كل يوم آيه عن التقوى
ما شاء الله على النشاط ..
جميل خالص إننا بدأنا في الموضوع بتاع التقوى .. خصوصاً إننا داخلين على شهر التقوى 🙂
أنا مش هأعمل موضوعات جديدة يا أختنا الكريمة .. أنا كنت باقول إن الموضوع بتاع التقوى .. هو اللي هانبدأ بيه في موضوعي ده (كل يوم آيه) .. و بكده نتحرك بشكل مرتب و منظم ..
بالنسبة للتقوى .. إحنا هانستمر فيها شوية .. لغاية ما نخلص المصحف كله إن شاءالله ..
طبعاً إنتي نسيتي تحطي في ردك السابق .. التفسير .. و أنا بالنيابة (مش بالبوليس) عنك .. و بعد إذنك .. هأضيف تفسير ابن كثير .. و بالنسبة لي .. أنا بأحب تفسير ابن كثير .. لأنه شامل و جامع و سلس و واضح جداً .. و لا مانع طبعاً إن أي حد يحط أي تفسير يحبه ..
سورة البقرة .. آية 197 بسم الله الرحمن الرحيم
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم الفسوق هاهنا الذبح للأصنام . قال الله تعالى ” أو فسقا أهل لغير الله به ” وقال الضحاك : الفسوق التنابز بالألقاب . والذين قالوا الفسوق هاهنا هو جميع المعاصي الصواب منهم . كما نهى تعالى عن الظلم في الأشهر الحرم وإن كان في جميع السنة منهيا عنه إلا أنه في الأشهر الحرم آكد ولهذا قال : ” منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ” وقال في الحرم : ” ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ” واختار ابن جرير أن الفسوق هاهنا هو ارتكاب ما نهي عنه في الإحرام من قتل الصيد وحلق الشعر وقلم الأظفار ونحو ذلك كما تقدم عن ابن عمر وما ذكرناه أولى والله أعلم : وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه” . وقوله ” ولا جدال في الحج ” فيه قولان : ” أحدهما” ولا مجادلة في وقت الحج في مناسكه وقد بينه الله أتم بيان ووضحه أكمل إيضاح كما قال وكيع عن العلاء بن عبد الكريم سمعت مجاهدا يقول ” ولا جدال في الحج ” قد بين الله أشهر الحج فليس فيه جدال بين الناس . وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد” ولا جدال في الحج ” قال لا شهر ينسأ ولا جدال في الحج قد تبين ثم ذكر كيفية ما كان المشركون يصنعون في النسيء الذي ذمهم الله به . وقال الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن مجاهد في قوله” ولا جدال في الحج ” قال قد استقام الحج فلا جدال فيه وكذا قال السدي وقال هشام : أخبرنا حجاج عن عطاء عن ابن عباس ” ولا جدال في الحج” قال المراء في الحج . وقال عبد الله بن وهب قال مالك : قال الله تعالى ” ولا جدال في الحج ” قال فالجدال في الحج والله أعلم أن قريشا كانت تقف عند المشعر الحرام بالمزدلفة وكانت العرب وغيرهم يقفون بعرفة وكانوا يتجادلون يقول هؤلاء : نحن أصوب ويقول هؤلاء : نحن أصوب . فهذا فيما نرى والله أعلم . وقال ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كانوا يقفون مواقف مختلفة يتجادلون كلهم يدعي أن موقفه موقف إبراهيم فقطعه الله حين أعلم نبيه بالمناسك . وقال ابن وهب عن أبي صخر عن محمد بن كعب قال : كانت قريش إذا اجتمعت بمنى قال هؤلاء : حجنا أتم من حجكم وقال هؤلاء : حجنا أتم من حجكم . وقال حماد بن سلمة عن جبير بن حبيب عن القاسم بن محمد أنه قال : الجدال في الحج أن يقول بعضهم الحج غدا ويقول بعضهم الحج اليوم . وقد اختار ابن جرير مضمون هذه الأقوال وهو قطع التنازع في مناسك الحج والله أعلم . ” والقول الثاني ” أن المراد بالجدال هاهنا المخاصمة . قال ابن جرير : حدثنا عبد الحميد بن حسان حدثنا إسحاق عن شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود في قوله ” ولا جدال في الحج ” قال : أن تماري صاحبك حتى تغضبه . وبهذا الإسناد إلى أبي إسحاق عن التميمي سألت ابن عباس عن الجدال قال : المراء تماري صاحبك حتى تغضبه. وكذلك روى مقسم والضحاك عن ابن عباس . وكذا قال أبو العالية وعطاء ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وجابر بن زيد وعطاء الخراساني ومكحول والسدي ومقاتل بن حيان وعمرو بن دينار والضحاك والربيع بن أنس وإبراهيم النخعي وعطاء بن يسار والحسن وقتادة والزهري .
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ولا جدال في الحج المراء والملاحاة حتى تغضب أخاك وصاحبك فنهى الله عن ذلك وقال إبراهيم النخعي ” ولا جدال في الحج ” قال كانوا يكرهون الجدال وقال محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال : الجدال في الحج السباب والمنازعة . وكذا روى ابن وهب عن يونس عن نافع أن ابن عمر كان يقول : الجدال في الحج السباب والمراء والخصومات. وقال ابن أبي حاتم : وروي عن ابن الزبير والحسن وإبراهيم وطاوس ومحمد بن كعب قالوا : الجدال المراء. وقال عبد الله بن المبارك عن يحيى بن بشير عن عكرمة ” ولا جدال في الحج ” والجدال الغضب أن تغضب عليك مسلما إلا أن تستعتب مملوكا فتغضبه من غير أن تضربه فلا بأس عليك إن شاء الله ” قلت” ولو ضربه لكان جائزا سائغا . والدليل على ذلك ما رواه الإمام أحمد حدثنا عبد الله بن إدريس حدثنا محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قال : خرجنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حجاجا حتى إذا كنا بالعرج نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجلست عائشة إلى جنب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وجلست إلى جنب أبي وكانت زمالة أبي بكر وزمالة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واحدة مع غلام أبي بكر فجلس أبو بكر ينتظره إلى أن يطلع عليه فاطلع وليس معه بعيره فقال : أين بعيرك ؟ فقال أضللته البارحة . فقال أبو بكر بعير واحد تضله ؟ فطفق يضربه ورسول الله يتبسم ويقول ” انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع ” وهكذا أخرجه أبو داود وابن ماجه من حديث ابن إسحاق ومن هذا الحديث حكى بعضهم عن بعض السلف أنه قال : من تمام الحج ضرب الجمال ولكن يستفاد من قول النبي – صلى الله عليه وسلم – عن أبي بكر – رضي الله عنه – ” انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع ” كهيئة الإنكار اللطيف أن الأولى ترك ذلك والله أعلم . وقد قال الإمام عبد بن حميد في مسنده حدثنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله بن عبيد الله عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” من قضى نسكه وسلم المسلمون من لسانه ويده غفر له ما تقدم من ذنبه ” . وقوله” وما تفعلوا من خير يعلمه الله ” لما نهاهم عن إتيان القبيح قولا وفعلا حثهم على فعل الجميل وأخبرهم أنه عالم به وسيجزيهم عليه أوفر الجزاء يوم القيامة . وقوله ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ” قال العوفي عن ابن عباس : كان أناس يخرجون من أهليهم ليست معهم أزودة يقولون نحج بيت الله ولا يطعمنا ؟ فقال الله تزودوا ما يكف وجوهكم عن الناس . وقال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عكرمة أن ناسا كانوا يحجون بغير زاد فأنزل الله ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ” وكذا رواه ابن جرير عن عمرو وهو الفلاس عن ابن عيينة قال ابن أبي حاتم : وقد روى هذا الحديث ورقاء عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال وما يرويه عن ابن عيينة أصح ” قلت ” قد رواه النسائي عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس كان ناس يحجون بغير زاد فأنزل الله ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ” وأما حديث ورقاء فأخرجه البخاري عن يحيى بن بشر عن شبابة وأخرجه أبو داود عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي ومحمد بن عبد الله المخزومي عن شبابة عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون فأنزل الله ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ” ورواه عبد بن حميد في تفسيره عن شبابة . ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث شبابة وروى ابن جرير وابن مردويه من حديث عمرو بن عبد الغفار عن نافع عن ابن عمر قال : كانوا إذا أحرموا ومعهم أزوادهم رموا بها واستأنفوا زادا آخر فأنزل الله تعالى ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ” فنهوا عن ذلك وأمروا أن يتزودوا الدقيق والسويق والكعك وكذا قال ابن الزبير وأبو العالية ومجاهد وعكرمة والشعبي والنخعي وسالم بن عبد الله وعطاء الخراساني وقتادة والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان : وقال سعيد بن جبير : فتزودوا الدقيق والسويق والكعك . وقال وكيع بن الجراح في تفسيره : حدثنا سفيان عن محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير ” وتزودوا ” قال الخشكنانج والسويق . وقال وكيع أيضا : حدثنا إبراهيم المكي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عمر قال إن من كرم الرجل طيب زاده في السفر وزاد فيه حماد بن سلمة عن أبي ريحانة أن ابن عمر كان يشترط على من صحبه الجودة. وقوله ” فإن خير الزاد التقوى ” لما أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا أرشدهم إلى زاد الآخرة وهو استصحاب التقوى إليها كما قال ” وريشا ولباس التقوى ذلك خير ” لما ذكر اللباس الحسي نبه مرشدا إلى اللباس المعنوي وهو الخشوع والطاعة والتقوى وذكر أنه خير من هذا وأنفع . قال عطاء الخراساني في قوله ” فإن خير الزاد التقوى ” يعني زاد الآخرة . وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا عبدان حدثنا هشام بن عمار حدثنا مروان بن معاوية عن إسماعيل عن قيس عن جرير عن عبد الله عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال ” من يتزود في الدنيا ينفعه في الآخرة ” وقال مقاتل بن حيان : لما نزلت هذه الآية ” وتزودوا ” قام رجل من فقراء المسلمين فقال : يا رسول الله ما نجد ما نتزوده فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” تزود ما تكف به وجهك عن الناس وخير ما تزودتم التقوى ” رواه ابن أبي حاتم وقوله” واتقون يا أولي الألباب ” يقول : واتقوا عقابي ونكالي وعذابي لمن خالفني ولم يأتمر بأمري يا ذوي العقول والأفهام .[/COLOR]
[color=”green”][b]أهلاً أخى محمد
معلش حطيت الاية ونسيت التفسير
وعلى فكرة كنت هأكتب تفسير بسيط جداً
بس أنت ما شاء الله عليك
بارك الله فيك وجزاك عنا كل الخير [/b][/color]
أختي الكريمة .. المحبة للرسول ..
أشكرك جداً .. وبارك الله فيك و في أهلك ..
طبعاً كما قلت قبل ذلك .. اين كثير من المفسرين المفضلين لدي .. و ممكن إننا نحط أي تفسير لأي مفسر آخر .. بس كل واحد و ما يهوى 🙂
ربنا يبارك لنا في القرآن العظيم .. و يجعله نوراً لنا في دنيانا و آخرتنا يا رب العالمين ..
اللهم آمين
تحياتي
[CENTER][B][SIZE=”6″]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/SIZE][/B][/CENTER]
[B][COLOR=”DarkRed”]بسم الله الرحمن الرحيم[/COLOR][/B]
[URL=http://www.muslma1.net/up/][IMG]http://www.muslma1.net/up/images/8jos92nw68kkzlqyb5b.png[/IMG][/URL]
[B][COLOR=”darkred”]صدق الله العظيم[/COLOR][/B]
[B][COLOR=”Sienna”]تفسير الجلالين[/COLOR][/B]
[COLOR=”Purple”][B][SIZE=”7″]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ[/SIZE][/B][/COLOR]
[B][SIZE=”6″][COLOR=”Purple”]تَتَّقُونَ[/COLOR][/SIZE][/B]
[COLOR=”DarkOrchid”][SIZE=”5″][B]“يَا أَيّهَا النَّاس” أَيْ أَهْل مَكَّة “اُعْبُدُوا”
وَحِّدُوا “رَبّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ” أَنْشَأَكُمْ وَلَمْ تَكُونُوا شَيْئًا
” وَ ” خَلَقَ “الَّذِينَ مِنْ قَبْلكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” بِعِبَادَتِهِ عِقَابه
وَلَعَلَّ : فِي الْأَصْل لِلتَّرَجِّي وَفِي كَلَامه تَعَالَى لِلتَّحْقِيقِ .
[/B][/SIZE][/COLOR]
[B][COLOR=”Magenta”][SIZE=”5″]وعلى فكرة كمان
هذه الآية الوحيدة فى سورة البقرة التى يوجد فيها
نداء للمؤمنين بعبادة الله
[/SIZE][/COLOR][/B]
[color=”seagreen”] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2[/color]
[color=”red”]التفسير[/color]
[color=”blue”]يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه لا تتعدَّوا حدود الله ومعالمه, ولا تستحِلُّوا القتال في الأشهر الحرم, وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب, وكان ذلك في صدر الإسلام, ولا تستحِلُّوا حرمة الهَدْي, ولا ما قُلِّدَ منه; إذ كانوا يضعون القلائد, وهي ضفائر من صوف أو وَبَر في الرقاب علامةً على أن البهيمة هَدْيٌ وأن الرجل يريد الحج, ولا تَسْتَحِلُّوا قتال قاصدي البيت الحرام الذين يبتغون من فضل الله ما يصلح معايشهم ويرضي ربهم. وإذا حللتم من إحرامكم حلَّ لكم الصيد, ولا يحمِلَنَّكم بُغْض قوم من أجل أن منعوكم من الوصول إلى المسجد الحرام -كما حدث عام “الحديبية”- على ترك العدل فيهم. وتعاونوا -أيها المؤمنون فيما بينكم- على فِعْل الخير, وتقوى الله, ولا تعاونوا على ما فيه إثم ومعصية وتجاوز لحدود الله, واحذروا مخالفة أمر الله فإنه شديد العقاب.[/color]
[CENTER][SIZE=”5″]نرجع تاني لسورة البقرة 🙂
[COLOR=”DarkGreen”]بسم الله الرحمن الرحيم[/COLOR]
[IMG]http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/2/212/1.png[/IMG]
[COLOR=”DarkGreen”]
صدق الله العظيم
[/COLOR]
[COLOR=”SeaGreen”]سورة البقرة – 212[/COLOR]
[COLOR=”Red”]تفسير ابن كثير[/COLOR]
[COLOR=”Green”]زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [/COLOR]
ثم أخبر تعالى عن تزيينه الحياة الدنيا للكافرين الذين رضوا بها واطمأنوا إليها وجمعوا الأموال ومنعوها عن مصارفها التي أمروا بها مما يرضي الله عنهم وسخروا من الذين آمنوا الذين أعرضوا عنها وأنفقوا ما حصل لهم منها في طاعة ربهم وبذلوه ابتغاء وجه الله فلهذا فازوا بالمقام الأسعد والحظ الأوفر يوم معادهم فكانوا فوق أولئك في محشرهم ومنشرهم ومسيرهم ومأواهم فاستقروا في الدرجات في أعلى عليين وخلد أولئك في الدركات في أسفل سافلين ؟ ولهذا قال تعالى ” والله يرزق من يشاء بغير حساب ” أي يرزق من يشاء من خلقه ويعطيه عطاء كثيرا جزيلا بلا حصر ولا تعداد في الدنيا والآخرة كما جاء في الحديث ” ابن آدم أنفق أنفق عليك ” وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – ” أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا ” وقال تعالى ” وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ” وفي الصحيح ” أن ملكين ينزلان من السماء صبيحة كل يوم فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا ” وفي الصحيح ” يقول ابن آدم : مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت وما لبست فأبليت وما تصدقت فأمضيت وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس ” وفي مسند الإمام أحمد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال” الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له “[/SIZE][/CENTER]
