هواجس نزار
صباح يوم من الأيّام، دخلَ تلاميذي إلى الصّفّ وبدأوا بالإمتحان الشّهري. بعد مضيّ قرابة النّصف ساعة، تفاجأْتُ بنزار(10 سنوات) الذي بدا حالمًا ولم يبدأ بعمله بعد. أَقلقَني أَمرُه ولاسيّما أنّه من التلاميذ المبادرين والمجتهدين. عندما قُرعَ الجرس ناديتُه وسألتُه عمّا يشغلُه. اغرورقت عيناهُ بالدّموع وردَّ أَنَّ والديْهِ يتشاجران وَيشعرُ أَنَّهُ السَّبب. ثمَّ قال بصوتٍ هامسٍ وكأنّه يحدِّثُ نفسه: ربّما بسبب علامتي الأخيرة…اتّصلْتُ بوالدة نزار وَأخبرتُها بما قالَهُ ابنُها. قلقت الأمّ وشرحَت لي أنَّ البارحة تشاجرَت مع زوجها حول موضوعٍ سخيف فَعَلا صوتاهما.
أولادنا كالإسفنجة… هذه الحادثة تُظهِرُ مدى تأثّر الأطفال بتصرّفات أهاليهم، إيجابيًّا كان أو سلبيًّا. فالولد في هذه الحالة كالإسفنجة تمتصّ كلّ الذبذبات السّلبيّة المحيطة به. إنَّ نِزاعات الأهْل تخيفهُم والغُموضُ يُشعرهُم بعدم الأمان، لذلكَ الصّراحةُ تريحُه فتتوضّحُ الأمور في مخيّلته بعيدًا عن المجهول.
ما هي عوارض الأزمة النفسيّة عند الولد؟ الأزمات النفسيّة لا تصيب الرّاشدين فقط لا بل تصيب أيضًا الصّغار. فالعوارض الطبيعيّة التي تصيب المرء في سن المراهقة، لا تمنع من أن تصيبه أيضًا في عمر (6 12 سنة) وعند إصابة الصغار بأزمة نفسيّة فمن الصعب تشخيصها أو الإنتباه إليها. قد يبدأ الولد بالتبوّل ليلاً في سريره أو التراجع في دروسه أو يصبح عنيفًا مع إخوته أو أصدقائه ولا سيّما إذا كان طبعه عادةً هادئ.