أنتِ وأسرتك

التوازن النفسي للأمهات : مفتاح تحقيق السعادة الأسرية

التوازن النفسي للأمهات هو مفتاح تحقيق السعادة الأسرية،  حيث تواجه معظم الأمهات تحديًا بين اختيار راحتها أو الإيثار بها لأسرتها؛ ظنًا منها أن اهتمامها لاحتياجاتها الشخصية أنانية وأنه يشعرها بالذنب، ولكن هل هذا ما تحتاجه الأم لبناء أسرة سعيدة؟! هل يمكن لأم مرهَقة نفسيًا وجسديًا أن تبني أسرة سعيدة غير مفككة؟! وما الفرق بين الأنانية والرعاية الذاتية؟ ثم كيف يمكن الموازنة بين راحة الأم وراحة أسرتها؟!
الرعاية الذاتية للأم

التوازن النفسي للأمهات والتوقعات المجتمعية :

في كثير من الأحيان، خصوصًا في مجتمعنا، نجد أن الأم تُفني حياتها بين رعاية الأطفال والاهتمام بالمنزل دون الالتفات لراحتها أو احتياجاتها النفسية والجسدية، مُعتبرة أن ذلك من صميم واجبها وأن أي اهتمام بنفسها فهو أنانية يرفضه ضميرها قبل أن يرفضه المجتمع وأولى بذلك حاجة الأطفال ورعايتهم.
ويتطور الموضوع من كونه عطاء مفرط إلى واجب مفروض عليها، فلو فكرت الأم ولو مرة في نفسها نجد استنكارًا من أهلها والمجتمع.
التوازن النفسي للأمهات

قصص من الحياة الواقعية عن أهمية التوازن النفسي للأمهات :

 

على سبيل المثال، ذكرت إحدى الأمهات أنها طلبت من أبنائها أن يُحضروا آيس كريم للجميع، وعندما رجعوا وجدت أنهم قد أحضروا لأنفسهم فقط فسألتهم: “أين خاصتي؟”
فأخبرتها ابنتها: “وهل تريدين أنتِ أيضًا؟”
فقالت لها: “نعم اذهبي واحضري لي واحدة.”
فذهبت ولكنها أحضرت لها واحدة أصغر وأرخص من تلك التي اشتروها، فشعرت الأم بالاستياء وسألتها لمَ لمْ تجلبي لي نفس تلك التي جلبتوها، فأخبرتها أنها دائمًا تختار الأصغر.
هذا الموقف يتكرر دائمًا عند معظم الأمهات باختلاف تفاصيله، ولكن هل هذا حقًا هو ما سيبني أسرة سوية وبيت رائع، أن تتنازل الأم عن أدنى حقوقها الإنسانية مُعللة ذلك بأنه أفضل لأسرتها، وأنه طالما كانت أسرتها سعيدة فهي لا بد أن تكون كذلك.

 


 التوازن النفسي للأمهات وتأثيره الإيجابي على الأسرة :

الحقيقة هي غير ذلك، فراحة البيت من راحة الأم وتعاستها هو ما يسبب تعاستهم، فعندما تضع الأم راحتها سواءً النفسية أو الجسدية في الأولويات مثل رعايتها بالزوج والأطفال، سيرجع هذا بالإيجاب عليها وأسرتها أيضًا.
فلنتخيل مثلًا آلة تعمل ليل نهار بدون أية راحة، بالطبع في غضون مدة قصيرة ستكون قد أُتلفت، فكيف بإنسان بشري؟! كيف لها أن ترعى الزوج والأبناء وكل ما يتعلق بهم، وهذا غير عمل المنزل المتروك كاملًا على عاتقها، وذلك دون أي راحة أو تقدير.
بالطبع سيؤثر عليها سلبًا، سواء على صحتها النفسية أو الجسدية، وهذا سيؤثر بالسلب أيضًا على عائلتها خاصةً الأطفال، مما سيسبب لهم مشاكل نفسية في المستقبل .

