أنتِ وأسرتك

الزواج رزق فلا تتعجلي ودققي الاختيار

[FONT=Arial] قد يتقدم للفتيات زوج على غير ما تتمنى وتوافق؛ بسبب قلة الفرص المعروضة عليهن، خشية أن يتأخرن في الزواج، وتصاب بالعنوسة، فبعضهن كما جاء على لسان إحداهن في التقرير تفضل لقب مطلقة على لقب عانس، وتتمنى لو عاد بها الزمان لكانت أقل تعنتا للشروط التي كانت تراها مهمة آنذاك!
عزيزة الحسيني زوجة وجدة تقول: كل ما أتمناه في اختيار زوج لبنات أبنائي: أن يكون طيبا ومحترما، ويعرف حدود الله ويتقي الله فيهن، والغنى ليس شرطا في الزوج الذي يتقدم لبناتنا، فالأخلاق مطلوبة، والقليل من المال الذي يوفي المطلوبات الضرورية، وكثيرا ما تقدم لبنات أبنائي من يريد الزواج منهن، ولكننا كنا ندقق، فكل ما يهمنا أن يكون من عائلة طيبة وأخلاقه طيبة.

أما نادية عبد الغني (مدرسة) فتقول: ربما تتسرع الأسرة في قبول من يتقدم لبناتهن بدون التحقق من أخلاقه وشخصيته، وتكتفي فقط بالتركيز على حالته المادية، ويمكن أن يجلب لبناتهن من متطلبات الزواج من شبكة (ذهب) وشقة وأثاث وغير ذلك.
وتكمل نادية: في أحيان كثيرة تتعرض مثل هذه الزيجات للفشل، أو على الأقل تعيش في بركان متواصل من الخلافات الزوجية التي ربما تقودهم في النهاية إلى الانفصال الروحي أو الخرس الزوج؛ خشية مواجهة المجتمع بالطلاق، أو يحدث الطلاق فعليا.

أما منى أسامة (طالبة ومخطوبة) فترى أنها كفتاة تبحث في الرجل الذي ستكمل معه حياتها صفات لا يمكن أن تتنازل عنها خاصة التدين والتفاهم وأن يوفر لها المناسب من الإمكانيات التي تيسر لهم الحياة الهادئة البسيطة، فالمال عندها ليس كل شيء، بل الأخلاق والتفاهم، علاوة على ذلك تؤكد منى أنها تهتم كثيرا بعلاقتها بأم زوجها وأسرته فتحرص على أن تكون العائلة طيبة ومتفاهمة لأن العائلة مهما يكن تؤثر بالسلب أو بالإيجاب على علاقة الزوج بزوجته وعلى الأولاد فيما بعد.

أما جهاد جلال (زوجة وأم لطفلين) فتقول: البنات في الدول العربية تعانين من العنوسة، وبعض الفتيات تظل ترفض من يتقدم لها من الرجال، وربما تتعامل بفوقية مع كل خاطب؛ لأن لها طلبات في خيالها، ومواصفات لا تريد أن تتنازل عن أي واحد منها، وفي كل يوم يمر تفقد فيه جزء من شبابها، ومعه جزء من شروطها، وعلى الرغم من هبوط سقف طلباتها وتطلعاتها، إلا إنها تظل تنتظر أن يأتيها فارسها الهمام، وترى نفسها بعدما تعدت الثلاثين، كأنها بنت في العشرين وتنسى أنها اقتربت من مرحلة العنوسة، وهنا أسأل سؤالا: من المسؤول عما حدث لمثل هذه الفتاة؟ والإجابة بصراحة: هي الفتاة نفسها وأسرتها تشترك معها لا محالة، حيث تتعرض الفتيات في مثل هذه الظروف للقبول بأي رجل يعيش تحت أي ظروف حتى تنفي عن نفسها شبح العنوسة.

لكن ماجدة عبد الهادي ربة منزل تقول: لقد تعرضت لظرف شديد، فقد عانيت من بعض الظروف العائلية، حيث انفصل والداي، ووجدت نفسي ممزقة بينها، فأسبوع هنا وأسبوع هناك، وهذا يحقق رغباتي، وهذا يمنعني، فتوقفت عن التعليم مع أول رجل دق باب أبي للزواج مني، ظنا أن هذا الزواج سيخلصني من حالة التشتت التي كنت أعيشها، وقد عانيت كثيرا في زواجي بسبب اختلاف الطباع فيما بيننا، علاوة على أنه كان يكبرني بأكثر من عشرين عاما، وفي نهاية الأمر لم أستطع التحمل فطلبت الطلاق. وبعد سنوات تزوجت من جار لي توفيت زوجته، وأعيش حياة طيبة لأنني اخترته دون أي ضغوط وبعدما نضج تفكيري عن ذي قبل، وكانت سعادتي لا توصف حين ساعدني على استكمال تعليمي.

وعبرت أميرة محمد عن حزنها الشديد، حين اضطرت لقبول زوج لم تكن توافق على مواصفاته؛ بسبب بلوغها سن الأربعين دونما زواج، وكان ذلك لتتلافى نظرات المجتمع الظالمة لها، ومعاملة أسرتها السيئة لها، تقول أميرة: لقد باتت كل نساء العائلة وكذلك صديقاتي تعاملنني بحذر شديد، وكنت أتعجب جدا من تلك المعاملة التي بدأت تزداد سوءا، وذات يوم سمعت بعض الهمسات من زميلاتي. واكتشفت ساعتها السبب الذي من أجله تعاملنني هذه المعاملة السيئة، وهو خوف كل واحدة منهن أن أستولى على زوجها، خاصة أنني أكبر منهن، ومازلت أتمتع بجمالي ورشاقتي! كما أني اقتصدت بعض المال، وحالتي متيسرة، كما كنت ألاحظ بعضهن يخفين عني نبأ إنجاب زميلة أو قريبة، كل هذه الضغوط النفسية جعلتني أقبل برجل متزوج، وأنا أعلم بأنني لن أستطيع تحمل ذلك. فعلت ذلك بعدما اتفقت معه أنه سيطلقني إن لم أستطع تحمل الحياة معه، حيث إن لقب مطلقة أفضل عندي من لقب عانس! الذي كنت أسمع الآخرين يتهامسون به عني، وفي عيونهم نظرات الأسى عليّ والخوف مني.

وعن رأي علم الاجتماع في هذه القضية تقول الدكتورة إنشاد عز الدين ـ أستاذ علم الاجتماع العائلي بكلية الآداب بجامعة المنوفية ـ: الفتيات اللائي يهربن إلى الزواج ممن لا يناسبهن من الرجال، تنتمين لبيئة طاردة، فالفتاة التي تمتعت بالإشباع المادي والمعنوي في بيت والديها، صعب جدا أن تختار اختيارات عشوائية أو غير مناسبة.

وتشيد عز الدين بموقف كل فتاة تدقق في اختياراتها، وهي موقنة أن كل شيء قسمة ونصيب وأن كل أمورها بيد الله، فهذا النوع من الفتيات الملتزمات دينيا، يكن أكثر ثقة بأنفسهن، وأكثر سدادا في اتخاذ القرار.

تؤكد أن الفتيات اللائي يخطئن الاختيار، ربما تدفعهن عوامل محيطة، فتفقدهن الثقة في أنفسهن، والتسرع في قبول أي شخص لمجرد الزواج، دون النظر إلى الكفاءة والتوافق بينهما. وأقول لمثل هذه الفتاة: الزواج رزق، فلا تنساقي وراء تعليقات الآخرين، ولا تتأثري بهم، وكوني واثقة من نفسك، ومن أن نصيبك سوف يأتيك فلا تتعجلي.
كما أقول لها ولمن هن في مثل وضعها: حاولي أن تجتهدي في تعليمك، وأن تستقلي ماديا، فلا تضطري بقبول زوج لا يتناسب مع ظروفك، ولا توافقي لمجرد الهروب من المجتمع، وكما يقول المثل: “قعدة الخزانة، ولا جوازة الندامة”.
وأنصح الفتيات: بالصبر والثقة في الله تعالى، ثم في أنفسهن، وأن القادم أفضل حتى لا يصبن بالإحباط.
[/FONT]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

مخالفة مانع الإعلانات

نأسف متصفحك يقوم بعمل تعطيل للأعلانات وهذا هو مصدر رزقنا برجاء تعطيل إضافة الحجب والتصفح , لن تسطيع رؤية الصور والفيديوهات بدون تعطيل الحجب