أنتِ وأسرتك

الحالة السيكولوجية للمسنين وطرق التعامل معهم

بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع جميل عجبنى فنقلته لكم لأهميته
بارك الله فى كاتبه الموضوع ربنا يجازيها عنا كل الخير
[h=1] سيكولوجية المسنين.. الصغار الكبار
[/h]
بقلم: د. داليا الشيمي يكبر عندك أم أو أب تعرف أنهما ضحيا لأجلك بالكثير، وتعرف أنهما تألما لأجل ألا تتألم أنت، وربما تسعى أن توفر لهما طلباتهما حين الكبر، لكن هناك أموراً نفسياً تخص “سيكولوجية المسنين” يجب أن تعرفها، وأمور تتعلق بها يجب أن تمارسها، لن أطيل عليك لا في شرح دورهما الذي تعرفه أنت قبل أي شخص آخر، ولا حتى في أهمية الأمور النفسية بالنسبة لهما، ولكني سأسرد لك عدد من النقاط التي يجب أن تهتم بها نفسياً مع والديك أو أحدهما حين يصل إلى عمر كبير وتتحول أنت إلى “راعيه” وتشمل :
1- حينما يكبر البشر يميلوا إلي نفس اهتمام الصغار من حيث أن تخصهم بشئ وأنت تدخل عليهم، شئ يختلف عن الأدوية وعن الطلبات المعتادة، فليكن “بونبوناية” أو “محمصات” كانوا يحبونها تطحنها لهم مع السكر وتقول لهم أنك بحثت لهم عنها وأنت في طريقك.

2- من ضمن الأمور النفسية المهمة بالنسبة للمسنين هي أن يجدوا أشخاص يستمعوا لهم ويصبح لحديثهم مستمع، خاصةً عن ذكراياتهم التي يروونها وهم يضحكون أو يمثلون الموقف ليرونه لك، فحاول أن تجعل وقت لهم تستمع إليهم، ولا تُجبرهم على أن يصمتوا للتابع المسلسل معهم دون أن يكون لهم وقت خاص .

3- ذاكرة المسنين تتأثر فلا تعتبر نفسك “جبت التايهة” حين يطلبوا طلب وتقوم به فيعودوا ليطلبوه مرة أخرى فتقول لهم ” أنت نسيت ” ما أنا جبته وحطيته جنبك!!! فما سيضرك إن قمت بإحضاره من جوارها وأعطيته لها مرة ثانية وقولت لها أو له “معلش حطيته جنبك ونسيت أقولك ” ؟!!! فلا تضعهم في موقف محرج دائماً بخصوص ذاكرتهم بحيث يضطروا بعد ذلك ألا يظلبوا خوفاً من أن يكون طلب متكرر.

4- احفظ أعياد ميلادهم أو مناسباتهم الخاصة، وحتى لو كنت لا تهتم بها وهم صغار اهتم بها وهم كبار فالأمر يفرق معهم جداً حتى لو سمعت منهم “وفر فلوسك” أو “هو أنا صغير على الكلام ده ” .. فإن ذلك يخالف مشاعر السعادة التي تملأ قلوبهم لأنك فعلت.

5- إن وجدتهم صامتين لفترة طويلة في وجود عدد من الناس عندك حاول أن “تنكشهم” ليتكلموا فتحدث عن طفولتك وكيف كنت تتعبهم ، بحيث يتشجعوا ويتحدثوا هم عن بطولتهم في تربيتك ويشعروا أن لهم مكان في الجلسة .

6- اصطنع مواقف تأخذ رأيهم فيها حتى لو كنت أميل إلى رأي، وحاول أن تقوم “بتوجيه” عقلهم نحو ما سوف تقوم به ليعتبروا أنه لازال لهم تأثير في حياتك، فإن كنت ستنقل مدرسة ابنك وقد أخذت القرار فعلاً حاول أن تعرض عليهم الأمر ومعه حيثيات أعظم للمدرسة الجديدة بحيث يوافقوا ويبدو الأمر وكأنك استعنت برأيهم، وتقول في بعض اللقاءات أن ذلك الأمر حدث بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبتوصية من أهلك فإن ذلك سوف يسعدهم جداً، وذلك في كل الأمور في زواجك اذكر لهم المميزات التي تعرف أنها ذات ثقل لديهم في عروستك أو عريسك المأمول أو غير ذلك.

7- كرر وصاياهم أثناء المواقف المختلفة، فحين تفعل أمر وتروي لهم عنه حاول أن تكرر قول “زي ما اتعلمت منك يا أمي يا مامي ” أي مسمى تقوله ، المهم أن يصل لهم أنهم زرعوا وأن زرعتهم لا تزال قائمة .

8- اجعل لهم أمر خاص “يمنحونه لك” كأن تُبلغ أمك أنك لا تجد مذاق “طبختها” التي تقوم بها لك وأن كل الفنادق التي تزورها لا تشعر بهذا المذاق الرائع في الأكل، حتى لو كانت نتيجة لكبرها في السن لم تعد تقوم بها على الوجه الأكمل، وكأن تُبلغ أبوك أن قاعدتك على طابليته تجعلك تأتي هذه المسافة لبيت الأسرة متشوق لهذه الجلسة وإن الأكل فيها له مذاق مختلف.

9- حاول ألا تخلف موعد تُعطيه لهم لأنك لا تعرف كيف ينتظروا معك “النور” والحياة وكيف يجلسوا قبلها “يحوشوا” لك كلمات ومشاعر وكل ما سوف يُطبقونه عليك حين دخولك .

10- حاول أن تأتي لهم بهدية “ذات مدلول نفسي” فمثلاً عليك أن تأتي لهم بأحذية جديدة حتى لو كانوا لا ينزلوا إلا قليلاً ، فرمزية ذلك على المستوى النفسي أنه يجب أن نشتري لهم لأنهم سوف يسيروا عليها حتى لو كان من باب بيتهم حتى سيارتك أو سيارة أخوك.

11- حاول أن تأخذهم إلى بعض الأماكن المختلفة حتى لو حاولوا أن يقاوموا ذلك، فما المانع أن تأخذهم إلى مطاعم الوجبات الجاهزة وتقول لهم “أكلت هنا وقولت لازم تيجوا معايا” أو “أول ما دخلت المكان الجميل ده قولت لازم نيجي مع بعض عشان يبقى بجد مكان حلو” حتى لو كان التعليق بعدها “أكل مالهوش طعم” ولا “خسارة فيه الفلوس ده أمك كانت عملت لنا حلة كوسة وجنبها فرختين وكنا أكلنا وإنبسطنا” لا يهمك من هذا الكلام فذكرى المكان ستبقى لديهم طيبة خاصةً حين يروو لخالتك أو عمك إن “الواد” فلان صمم يودينا محل أبصر إيه ده إللي بييجي في التليفزيون”، أو يقولوا اسمه لو كانوا أكثر معرفةً ومتابعة.

12- جلد المسنين مثل جلد الأطفال ، يطمئن باللمس ، فلا تعتبر أمك أو أبوك كبروا على الحضن أو أنت كبرت على تقبيلهم، بل قبلهم وخذهم في حضنك، بل لا مانع من أن تجلس إلى جوارهما وأثناء متابعتكم للتليفزيون أو الحديث تضع أيديهم بين يديك وتتحدث، أو تجلس بجوار والدك تقرأ له قرأن ويدك على رأسه كي ينام مثل الأطفال.

13- المسنين يحبوا الصور كالأطفال ، ويسعدوا أكثر بأهتمامك بتصويرهم في المناسبات، حتى لو علقوا بأن “بتصور إيه ما خلاص لا شكل ولا حاجة” أو “كبرنا على التصوير” .

14- لا ترفع صوتك وأنت تُحدثهم حتى لو كنت تتحدث لمصلحتهم من أخذ أدوية أو التزام بتعليمات صحية، بل دللهم كالأطفال بأن ياخذوه لأجلك ولأنك في حاجة دائمة لهم.

15- اجعل أولادك يكرروا قصص أهلك أمامهم لأن ذلك يشعرهم بأنهم سيعيشوا أطول على الأقل في أذهان الأحفاد وان جيلاً جديداً يعرف قيمتهم.

