتحول إلى مشكلة صحية خطيرة ودائمة. ولمزيد من المعلومات يمكن الاستعانه بهذا الموقع مرض النقرس
كيف تتعايش مع مرض النقرس؟
إن التعايش مع مرض النقرس يتطلب إدارة فعّالة طويلة الأمد للحفاظ على نوعية حياة جيدة وتقليل حدوث النوبات الحادة والمضاعفات. إليك أهم النصائح التي يمكن اتباعها:
1- اتباع نظام غذائي صحي عن طريق تقليل الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء، الكبد، الكلى، والمأكولات البحرية مثل السردين والأنشوجة، والإكثار من تناول الأطعمة الصحية مثل الفواكه، الخضروات، منتجات الألبان قليلة الدسم، والمكسرات، وشرب كميات كافية من الماء فالماء يساعد في التخلص من حمض اليوريك عن طريق الكلى.
2- تجنب المحفزات الغذائية مثل والمشروبات الغنية بالفركتوز التى تزيد من حمض اليوريك. والحد من الملح والدهون لتجنب زيادة الضغط على الكلى والجهاز الدوري.
3- الحفاظ على وزن صحي لأن السمنة تزيد من خطر ارتفاع حمض اليوريك، وتجنب الأنظمة الغذائية القاسية التي قد تؤدي إلى زيادة مستويات حمض اليوريك بشكل مفاجئ.
4- الالتزام بأدوية خفض حمض اليوريك التي يصفها الطبيب ، واستخدام الأدوية المضادة للالتهاب خلال النوبات الحادة، ولا توقف الأدوية دون استشارة الطبيب.
5- ممارسة النشاط البدني لو رياضة خفيفة مثل المشي أو السباحة التى تساعد في تحسين الدورة الدموية وتخفيف الضغط على المفاصل، مع تجنب التمارين الشاقة التي قد تسبب إجهاداً للمفاصل.
6- إدارة النوبات الحادة: عند الشعور ببداية النوبة يجب الراحة التامة وعدم تحريك المفصل المصاب، مع وضع كيس ثلج على المفصل لتخفيف الالتهاب والألم، وتناول الأدوية الموصوفة لنوبات النقرس فور ظهور الأعراض.
7- الفحوصات المنتظمة: إجراء تحاليل دورية لمستويات حمض اليوريك في الدم، مع متابعة صحة الكلى، حيث إن النقرس قد يسبب مشاكل كلوية.
نصيحة ذهبية:
التعايش مع النقرس لا يعني التوقف عن الاستمتاع بالحياة، بل يتطلب إدارة واعية للموقف باتباع الإرشادات الطبية وتبني أسلوب حياة صحي.
مرض النقرس ومتى يجب استشارة الطبيب؟
النقرس قد يبدو مرضًا بسيطًا في البداية، لكنه قد يتطور إلى مشكلة صحية خطيرة إذا لم يتم علاجه بالشكل المناسب. هناك حالات وعلامات محددة تستدعي استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب.
علامات تستدعي زيارة الطبيب فورًا:
ألم شديد ومفاجئ في المفاصل: إذا شعرت بألم حاد في مفصل (غالبًا إصبع القدم الكبير) مع احمرار وتورم وحرارة في المفصل.
تكرار النوبات الحادة: إذا أصبحت نوبات النقرس متكررة أو أطول من المعتاد، فهذا يشير إلى احتمالية تفاقم الحالة.
تورم شديد واحمرار في المفاصل: قد يدل ذلك على التهاب حاد يستدعي تدخلاً طبيًا سريعًا.
ظهور كتل أو عقيدات صلبة تحت الجلد: تُعرف بـ”التوفة”، وهي دليل على تراكم حمض اليوريك في الجسم لفترة طويلة، مما قد يسبب تشوهات بالمفاصل.
صعوبة في الحركة أو استخدام المفصل: إذا أصبح المفصل المصاب غير قادر على الحركة بسبب الألم أو التورم.
أعراض الحمى مع ألم المفصل: قد تشير الحمى إلى التهاب مفصل جرثومي (التهاب المفاصل الإنتاني)، والذي يتطلب علاجًا طارئًا.
أعراض الكلى: إذا كنت تعاني من ألم في الظهر أو الجانبين، أو لاحظت دمًا في البول، أو تغيرًا في كمية البول، فقد يكون النقرس قد أثر على الكلى.
فشل المسكنات في تخفيف الألم: إذا استمر الألم رغم تناول مسكنات الألم الموصوفة أو العلاجات المنزلية.
متى يجب استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق؟
أول ظهور للأعراض: إذا لم يتم تشخيص النقرس من قبل وظهرت عليك أعراض مثل الألم المفاجئ في المفاصل.
لإجراء فحوصات دورية: إذا كنت معرضًا لخطر النقرس بسبب التاريخ العائلي أو عوامل مثل السمنة أو ارتفاع ضغط الدم.
لتقييم خطة العلاج الحالية: إذا كنت تتناول أدوية لخفض حمض اليوريك ولكن مستويات الحمض لا تزال مرتفعة أو الأعراض مستمرة.
نصيحة هامة: لا تهمل الأعراض المبكرة للنقرس، لأن العلاج المبكر يمكن أن يحد من تفاقم الحالة ويمنع تطور المضاعفات. استشر الطبيب فورًا عند ظهور أي من العلامات السابقة لتحصل على الرعاية المناسبة.
على الرغم من أن النقرس قد يبدو كعدو شرس لصحة المفاصل، إلا أنه يمكن التعايش معه والحد من تأثيره من خلال اتباع أسلوب حياة صحي وإجراء التعديلات البسيطة على النظام الغذائي. تذكر أن الوقاية دائمًا أفضل من العلاج، وأن إدارتك الحكيمة لصحتك اليوم تعني حياة مليئة بالنشاط والسعادة غدًا. إذا كنت تعاني من أعراض النقرس أو تشك في الإصابة به، فلا تتردد في استشارة طبيبك لتجنب المضاعفات ولتحقيق راحة أكبر في حياتك اليومية. صحتك أمانة بين يديك، فاعتنِ بها جيدًا!
موضوعات تهمك
السكتة الدماغية .. كل ما يهمك معرفته عنها
فيتامين ب 12 أهم فيتامين فى حياتك
ضغط الدم المرتفع القاتل الصامت hypertension
علامات فقر الدم بسبب نقص الحديد