كيفية تحقيق التوازن النفسي للأمهات :

والحل هنا بسيطًا جدًا وهو التوزن النفسي للأم وراحة أسرتها، وأن تضع أهمية لاهتمامها بنفسها كأن تطهي وجبة تشتهيها أو تبتاع لنفسها غرضًا تريده بين الحين والآخر، أو أن تمارس الرياضة مرة أو مرتين في الأسبوع أو تدعوا صديقاتها لسهرة لطيفة.
كيفية تحقيق التوازن النفسي للأمهات
ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات من هنا

الفرق بين الرعاية الذاتية والأنانية :

وبالطبع هناك فرق بين اهتمام الأم بنفسها وأنانية بعض الأمهات اللاتي يهملن أطفالهن مقابل رفاهيتهن، فنجد بعضهن يقضين أغلب الأوقات في صالات التجميل ومع الأصدقاء في التسوق وينسين أن هناك واجبات عليهن، وأن هذا الزوج وهؤلاء الأطفال ضمن مسؤولياتهن.

أهمية المشاركة الأسرية لتحقيق التوازن النفسي للأمهات :

في معظم المجتمعات، تقع مسؤولية الأعمال المنزلية على عاتق الأم وحدها، تنظف وتطهو وتطعم الأطفال، هذا غير التربية والاهتمام بكل فرد في العائلة، هذا كله يُرهقها بدنيًا وجسديًا فلا يكون هناك وقتًا لقسط من الراحة.
وبالطبع الحل ليس أن ترفع كاهلها عن هذه المسؤوليات، ولكن أن تجعل أبناءها وزوجها يشاركون في بعض الأعمال المنزلية كأن يرفع كل فرد طبقه بعد الأكل، أو يهتم بغرفته وينظفها، وهذا بدوره لن يقلل فقط من عبء الأم بل يزرع في أطفالك صفة الاعتماد على النفس.

دور الأب في تحقيق التوازن النفسي للأمهات وتربية الأبناء :

تربية الأبناء ليست بالمهمة السهلة، وتطلب جهودًا كبيرة من الأب والأم على حد سواء، والقصد من كلمة تربية ليس المأكل والمشرب فقط، بل أيضًا التعليم والتنشئة السوية السليمة وتقديم صورة حسنة للأبناء.
لكن في مجتمعنا، يقتصر دور الأب على الإنفاق فقط، تاركًا مسؤولية كبيرة كتلك على عاتق الأم فقط، المذاكرة والتدريب وغير ذلك، وذلك بالطبع يضر الجميع على حد سواء.
والحل أن يتشارك الزوجان في تربية الأبناء، فيزيل ذلك القليل من العبء على الأم، وأيضًا يقوي الروابط بين جميع الأسرة، فيخلق ذلك بيئة أسرية أكثر توازنًا وسعادة.

تأثير التوازن النفسي للأمهات على نفسية الأسرة :

يتأثر جميع أفراد الأسرة بنفسية الأم، فإذا كانت أمًا مرهقة نفسيًا وجسديًا، انعكس ذلك على أسرتها بالسلب، أما إذا اهتمت براحتها واحتياجاتها فإنها بذلك توفر بيئة آمنة وداعمة لأطفالها، كما أن الأم المستقرة نفسيًا قادرة على الدعم النفسي لأبنائها وزوجها مما يزيد من التلاحم الأسري.

 خلاصة حول التوازن النفسي للأمهات وتحقيق السعادة الأسرية :

إذًا كما قلنا الحل في التوازن النفسي، فلا إهمال النفس ولا الأنانية يمكنهم أن يؤسسوا أسرة سعيدة، ولكن بتقدير الذات والموازنة بين العطاء للآخرين والاهتمام بالنفس، وأخيرًا نذكر أن أطفالك لا يريدون أمًا مضحية، بل أمًا سعيدة.

موضوعات تهمك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

مخالفة مانع الإعلانات

نأسف متصفحك يقوم بعمل تعطيل للأعلانات وهذا هو مصدر رزقنا برجاء تعطيل إضافة الحجب والتصفح , لن تسطيع رؤية الصور والفيديوهات بدون تعطيل الحجب