أنتِ وأسرتك

المرأة اكثر عرضة مرتين للإصابة بالاكتئاب

[FONT=Arial] من الشائع استعمال كلمة اكتئاب بشكل عشوائي بين الناس، متى يعتبر الاكتئاب مرضياً فعلاً؟
لا شك أن وصف الاكتئاب يستعمل بكثرة بين الناس وبشكل عشوائي لكل من يعاني حالة من الحزن دون معرفة حقيقة حالة الاكتئاب المرضي.
في الواقع يعتبر الاكتئاب مرضياً عندما يعاني المريض أعراضاً عدة في الوقت نفسه تتكرر يومياً خلال فترة معينة وتؤثر على حياته .
علماً أنه يكفي أن يعاني 5 أعراض من 9 خلال فترة أسبوعين بشكل يومي يعتبر الاكتئاب مرضياً.

– هل من أسباب واضحة للاكتئاب؟
من المهم التوضيح اولاً أنه، بعكس ما هو شائع لا علاقة للإصابة بالاكتئاب بضعف الشخصية أو الحساسية الزائدة، بل هو مرض جسدي ناتج عن خلل في إفرازات هرمونات معينة في الدماغ عندما تنقص معدلاتها تحصل حالة الاكتئاب.
ويمكن أن ينخفض معدل هذه الهرمونات فجأة في الدماغ دون سبب مما يؤدي إلى ظهور الحالة.
ولا يمكن أن ننكر ان للعوامل الخارجية دوراً أيضاً أحياناً في ظهور الحالة لكن ليس ضرورياً أن تكون سبباً في كل مرة ومنها التعرض لصدمة أو حادثة معينة.

– ما أنواع الاكتئاب؟
هناك انواع عدة من الاكتئاب أبرزها:

الاكتئاب الوراثي الذي ترتفع احتمالات ظهوره لدى وجود حالة اكتئاب في العائلة عند الأب أو الأم مثلاً.
اكتئاب ما بعد الولادة الذي نراه لدى بعض النساء بعد الإنجاب والذي لا بد من التمييز بينه وبين الBaby Blues الذي يزول خلال 10 أيام تلقائياً في 90 في المئة من الحالات دون حاجة إلى علاج مع الاكتفاء بمراقبة الحالة. أما اكتئاب ما بعد الولادة فتكون أعراضه أكثر حدة ومن الضروري ان تعالج لأنها قد تستمر لاكثر من 8 أو 9 أشهر وهي فترة طويلة تعاني فيها المرأة الاعراض الناتجة عن الاكتئاب. لذلك يمكن اللجوء إلى العلاج لتشفى الحالة خلال شهر على الأكثر.

– ما الآثار السلبية التي يمكن أن تنتج عن اكتئاب ما بعد الولادة سواء للطفل أو للأم؟ وهل يمكن اعتباره مؤشراً لزيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب لاحقاً؟
بالدرجة الاولى لا بد من التشديد على أهمية العلاج لاكتئاب ما بعد الولادة لكي لا تتحمل الأم آثاره طوال فترة 9 اشهر. أما الأثر السلبي الوحيد للعلاج فهو اضطرارها لوقف إرضاع طفلها.
إلا ان فوائد العلاج تبقى هي الأهم لانها في كل الحالات إذا كانت تعاني الاكتئاب ستهمل طفلها حكماً مع ما قد يترك ذلك من آثار سلبية عليه.

– هل يمكن أن يؤثر الاكتئاب على الذاكرة؟
من الطبيعي أن تؤثر حالة الاكتئاب على الذاكرة، خصوصاً أن احد أعراض الاكتئاب هو قلة التركيز مما يسبب ضعفاً في الذاكرة.
ويحصل ذلك بشكل خاص لدى الكبار في السن الذي قد يعتقد محيطهم انهم يعانون خللاً في الذاكرة نتيجة التقدم في السن فيما يمكن أن تكون حالة الاكتئاب هي السبب، فعندما تعالج تحل مشكلة فقدان الذاكرة لأن الأعراض قد تكون مشابهة في المراحل الأولى.

– من الأشخاص الذين يعتبرون أكثر عرضة للاكتئاب؟
الاشخاص الذين لديهم استعداد وراثي والذين يعيشون تحت أثر الضغوط باستمرار والأشخاص الذين يعانون امراضا جسدية عدة في الوقت نفسه هم أكثر عرضة للاكتئاب.

– إلى أي مدى يلعب العامل الوراثي دوراً في زيادة احتمال الإصابة؟
في حال وجود حالة اكتئاب في العائلة يصبح الشخص أكثر حساسية وأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب كون تلك الهرمونات التي يؤدي انخفاض معدلاتها في الدماغ إلى الإصابة بالاكتئاب، تكون منخفضة أصلاً لديه وبالتالي يكون أكثر عرضة للإصابة.
ففي الظروف نفسها التي يمكن أن يتعرض لها شخص لديه استعداد وراثي وآخر لا، من الطبيعي أن يكون احتمال إصابة الأول بالاكتئاب أكبر.

– هل المرأة اكثر عرضة للإصابة؟
المرأة أكثر عرضة مرتين للإصابة بالاكتئاب مقارنةً بالرجل، لكن لا بد من التذكير بأنه لا علاقة لضعف شخصية المرأة أو حساسيتها الزائدة أو عاطفتها الشديدة بزيادة احتمال إصابتها.
بل ينتج ذلك عن الاختلاف الهرموني والاختلاف في جسم المرأة.
– هل يمكن الشفاء بشكل تام من الاكتئاب أم انها من المشكلات التي تعود حتى في حال شفائها؟
نسبة 50 في المئة من الاشخاص الذي يعانون حالة اكتئاب للمرة الأولى تشفى تماماً بعد العلاج وتعيش حياتها بشكل طبيعي دون اي مشكلة.
في حال معالجة الاكتئاب بالشكل المناسب وخروج الشخص منه تماماً لا يعود بل يكون الشفاء نهائياً.

– هل يمكن ان يصاب الأطفال بالاكتئاب؟
يمكن ان يصاب الطفل بالاكتئاب لكنه يظهر لديه بشكل مختلف فتطغى في هذه الحالة العصبية والمزاج السيئ وافتعال المشاكل ومن الضروري معالجتها في وقتها. اما لدى الراشدين فيظهر الاكتئاب بشكل حزن أكثر.

– هل من سن معينة تظهر فيها حالات الاكتئاب أكثر؟
ثمة مراحل عمرية تظهر فيها أكثر حالات الاكتئاب ، فالمرحلة الأولى هي بين سن 20 و40 سنة. أما المرحلة الثانية فهي بعد سن 65 سنة.

– على ماذا يرتكز علاج الاكتئاب؟
على رفع معدلات الهرمونات التي يسبب انخفاضها الاكتئاب.

– هل العلاج بالأدوية ضروري دائماً في حالات الاكتئاب أم أن العلاج النفسي قد يكون كافياً؟
ليس اللجوء إلى الدواء ضرورياً دائماً إلا إذا كانت الحالة متقدمة وتستدعي ذلك.
فقد يكون العلاج النفسي كافياً وحده، كما يمكن أن تكون هناك حاجة إلى اللجوء إلى العلاجين معاً في الوقت نفسه لتسريع عملية الشفاء.

– كم تطول مدة العلاج؟
يستمر العلاج 6 أشهر أو اكثر بحسب الحالة.

– هل من أمور معينة وإجراءات يمكن أن يتخذها المريض ومن حوله لتتحسن حالته بسرعة كبرى؟
الشرط الأساسي الذي لا بد من التركيز عليه هو ألا ينعزل المريض وألا يخاف من طلب المساعدة كون لمشكلته علاج.

– إذا كان الشخص عرضة للاكتئاب، هل من إجراءات يمكن اتخاذها تسمح بتجنب الإصابة؟
تحتل الرياضة المرتبة الأولى بين الإجراءات التي يمكن اتخاذها فهي أساسية وتساعد كثيراً للخروج من هذه الحالة.
وبشكل عام يجب أن يتمتع الشخص بالوعي الكافي ليدرك أعراض الاكتئاب عند ظهورها كونه اكثر عرضة للإصابة.

– هل من فحوص يمكن أن تكشف ما إذا كان الشخص عرضة للإصابة ؟
ثمة فحوص حديثة لا تتوافر إلا في أماكن معينة في الولايات المتحدة الأميركية. لكن حتى إذا ظهر في الفحص الجيني ان الشخص لديه استعداد للإصابة بالاكتئاب، فهذا لا يعني انه سيصاب حتماً.

– هل المرور بحالة اكتئاب واتباع علاج معين يمكن أن يؤثرا على الشخصية ويُحدثا تغييرات لا يمكن الرجوع عنها؟
ليس للاكتئاب أي تاثير على الشخصية إذا عولج بالشكل الصحيح وخرج المريض منه بشكل نهائي.

-ألا يسبب اللجوء إلى الأدوية للمعالجة الحاجة إليها لفترات طويلة بعدها وعدم إمكان التخلص منها؟
كثر يمزجون ما بين أدوية الاكتئاب وأدوية الأعصاب. ففيما لا تسبب أدوية الاكتئاب أي مشكلة من هذه الناحية ولا يصبح المريض مرتبطاً بها، تطابق هذه الصفة أدوية الأعصاب أكثر بحيث يصبح من الصعب التخلص منها.

-ما هي الأعراض التي يمكن الارتكاز عليها لاعتبار الاكتئاب مرضياً؟

الإحساس المستمر بالحزن والاكتئاب.
عدم التمكن من إيجاد سبب للفرح والسعادة بحيث يشعر المرء بأن كل شيء في الحياة يسبب له القرف والتعاسة.
خلل في الشهية نقصاً أو زيادة.
اضطراب في نظام النوم فإما أن يتجه الشخص إلى النوم بشكل مفرط او بالعكس يجد صعوبة في النوم ويعاني الأرق.
كسل مستمر وقلة نشاط جسدي.
قلة التركيز خلال تأدية النشاطات اليومية.
وجود افكار انتحارية وتمني الموت.
وجود إحساس دائم بالذنب وتحمل المسؤولية.
العصبية الزائدة والتوتر وعدم القدرة على الجلوس لفترة وكأن الشخص لا يعرف ما يريده أو بالعكس الجلوس لساعات طويلة دون حراك والخمول.
في حال استمرار خمسة أعراض من هذه الأعراض التسعة لمدة أسبوعين بشكل يومي، يمكن التفكير بحالة اكتئاب. إلا ان وجود الاعراض وحده لا يكفي بل إن حدتها ومدى تأثيرها على الحياة اليومية يحددان ما إذا كان الشخص يعاني الاكتئاب المرضي أم لا.

[/FONT]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى