بسم الله الرحمن الرحيم
تناولت العديد من الدراسات الحديثة الفوائد الكثيرة للصيام بالنسبة للإنسان، وأكدت أن الصوم ليس مجرد فريضة دينية يتقرب بها العبد لربه فقط, بل هو أيضاً وسيلة فعالة لوقاية الإنسان من أمراض خطيرة عجز الطب الحديث عن إيجاد علاج نهائي لها، كأمراض القلب والسرطان وغيرها.
وقد كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون بريطانيون عن أن الصيام لفترات متواصلة أو تناول نصف مقادير الطعام التي اعتاد الشخص على تناولها قد يعمل على انكماش خلايا الدهن ويحفز آليات تحطيم وتكسر الدهون.
وقال الباحثون إن مايقوم به الأشخاص الذين يرغبون بفقدان الوزن والمحافظة على الصحة الجيدة هو عند استهلاك سعرات حرارية أقل والقيام بزيادة معدَّل النشاط الرياض، ولكن بعض الناس يفضلون تبني غذاء يعطيهم الحرية لتناول مايريدون وبالكمية التي يرغبونها في يوم واحد بينما يصومون في اليوم التالي.
وخلصت الدراسة إلي أن أنظمة الصيام الكاملة والمطورة تحمي وتقي من السمنة ومرض السكر من النوع الثاني ولكنها لاتحقق فقداً في الوزن أو الدهون، واستنتج الباحثون أن الصيام ما بين يوم ويوم مفيد للصحة ولتقليل مخاطر الأمراض.
وقد شرع الله الصيام؛ تزكية لنفس الإنسان وتهذيباً لسلوكه، ووقاية وعلاجاً لما قد يصيبه من علل وآفات في نفسه وجسده من جراء كثرة الأكل ودوامه، قال تعالى (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون)، وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى تأثير الصيام على مختلف أجهزة الجسم وأعضائه ومنها الجهاز البولي والجهاز التناسلي، ومن هذه الفوائد:
– يحسن الصيام خصوبة الرجل والمرأة، كما أن الإكثار منه يخفف ويهدئ ثورة الغريزة الجنسية عند الشباب، وبذلك يقي الجسم من الاضطرابات النفسية والجسمية والانحرافات السلوكية، وذلك تحقيق للإعجاز في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) أي حفظ، ولابد من توضيح الاعجاز العلمي في هذا الحديث، حيث أن الخصيتين هما مكان إنتاج عوامل الإثارة الجنسية والوجاء في الحديث النبوي هو إرضاء الفحولة إرضاء شديداً أي يرتبط بالخصيتين.
وقد ثبت أن في الخصيتين خلايا متخصصة تنتج هرمون “التوستيستيرون” أو الهرمون الذكري وهو الهرمون المحرك والمثير للرغبة الجنسية والذي يساعد أيضاً في نمو الحيوانات المنوية. وقد ثبت أن الصيام يقلل من إنتاج هذا الهرمون الذكري إلى مقدار العشر أثناء الصيام المتواصل (كما ثبت في بحث الوظيفة التناسلية أثناء الصيام للدكتور اينيش وزملائه) وبالتالي فالإكثار من الصوم مثبط للرغبة الجنسية وكابح لها، وبعد إعادة التغذية بثلاثة أيام ارتفع إنتاج الهرمون الذكري ليس إلى مقداره الطبيعي بل زاد عدة إضعاف، وهذا يؤكد فائدة الصوم في زيادة الخصوبة عند الرجل بعد الإفطار.
كما أن آثر الصيام على هرمونات المرأة التناسلية ثابت في حال هرموني “البروجيستيرون” و”البرولاكتين”.
وقد ثبت بالدليل العلمي القاطع أن الصيام الإسلامي ليس له أي تأثير سلبي على الآداء العضلي وتحمل المجهود البدني، بل بالعكس أظهرت نتائج البحث القيم الذي أجراه الدكتور أحمد القاضي وزملاؤه (دليل جديد على الإعجاز العلمي لحديث ” صوموا تصحوا ” وأية {وإن تصوموا خير لكم} بالولايات المتحدة الأمريكية، أن درجة تحمل المجهود البدني وبالتالي كفاءة الآداء العضلي قد ازداد بنسبة 200% عند 30% من أفراد التجربة، و7% عند 40% منهم، وتحسنت سرعة دقات القلب بمقدار 9%، كما تحسنت درجة الشعور بإرهاق الساقين بمقدار 11%.( د. أحمد القاضي – معهد الطب الإسلامي للتعليم والبحوث – بنماسيتي – فلوريدا – الولايات المتحدة).
وهذا يبطل المفهوم الشائع عند كثير من الناس من أن الصيام يضعف المجهود البدني، ويؤثر على النشاط فيقضون معظم النهار في النوم والكسل.