[CENTER][SIZE=”5″]بسم الله الرحمن الرحيم
[IMG]http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/3/15/1.png[/IMG]
صدق الله العظيم
آل عمران – 15
تفسير ابن كثير
[COLOR=”SeaGreen”]
قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ[/COLOR]
ولهذا قال تعالى ” قل أؤنبئكم بخير من ذلكم ” أي قل يا محمد للناس أؤخبركم بخير مما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من زهرتها ونعيمها الذي هو زائل لا محالة ثم أخبر عن ذلك فقال ” للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار ” أي تنخرق بين جوانبها وأرجائها الأنهار من أنواع الأشربة من العسل واللبن والخمر والماء وغير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ” خالدين فيها ” أي ماكثين فيها أبد الآباد لا يبغون عنها حولا ” وأزواج مطهرة ” أي من الدنس والخبث والأذى والحيض والنفاس وغير ذلك مما يعتري نساء الدنيا ” ورضوان من الله ” أي يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم بعده أبدا ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى التي في براءة ” ورضوان من الله أكبر ” أي أعظم مما أعطاهم من النعيم المقيم ثم قال تعالى ” والله بصير بالعباد ” أي يعطي كلا بحسب ما يستحقه من العطاء.
[/SIZE][/CENTER]
[CENTER][SIZE=”5″][COLOR=”Indigo”]بسم الله الرحمن الرحيم
[IMG]http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/3/102/1.png[/IMG]
صدق الله العظيم
آل عمران – 102[COLOR=”Red”]
تفسير ابن كثير
[/COLOR]
[COLOR=”Green”]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ[/COLOR]
قال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن سنان حدثنا عبد الرحمن بن سفيان وشعبة عن زبيد اليامي عن مرة عن عبد الله هو ابن مسعود ” اتقوا الله حق تقاته ” قال : أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر وهذا إسناد صحيح موقوف وقد تابع مرة عليه عمرو بن ميمون عن ابن مسعود وقد رواه ابن مردويه من حديث يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن سفيان الثوري عن زبيد عن مرة عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اتقوا الله حق تقاته” أن يطاع فلا يعصى ويشكر فلا يكفر ويذكر فلا ينسى ” وكذا رواه الحاكم في مستدركه من حديث مسعر عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود مرفوعا فذكره ثم قال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه كذا قال . والأظهر أنه موقوف والله أعلم . ثم قال ابن أبي حاتم : وروى نحوه عن مرة الهمداني والربيع بن خيثم وعمرو بن ميمون وإبراهيم النخي وطاووس والحسن وقتادة وأبي سنان والسدي نحو ذلك . وروي عن أنس أنه قال : لا يتقي الله العبد حق تقاته حتى يخزن لسانه . وقد ذهب سعيد بن جبير وأبو العالية والربيع بن أنس وقتادة ومقاتل بن حيان وزيد بن أسلم والسدي وغيرهم إلى أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى ” فاتقوا الله ما استطعتم ” وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى ” اتقوا الله حق تقاته ” قال : لم تنسخ ولكن ” حق تقاته ” أن يجاهدوا في سبيله حق جهاده ولا تأخذهم في الله لومة لائم ويقوموا بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأبنائهم وقوله تعالى ” ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ” أي حافظوا على الإسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه فإن الكريم قد أجرى عادته بكرمه أنه من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه فعياذا بالله من خلاف ذلك. وقال الإمام أحمد : حدثنا روح حدثنا شعبة قال : سمعت سليمان عن مجاهد : إن الناس كانوا يطوفون بالبيت وإن ابن عباس جالس معه محجن فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ” ولو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن ليس له طعام إلا من الزقوم ” وكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه من طريق عن شعبة به وقال الترمذي : حسن صحيح . وقال الحاكم : على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ” . وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث ” لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل ” ورواه مسلم من طريق الأعمش به وقال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا يونس عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” إن الله قال أنا عند ظن عبدي بي فإن ظن بي خيرا فله فإن ظن بي شرا فله ” وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين من وجه آخر عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يقول الله أنا عند ظن عبدي بي ” . وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا محمد بن عبد الملك القرشي حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت وأحسبه عن أنس قال : كان رجل من الأنصار مريضا فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فوافقه في السوق فسلم عليه فقال له ” كيف أنت يا فلان ؟ ” قال : بخير يا رسول الله أرجو الله وأخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف ” ثم قال : لا نعلم رواه عن ثابت غير جعفر بن سليمان . وهكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديثه ثم قال الترمذي غريب وكذا رواه بعضهم عن ثابت مرسلا . فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أخر إلا قائما ورواه النسائي في سننه عن إسماعيل بن مسعود عن خالد بن الحارث عن شعبة به وترجم عليه فقال : ” باب كيف يخر للسجود ” ثم ساقه مثله فقيل معناه أن لا أموت إلا مسلما وقيل : معناه أن لا أقتل إلا مقبلا غير مدبر وهو يرجع إلى الأول .[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[CENTER][COLOR=”Indigo”][SIZE=”5″][COLOR=”SeaGreen”]بسم الله الرحمن الرحيم[/COLOR]
[IMG]http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/3/198/1.png[/IMG]
[COLOR=”SeaGreen”]صدق الله العظيم[/COLOR]
[COLOR=”Blue”]آل عمران – 198[/COLOR]
[COLOR=”Red”]تفسير ابن كثير[/COLOR]
[COLOR=”SeaGreen”]لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ[/COLOR]
وهكذا لما ذكر حال الكفار في الدنيا وذكر أن مآلهم النار قال بعده ” لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار ” وقال ابن مردويه : حدثنا أحمد بن نصر حدثنا أبو طاهر سهل بن عبد الله أنبأنا هشام بن عمار أنبأنا سعيد أنبأنا يحيى أنبأنا عبد الله بن الوليد الرصافي عن محارب بن دثار عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إنما سموا الأبرار لأنهم بروا الآباء والأبناء كما أن لوالديك عليك حقا كذا لولدك عليك حق ” كذا رواه ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا أحمد بن جناب حدثنا عيسى بن يونس عن عبد الله بن الوليد الرصافي عن محارب بن دثار عن عبد الله بن عمرو قال : إنما سماهم الأبرار لأنهم بروا الآباء والأبناء كما أن لوالديك عليك حقا كذلك لولدك عليك حق وهذا أشبه والله أعلم . ثم قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام الدستوائي عن رجل عن الحسن قال : الأبرار الذين لا يؤذون الذر . وقال ابن أبي حاتم أيضا حدثنا أحمد بن سنان حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن الأسود قال عبد الله يعني ابن مسعود ما من نفس برة ولا فاجرة إلا الموت خير لها لئن كان برا لقد قال الله تعالى ” وما عند الله خير للأبرار ” وكذا رواه عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش به وقرأ ” ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ” وقال ابن جرير حدثني المثنى حدثنا إسحاق حدثنا ابن أبي جعفر عن نوح بن فضالة عن لقمان عن أبي داود أنه كان يقول : ما من مؤمن إلا والموت خير له وما من كافر إلا والموت خير له ومن لم يصدقني فإن الله يقول ” وما عند الله خير للأبرار ” ويقول ” ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين “.[/SIZE][/COLOR][/CENTER]