صحة ورياضة

تناول الفيتامينات بشكلها الدوائى قد يضر بالصحة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جريدة الرياض– كان الاعتقاد السائد قديما عند العلماء أن الامراض ناتجة بسبب الميكروبات فقط ولم يدر بخلدهم أن هناك أسباب أخرى كثيرة من بينها نقص بعض العناصر الهامة والضرورية للنمو واعادة بناء الانسجة ومساعدة أعضاء الجسم المتعددة للقيام بوظائفها بكفاءة والتي سميت لاحقا بالفيتامينات. اكتشف الانسان حاجته الى تلك المواد دون أن يتعرف على ماهيتها فقد كان المصريون القدماء ينصحون بتناول الكبد كسبب لشفاء المرضى المصابين بالعشى الليلي.
عام 1947م استدل العالم الاسكتلندي “جيمس ليند” أن الاطعمة الحمضية كالبرتقال والليمون لها دور كبير في منع مرض “الاسقربوط” والذي يتصف بنزيف اللثة، صعوبة التئام الجروح أو الوفاة ولكن هذا الاستدلال لم يلق قبولا على نطاق واسع حيث كان هناك اعتقاد أن مرض “الاسقربوط” ناتج عن عدوى بكتيرية .
في نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن 19 بدأ العلماء التعرف على عدد من الفيتامينات حيث استعملوا زيت السمك لعلاج مرض “الكساح” .
أُطلق على أول فيتامين تم عزله لعلاج الكساح “فيتامين A ” والذي عرف لاحقا ب”فيتامين D “.
في دول شرق اسيا وعلى وجه الخصوص المتدنية اقتصاديا .. ومن بين الطبقات الفقيرة المعتمدة على الارز كغذاء وحيد لُوحظ انتشار مرض “البري بري” الناجم عن نقص فيتامين B.
في عام 1910م قام العالم الياباني “ميتارو سوزوكي” بعزل أول فيتامين مركب من نخالة الارز، بعده بعامين عزز البولندي “كازمير فانك” جهود “سوزوكي” باستخلاص نفس المادة التي أطلق عليها مصطلح ” فيتامين” .
الكلمة مشتقة من كلمتين لاتينيتين هما “فيتا “وتعني الحياة و”امين” التي ترمز للمركبات التي تحتوي على نيتروجين. ولاحقا تم الاكتشاف بأنه ليس جميع الفيتامينات تحتوي على عنصر النيتروحين ولكن لم يتم تغيير الإسم نظرا لإنتشار استعماله .
استخدمت الحروف الأبجدية للدلالة عليها بسبب عدم معرفة تركيبها في بادئ الأمر. تساعد الفيتامينات في تحويل الطعام إلى طاقة ولكنها لاتمد الطاقة من ذاتها ويؤدي نقص الفيتامينات طويل الأمد الى مشاكل صحية كبيرة قد تصل لاقدر الله الى الوفاة في الحالات الشديدة جدا.
الفيتامينات الدوائية لها استطباباتها :
العلم الحديث صنع الفيتامينات المكثفة المصنعة والمتنوعة وبشكل دوائي للذين لا يتيسر لهم التغذية بشكل طبيعي ولكن ذلك لايشمل المجموعات اللذين يتغذون باستمرار وفق المجموعات الغذائية الأساسية حيث لا حاجة لهم لأن يهتموا بالفيتامينات الدوائية إذ توجد في غذائهم الكميات الكافية من أنواع الفيتامينات التي يحتاجها الجسم.
نتعرض نحن الاطباء إلى إلحاح من بعض المرضى لكتابة وصفات طبية تحتوي على مجموعة فيتامينات نظرا لقلة شهية الطفل أو ضعف نموه وفي غير استطباباتها في حين ان الطفل او المريض بشكل عام قادر على تلقي تلك الفيتامينات من مصادرها الطبيعية وبالكمية الكافية له وفي هذا الصدد أود أن أشير الى بعض الدراسات التي تستدل على ضرر استخدام الفيتامينات المصنعة وأهمية تناول الفيتامينات المتوفرة في الاغذية الطبيعية .
يستطب تناول الفيتامينات كدواء في حالات محددة منها على سبيل المثال لا الحصر: • عدم توافر الغذاء بشكل متوازن.
• المعاناة من سوء الامتصاص عند بعض المرضى.
• فترات الحمل والإرضاع بالنسبة للأم.
• الأشخاص الذين يعتمدون في طعامهم على المواد النباتية فقط حيث تقل نسبة بعض الفيتامينات فيها مثل فيتامين ب 12 وفيتامين د.
• الممارسون لعملية إنقاص الوزن حيث يمتنعون عن بعض الأغذية المحتوية على الفيتامينات.
تنقسم الفيتامينات إلى قسمين: • الفيتامينات التي تذوب في الماء مثل فيتامين C و B المركب.
• الفيتامينات التي تذوب في الدهون وهي الفيتامينات K , A, D, E.
الفيتامينات التي تذوب في الدهون يتم تخزينها في أنسجة الجسم. أما معظم الفيتامينات التي تذوب في الماء فإنه لا يمكن نسبيا تخزينها في الجسم، ولهذا يجب أن يتم تعويضها باستمرار من مصادرها الطبيعية.
فيتامين A : يساعد فيتامين A على تجديد خلايا الجلد والاغشية المخاطية التي تشكل جزءا من المناعة حيث تعمل كجدار عازل عن الميكروبات التي تحاول دائما اختراق الجسم. كم يساعد على المحافظة على سلامة العين . يوجد فيتامين A في الطعام الحيواني مثل البيض الكامل، الحليب، والكبد كما يوجد في المصادر النباتية مثل الجزر، السبانخ ، الشوفان.
فيتامين B1 : ” الثيامين” (thiamin) هو الأسم العلمي لما كان يعرف سابقا بفيتامين B1 و هو أحد فيتامينات B المركبة القابلة للذوبان في الماء. “الثيامين” تم عزله والتعرف على تركيبه الكيميائي في عشرينات القرن العشرين، حيثي كان من أوائل المركبات العضوية التي صنفت على أنها من الفيتامينات.
وهو مهم جدا للقيام بالعديد من المهام الحيوية في الجسم، ومنها : * الجهاز العصبي وأداء العضلات.
* تدفق السيالات العصبية.
* هضم الكربوهيدرات.
* إنتاج حمض “الهيدروكلوريك” الضروري لعملية الهضم.
النقص الحاد و المزمن “للثيامين” يؤدي مرض ” البري بري” كما يؤدي النقص الشديد الي مضاعفات قد تشكل خطورة بالغة على الجهاز العصبي والمخ والعضلات والقلب والمعدة والامعاء.
فيتامين B2 : يدعي “الريبوفلافين” وهو مهم لنمو الجسم وإنتاج خلايا الدم الحمراء، ويساعد علي اطلاق الطاقه من الكربوهيدرات. يوجد في اللحوم الخفيفة، البيض، المكسرات، البقوليات، الخضروات ذات الأوراق الخضراء، الالبان، الحليب.
فيتامين B3 : يدعي “النياسين” ويساعد على خفض مستوى الكولسترول في الدم ويمكن الحصول عليه من الخضراوات الورقية والطماطم والجزر واللحوم الحمراء واللبن والبيض والأسماك والدواجن.
فيتامين B5 : حمض ” بانتوثينيك” هو اسم آخر لفيتامين B5 يوجد في معظم الأطعمة خاصةً في البقوليات والخضراوات والبيض واللحوم الحمراء وغذاء ملكات النحل.
يتسبب نقصه في حدوث نقص هرمونات الغدة الكظرية ومرض “أديسون” وامراض المفاصل.
فيتامين B6 : يتوفر في الكبد وثمار الآفوكادو واللحوم الحمراء والبيض والموز والخضراوات. يؤدي نقصه الى اعتلال في الاعصاب الطرفية.
فيتامين B7: يطلق عليه “البيوتين” هو متوفر في جميع الأطعمة الطبيعية تقريباً. نقصه نادر لأن كمية كبيرة منه يعاد استخدامها عدة مرات قبل إخراجها في البول أو البراز.
الأعراض الأولى في نقص “البيوتين” متعلقة بالجلد والشعر مثل التهاب الجلد الدهني والالتهابات الفطرية وتساقط الشعر.
فيتامين B9:
يسمى ب “حمض الفوليك” تكمن اهميته في الوقاية وعلاج بعض حالات فقر الدم كما والوقاية من التشوهات الخلقية المتعلقة بالجهاز العصبي للجنين حيث يستهلك الجنين مخزون الأمّ من حمض الفوليك وينصح حينها بامداد الام الحامل بهذا الفيتامين.
يساهم كذلك في خفض مستوى “الهوموسيستين” في الدم والتي بدورها تعمل على تكون الخثرات او الجلطات الدموية. كذلك له دور في الوقاية من سرطان الجهاز الهضمي والامعاء.
فيتامين B12 : “الكوبالامين” هو فيتامين B12 من أصل حيواني مثل الكبد واللحوم الحمراء والدواجن. هذا الفيتامين مهم لنمو كريات الدم الحمراء، وعمل الجهاز العصبي.
فيتامين C : هو حمض “الأسكوربيك” عامل مختزل ولهذا فهو مطلوب لحفظ المعادن في الحالة المختزلة مثل الحديد وبذلك فهو يعزز امتصاص الأخير عن طريق إبقائه في الحالة المختزلة اللازمة لامتصاصه.
نقص فيتامين C يحدث نتيجة أمراض الأمعاء الدقيقة وإدمان الكحوليات وأحياناً التدخين والاعتماد على الأطعمة السريعة والإقلال من تناول الخضراوات والفاكهة. وهذا النقص يؤدي إلى مرض “الإسقربوط”.
فيتامين D : منظّم الجسم الأساسي لتوازن الكالسيوم. يساعد على تزويد العظم بالمعادن وتطوير الهيكل العظمي. يساعد في تشكيل خلايا الدم، المناعة، ويساعد تمييز الخلايا، الأمرالذي قد يقلل من أخطار السرطان.
أظهر فيتامين D قدرته على توفير الحماية من أمراض المناعة كالتهاب المفاصل المناعي، تصلّب الأنسجة المتعدّد، وسكّري الأطفال.
يساعد فيتامين D الجسم على الحفاظ على مستويات الأنسولين الضرورية في الدم.
فيتامين E: يعمل كمضاد للأكسدة، تحسين الدورة الدموية ويوجد في بذور الحنطة- زيت الخضروات الطبيعي- الجوز- الخس- الطماطم- الجزر- صفار البيض- اللحوم.
فيتامين K: مهم لعمليات التخثر ووقاية الجسم من النزيف هو متوفر في الخضروات.
بقي أن نذكر أن تناول الطعام المتوازن والمتنوع يكفل للجسم حاجته ويغنيه باذن الله تعالى عن تناول المستحضرات الدوائية من الفيتامينات في غير استطباباتها والتي قد تكون سلبياتها أكبر من الفائدة المرجوة منها.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. [QUOTE=المحبة للرسول;19396]ما شاء الله عليكى
    دائما تأتى لنا بكل ما هو مفيد
    ربنا يجازيكى عنا كل الخير[/QUOTE]

    جزانا واياك اختى من بعض ما عندكم حفظك الله ورعاك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى