اشحن قلبك

ثورة مصر نموذج لأمريكا

هل تصدق أن مصر بعد ثورة 25 يناير الرائعة البيضاء أصبحت نموذجا يحتذيه الأمريكان ، نحن في مصر من كنا نجري وراء النموذج الأمريكي بعد الثورة أصبح الأمريكان هم من يلهثون للاقتداء بنموذج مصر الثورة .

تلك أحد أهم مصادر القوة التي منحتها الثورة لمصر ، إنها القوة الناعمة التي تجعل من نموذج الثورة المصري عنوانا يحتذيه كل الذين يقاومون الاستبداد والظلم والاحتكار والطغيان ، ففي ولاية ويسكونسين الأمريكية تظاهر العمال في مواجهة قوانين تضر بنقاباتهم ومصالحهم وكانت شعاراتهم المرفوعة ” أهلا بكم في ميدان التحرير ” ويقصدون بالطبع ” ميدان التحرير الذي كان بوتقة لصهر قوي المصريين جميعا لحماية الثورة والاستمرار فيها حتي تنحية مبارك عن السلطة إلي غير رجعة غير مأسوف عليه .

أصبح حلما لكل الثوار والمناضلين أن يستلهموا تجربته ، ذلك هو ميدان التحرير الذي أصبح ميدان الشهداء الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لحرية مصر ومستقبلها .

كان المتظاهرون في أمريكا يقولون ” لتكن مسيرتنا كمسيرة المصريين ” ، أي أن المصريين الشعب الذي أراد له الديكتاتور السابق مبارك أن يشعر بالمهانة لكونه مصري ، تولد له هوية جديدة اليوم هي هوية الحرية والعدالة والتنمية والنهضة والكرامة كلها ولدت في رحم ميدان التحرير وفي قلب الثورة المصرية بحيث صار المصريون مثلا للأمريكيين ، إنها الروح الجديدة لمصر ، ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ، فلا يمكننا تفسير الروح التي دبت في المصريين لتتحول إلي طاقة هادرة للشباب والفقراء والمهمشين والنساء والرجال وللشعب كله ، إنها قدر الله وعلم الله الذي أراد لهذا الشعب أن يعود حيا بعد أن تحول إلي رميم .

المثير في موضوع مظاهرات الطبقة الوسطي والعمال في ولاية ويسكونسين أن المتظاهرين رفعوا صورة حسني مبارك وكتبوا تحتها اسم حاكم الولاية سكوت ووكر – أي أن استحضار الحالة المصرية ليست فقط علي مستوي الروح الثورية الدافقة المضحية للمصريين وإنما أيضا لقوة الاستبداد والديكتاتورية المقيتة التي عطلت طاقات المصريين وأوقفت تطورهم .

هناك في الغرب ما يمكن أن نطلق عليه الولع بمصر ، فمصر طاقة كامنة كبري في عمق طبقات التاريخ وتمثل إلهاما كبيرا وخيالا طليقا حول حضارة الفراعنة وتراثها الخلاب من الآثار ، والحضارة الإسلامية ا لعربية أحد مصادر إثارة الوجدان والخيال الغربي حول آثارها وعالمها الذي مثل سرا حاول الغرب وجواسيسه وعلماء الآثار فيه أن يكتشفوا ذخائره ، ثم عالم المصريين المعاصر بحيواتهم وتقاليدهم كان هو الآخر موضوعا للعديد من محاولات الاكتشاف والفهم من جانب باحثين ومستشرقين كثيرون .

ومن هنا فإن ميدان التحرير والثورة المصرية تحولت إلي أيقونة ملهمة للحركات الاجتماعية في أمريكا وفي الغرب ، والغريب أن كلمة سلمية .. سلمية التي كان المتظاهرون المصريون يطلقونها في مواجهة قمع البوليس والأمن لتقول إن الحق يمكنه أن يهزم السيف وأن الدم يمكنه أن يقهر البغي والظلم – أصبحت عنوانا لحركات الاحتجاج في أمريكا .

المتظاهرون في أمريكا يحللون الوضع الاقتصادي هناك علي الطريقة المصرية فهناك قلة هي التي تسيطر علي الثروة وتتحالف مع السلطة وتمثل مركبا يستنزف طاقات ا لبلد لصالح الأغنياء في مواجهة العمال والطبقات الوسطي الذين يتعرضون للظلم ، بينما الفئات الغنية تكتنز الأموال دون أن تدفع للمجتمع ضرائب توازي ما تكسبه ، كما أن عمليات النهب لصالح أمريكا تتم بالقوانين أيضا وهو ما يعني وجود فساد مقنن كما كان في مصر في عهد مبارك .

للمرة الأولي يصبح المصريون نموذجا للغرب ولأمريكا ، وتصبح الثورة المصرية السلمية التي قادها الشباب وشارك فيها الشعب كله عنوانا علي مطالب الحرية والكرامة والعدل الاجتماعي ، نحن من قبل كنا نستلهم النماذج الغربية في الثورات وكنا نعتبر الثورة الفرنسية والأمريكية وكتابات روادها مثل جان جاك روسو وجون لوك مصادر لإلهام المثقفين والنخب ، أما اليوم فالثورة المصرية تحررنا أيضا من وهم مركزية الغرب وتؤكد أننا يمكن أن نكون نموذجا للعالم يحتذي حذونا ويقتفي أثرنا ويستلهم نضالنا .

من حق الشباب المصري ومن حق المصريين جميعا أن يستمروا في مظاهراتهم السلمية بميدان التحرير من أجل إسماع صوتهم للعالم وللمسئولين في مصر عن مطالبهم ، ومن الواجب علي القوات المسلحة أن تكون علي مستوي تحمل هؤلاء الشباب وأن تستمع لمطالبهم دون أن تمسهم بسوء أو أذي فأهم ما حققه المصريون في تاريخهم المعاصر علي الإطلاق هو الثورة المصرية وعلينا جميعا أن نحميها ونحافظ عليها

منقول ” تعمدت عدم ذكر المصدر احتراما لسياسة منتدى فكرنا في عدم وضع روابط لمواقع اخرى”
عمار جلال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى