الحب قبل الطعام لطفلك

الحب قبل الطعام هو احتياج كل شخص من الكبير للضغير وبخاصة الأطفال، ولهذا فإن حب الأم له دورا خطيرا في حياة الطفل ومستقبله. فالطفل الذى ينشأ محروماً من حب امه يسلك سلوكاً معوجاً. ويكون عرضه للانحراف في المستقبل. طفلك الصغير في حاجه إلى حنانك.. الي حبك.. الي عطفك، أكثر من حاجته إلى الطعام. إن الحب هو زاد المستقبل لطفلك، ومبعث طمأنينته وتدعيم حياته النفسيه والعصبية في المستقبل.

هذه هي نتيجه الدراسات والأبحاث الطويله التي أجريت علي عدد كبير من الأطفال منذ ولادتهم حتي شبوا عن الطوق، وأصبحوا شبانا أقوياء. فقد دلت هذه الأبحاث علي ان الأطفال الذين تضطرهم الظروف إلى البقاء في المستشفيات أو المؤسسات يكونون متأخرين، بشكل واضح في نموهم الحسماني والعقلي، وذلك رغم العناية الفائقة التي يلقونهافي هذه الاماكن، سواء من حيث الطعام والتعليم والترفيه.

والسر يكمن في فقدان الطفل حب الأم أولا وحب الأب ثانيا.

رسم الحنة للأطفال

فإن اغلب المشكلات النفسية سببها هو غياب الحب الحقيقي، لا سيما المشكلات النفسية والسلوكية لدى الاطفال والمراهقين، حيث يفتقد الاطفال للحب في محيط الاسرة وخصوصاً من الوالدين أو على الأقل فقدان قدرة الوالدين للتعبير عن الحب.

إن إشعار الطفل بالحب، من الأمور الهامة لتطور نمو الطفل وتنشئته بشكل سوي، فالأسرة التي ينعم أبناؤها بدفء الحب تتوفر فيها أسباب الوقاية من المشكلات النفسية

فالأطفال السعداء الأصحاء نفسياً هم المحبوبون الذين يصلهم حب الوالدين ويشعرون به، وهم من تربوا على الحب وولدوا في محيط اسري يتسم بالحب، فالحب أفضل أسلوب لتربية الأبناء، وإن الحب أفضل علاج لكل المشكلات النفسية والسلوكية للأطفال والمراهقين والشباب حتى المسنين، وإذا كان غذاء الجسد هو الطعام والشراب، وإذا كان غذاء العقل هو القراءة، وإذا كان غذاء الروح هو الايمان فغذاء النفس ودواؤها هو الحب الحقيقي.

عندما نفتقد الحب

ومن هنا نري ان لحب الأم دوراً خطيراً في حياه الطفل ومستقبله لأنها أكثر ملازمة للطفل. والطفل يحتاج إلى أن يحس بالحب الحب من قبل ولادته أى وهو جنين فى بطن أمه إلى أن يصبح شاباً. فالطفل الذي ينشأ محروماً من حب أمه يسلك سلوكاً معوجاً ويكون عرضه للانحراف في المستقبل. وتصبح الأنانيه والحقد أهم وأبرز صفاته، فتراه يميل الي القوة، وكراهيه الناس، والخجل. ويلجأ دائما إلى التشاجر مع الأطفال، ولا يترذد ابداً في إلقاء الطوب مثلا علي زجاج الجيران، وضرب الطيور، خطف اللعب من أيدي إخوته او ايدي زملائه الصغار.

ان الحرمان من الحب يلقي في اعناقه بذور القسوه، والحقد، و الأنانية. لذاك ينتابه في كثير من الاحيان الشعور بالغيره من اخوته، والقسوه عليهم، فيدفعه ذلك إلي ان يلجأ الي مختلف الحيل والاساليب للايقاع بهم ‘محاوله ايذائهم.

وهذه المقدمات وتلك النتائج تفتح أعيننا علي حقائق كبيره وعظبمه. ان اظهار حب الأم لطفلها علي جانب كبير من الاهميه في حياه الطفل. هذا الحب يجب ان تظهره الام منذ اليوم الأول لولادته. وتشعره به في ضمه حنان، ولمسه رقيقه، وربته حنون علي الظهر.

أمراض الحرمان من الحب:

أنواع الحب الغير سوى للأبناء :

بلا شك فكل أم وكل أب يحبون أبنائهم وكل تختلف طرق التعبير عن هذا الحب فينحرف عن الطريق الصحيح

1ـ الحب المشروط : ان فعلت كذا .. احبك وان لم تفعل كذا لن احبك.

2ـ الحب النرجسي :ويظهر في تكرار قول الآباء (انا عملت لك كذا وكذا) ويظهر كذلك في فرض رغبات الوالدين على الابن فيختارون له نوع التعليم مثلا وعليه ان ينفذ رغباتهم وليس رغباته هو.

3ـ الحب الزائد : حيث تلبي الام كل رغبات الابن بشكل فوري اي دون تأجيل، وبذلك ينشأ شخصية مدللة ولا يستطيع الاعتماد على نفسه ولا يستطيع الاستقلال ، ويظل طوال حياته يقوم بدور التابع، ولأنه لم يعتاد على الحياه بنفسه فسوف يصطدم بالواقع ويتعب كثيرا فى حياته وقد يفشل أيضاً.

4ـ الحب المرضي : حيث تشعر الام بالقلق الشديد اذا ما فارقها الابن، ولذا تتعلق به تعلقا مرضياً ، ولا تستطيع الحراك بدونه حتى سن الطفولة المتأخره وربما بعد أن يصبح شاباً.

5ـ الحب الخانق : وهو نوع من التحكم في كل تصرفات الابن، وينطبق على ذلك النوع المثل القائل (ومن الحب ما قتل) حيث يقتل هذا الحب الحرية والاستقلال والابداع لدى الابناء.

لا تتوقفى عن الحب:

همسه في اذنك سيدتي. أعطى طفلك حبك وعواطفك دائما واهتمي بمشاكله واستمعي إلى شكواه، ولكن اياك والمبالغه او التفريط في هذا الحب اجعلي حبك لطفلك معتدلا لا تحرميه من الحنان، ولا تفرطي في بذل الحب حتي تنشئ من طفلك رجلا مستقل الشخصيه خاليا من العقد والاضطرابات النفسيه، لا يعرف الحقد ولا الغيره ولا الانلنيه، يعطي للجميع من الحب الذي استمده في طفولته. واعلمي ان الطفل شديد الحساسيه ويستطيع تحديد هل حبك له حب حقيقي ام لا.

Exit mobile version