16- إذا شكت لك أمك أو أبوك من أسنانهم فلا تقول لهم ساخراً “احمدي ربنا يا أمه ده أنا أهوه أسناني بدأت تقع” ، لأن في ذلك مدلول نفسي بأن عليهم أن يستعدوا للقبر وأن أي ألم أمر طبيعي وعليهم أن يتحملوه.

17- إن كانت المسنة أم ، فإن الأنثى – سبحان الله – نفسياً تحتفظ بصفاتها حتى الموت، وبالتالي ستجدها في حاجة إلى كلمة حلوة ، إلى تمييز ولو بنظرة مختلفة، إلى احتضان، إلى تدليل يخبرها بأنها لازالت أنثى ولم تمت لأن أبوك قد مات أو كبر ولم يعد يعبر لها عن ذلك.

احتضن أمك واخفيها بجسدها الذي أصبح ضعيف ونحيل بين ضلوعك، فسوف تكون أسعد إمرأة وهي بين ذراعيك تُحيطها من العالم لتعرف أن لها “وعاء” تختفي فيه من ضعفها، وتسمع نبضات قلبك التي تعبر لها حتى لو صمت لسانك بأنها أقرب نساء العالمين لقلبك، اتركها في صدرك فهناك لغة هي تُدركها وستسمعها وربما بعدها دون مقدمات تقولك “مالك يا حبيب أمك فيك إيه” لتكتشف أنت أنك مهما كبرت طفل لو تعلمت أن تخبئ ملامح وجهك الذي كانت تعرفه فسوف يفتن لها قلبك، ورائحة جسمك التي كانت تميز منها أنك داخل على دور برد وشفتاك حين تأتي على رأسها ستعرف منهما أن هناك كلام محجوز خلفها لا تستطيع إخراجه. وعندما تسألك ما بك، ويتضح أن هناك أمر ما فعلاً ستعاد ثقتها في أنوثتها لأن الأنثى تستطيع أن تفحص كل ما في راجلها من احتضانه فما بالك لو كانت هذه الأنثى أمه (رحم الله أمي كانت تحتضن أخي حتى وهي غاضبة منه حين يفتح الباب علينا وتعرف من حضنه أين كان وماذا شرب، وهل أكل أم صرف مصروفه في شئ آخر، وإن كان هناك فعل لن يبلغه لنا ) !! فلا تحرم أمك من أن تفحصك بحضنها حتى لو أصبحت أب لستة أولاد تزوج منهم مَنْ تزوج.

18- لا تروي أي من قصص قسوتهم عليك وأنت صغير ، حتى لا يستعيدوا هذه الخبرة ويعتبروا أن ما تقدمه لهم من بر هو على سبيل التصدق وأنهم لا يستحقونه.

19 – و 20 – و 21 – و 22 – و 23 …. وإلى آخر الأرقام .. هما أو أحدهما كنز مفتوح لك حاول أن تغرف منه في حالة من الطمع المشروع .. أحبهم وأعطيهم فوالديك مهما كانوا يستحقوا كل خير .. حتى وإن ضاق بك تصرف منهم أو عمل لا تنساه ، فتذكر أنهما لم يفعلا ذلك إلا لأن هذا ما كانوا يعرفونه وما تعلموه، لكن من المؤكد أنه ليس عن نقص حب، ولا يمكن أن تحاسب صاحب اليد القصيرة ، مَنْ لم يكن يملك سوى ما أعطاه لك. اللهم ارحم أهلي .. اغفر لهما ولكل أم وأب سعوا لأجل أولادهم بما استطاعوا ..

ارحموا أهاليكم .. فما تفعلونه نحو أباءكم هو فيلم تقوم أنت ببطولته وهم المشاهدون، ويوماً ما سيأتي عليك يوم تكون أنت المشاهد وأبنك هو البطل الذي سينفذ “نفس” الفيلم معك، فأحسن بطولة فيلمك الأن بحيث حينما يُعاد على يد بطل آخر لا تخجل من فيلمك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

مخالفة مانع الإعلانات

نأسف متصفحك يقوم بعمل تعطيل للأعلانات وهذا هو مصدر رزقنا برجاء تعطيل إضافة الحجب والتصفح , لن تسطيع رؤية الصور والفيديوهات بدون تعطيل الحجب