اسئلة تجيب عليها الدكتورةهبه قطب

استكشاف الخريطة الجنسية للزوجة؟[/COLOR] السلام عليكم ورحمة الله: أنا سيدة متزوجة من سنة ونصف وعند‏ي الآن ولد والحمد لله .. مشكلتي هي أني من أول الزواج وإلى الآن لم أستمتع بالعلاقة الجنسية مع زوجي أبدا، يعني لا أصل إلى الذروة ولا أحس بالمتعة والاكتفاء، وهو يعلم ذلك، وحاول كثيرا أن يرضيني ولكننا لم نفلح.. وكان في أول زواجنا عنده سرعة قذف ولكنه -الحمد لله- ذهب إلى دكتور أمراض ذكورة وانتهى من المشكلة إلا أنني ما زلت لا أستمتع معه.. وللأسف هو الآن بعيد عني منذ أربعة أشهر خارج البلاد وينوي العودة إن شاء بعد شهر لمدة أسبوعين فقط، وأتمنى أن استطيع أن أسعد معه في هذه المدة القصيرة؛ فأرجو أن تساعديني يا دكتورة لكني أريد أن أشير إلى شيء، فأنا وجدت نفسي أنفعل حين أسمع عن قصة علاقة جنسية محرمة.. وإذا تخيلت أني فرد في علاقة محرمة أشعر بالإثارة، مع العلم أني ملتزمة ومن بيت متدين ولا أقطع الصلاة، وحتى زوجي كذلك، فهو من بيئة متدينة.. ماذا أفعل؟.. عندما كنت بنت كنت أتخيل الجنس دائما وأشعر به كعلاقة محرمة.. لا أعرف كيف أسعد مع زوجي ولا أعرف كيف أسعده.. أنا متضايقة جدا لأني أشعر أني لست كاملة أنثويا.. مع العلم أني أعتبر جميلة بين النساء.. كنت قد قرأت كل مقالاتك السابقة.. ولكني لا أعرف كيف أحل المشكلة، وعودة زوجي باتت قريبة وأخشى من الفشل..خصوصا وأن فشلنا سبّب لنا ألماً كبيرا وجراحا أكبر. صديقتنا العزيزة… دعيني يا عزيزتي أُفنِّد لك تسلسل أحداث تطور علاقتك الجنسية بزوجك منذ ليلة الزفاف حتى الآن… أولاً.. بدأت العلاقة في مستهلها بفتاة تجهل عن العلاقة الجنسية أكثر مما تعلم، في انتظار أن يمد لها زوجها يد العون والعلم حيث الفكرة الشهيرة عن العلم اللا نهائي لدى الرجل عن هذه الأشياء، ولكن ارتبك الزوجان الشابان وخاصة حين وجد العريس نفسه سريعاً في القذف فتسرب القلق إلى نفسه- خطأ أيضاً- حيث إنه من الطبيعي جداً أن يكون الشاب مصاباً بسرعة القذف في أوائل فترات زواجه، وفي أغلب الأحيان سرعان ما يختفي هذا العرض مع الانتظام في العلاقة الجنسية بمعدل مرتفع لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر…. فإن ظلت الأمور كما هي بعد هذه المدة يكون هذا هو الوقت المناسب إذن لطلب العون الطبي والعلاج لهذه الحالة… ثانياً: زال العرض الذي سبب القلق للزوجين وهو سرعة القذف, فانتظر الزوجان ثمرة الشفاء، وتوقّعا بشدة أن تستقيم الأمور تلقائياً وأن ينهلا من حلاوة العلاقة، خاصة وأن الزوج -أكرمه الله- لم يتورع أبداً عن أن يحاول ذلك أبداً مع زوجته كي يمتعها، كما أصبح هو يستمتع بعد العلاج… ولكن هيهات… فبدا الأمر غريباً لكليهما!!! ثالثاً: ازدادت الحيرة لدى الزوجين الشابين وظلت في زيادة حتى الآن، وأعتقد أن سبب التأخر في سؤالهما كل هذه المدة هي مسألة حمل الزوجة وإنجابها، وغالباً ما يعزي الزوجان سبب أي ارتباك في العلاقة الجنسية أثناء الحمل إلى الحمل نفسه، وبعد الولادة مباشرة إلى الانشغال والاضطرابات النفسية للزوجة واضطرابات النوم، والطفل الحديث وشئونه و… و… أما بعد انقضاء وقت كافٍ فهنا يبدأ البزوغ مرة أخرى، وتبدأ ذات الشكوى في الظهور إلى السطح من جديد… وها هي الآن بين أيدينا!! فما هو تفسيرها؟! إن المسألة يا صديقتنا العزيزة ببساطة شديدة هي عدم علمكما بديناميكيةالاستمتاع الجنسي للمرأة- إذا جاز التعبير- فكلاكما يعتقد أن المسألة تلقائية، وستحدث وحدها دون تدخل أو ترتيب من أحد، لا ننكر أن هذا يحدث في بعض الأحيان، ولكن في أحيان أخرى هذا “مستحيل”، وأعتقد أنكما تنتميان إلى الحالة الثانية وعلى ذلك فالحل ببساطة شديدة هو معرفة النقاط التالية التي سأكتب فيها ما يمكن كتابته في هذا المقام، فإن أدت الغرض فهذا جيد، وإن لم تؤدِ الغرض فقد يحتاج الأمر للجوء لطبيب متخصص للاسترشاد. النقطة الأولى.. إن استمتاع المرأة ليس تلقائياً ولكنه يحتاج لبعض التنبيه لكي يبدأ في التفعيل. النقطة الثانية.. يكون هذا التنبيه باستكشاف الخريطة الجنسية للزوجة وخاصة في الأعضاء الجنسية وما حولها، وذلك باشتراك الطرفين “الزوج بالمداعبة، والزوجة بالتركيز والانتباه الشديدين للإحساس الانفعالي الذي تسببه هذه المداعبة”. النقطة الثالثة.. إدراك أن الاستمتاع الأصلي والرئيسي للزوجة يكون ما تصل إليه من الخارج “أي بمداعبة الأعضاء الجنسية الخارجية مثل منطقة البظر وما حولها”، وليس بالجماع الفعلي أو الاحتكاك الداخلي أثناء العلاقة الجنسية. النقطة الرابعة.. هذا لا ينفي حدوث متعة من الاحتكاك الداخلي أيضاً، ولكن نسبياً ليست بالمتعة الكبيرة ولا القوية حِسِّياً، بل إنها مختلفة اختلافاً شديداً عن مثيلتها الخارجية، فالمتعة الخارجية حسية في المقام الأول، والداخلية حشوية أي أنها تحس في الأحشاء بشكل أكبر… النقطة الخامسة.. وهي بالرغم من أنها ليست الأهم من حيث الوظيفة ولكنها تستطيع أن تسبب بواراً وإخفاقاً لكل الجهود المبذولة في هذا السياق، وهي بدورها تنقسم إلى نقطتين دقيقتين: • التركيز الزائد من قِبل المرأة كي تصل إلى قمة المتعة الجنسية بحيث تراقب نفسها بطريقة زائدة عن اللزوم مما يقطع التلقائية التي يجب أن يمتاز بها اللقاء الجنسي. • التركيز القليل بخصوص تلقِّي المثيرات الحسية أثناء قيام الزوج بمداعبتها قبيل الجماع الفعلي مما يجعلها تتلقى إشارات عصبية أقل مما يفي بكمال شعورها بالاستمتاع، وأحياناً ما يكون ذلك بأسباب لا تعدو أن تكون هينة مثل الخوف من استيقاظ الطفل، أو نسيان طعام خارج الثلاجة أو مشكلة حدثت ذلك اليوم، أو…. أو…. وهكذا فلتعلمي يا سيدتي العزيزة، وسائر القراء أن الإحساس الجنسي لدى المرأة هو إحساس هش للغاية لابد من الدقة في التقاطه، والدقة في المحافظة عليه حتى إيصاله إلى قمته، وهو يحتاج لتمرين غير مرهق ولا يستغرق وقتاً، ولكنه في النهاية لن يحدث بفعل الغريزة ولن يأتي من تلقاء نفسه كما يظن الكثيرون… وفقك الله يا سيدتي وأطعمك من متعة الحلال وأغناكِ دوماً بزوجك كريم الخلق عن حرامه إن شاء الله تعالى. ثانيا :ما الأشياء التي تضعف القدرة الجنسية؟[/SIZE] إن القدرة الجنسية هي سلسلة من الأحداث التي تجري داخل جسم الإنسان، ولقد سبقت الإشارة إلى ذلك بالتفصيل في المقالات الخاصة بالدورة الجنسية (راجع ماسبق) وهنا يستطيع القول إنه من المنطقي تماما أن نعلم أن أي شيء يتسبب في تعطيل الدورة الجنسية في واحدة أو أكثر من مراحلها الثلاث الأولى سيضعف القدرة الجنسية، وبذلك يؤثر سلبياً على القدرة وعلى الانتصاب، وبالتالي سيؤثر أيضاًُ وتلقائياً على القدرة الجنسية مع الطرف الآخر (الطرف الأنثوي).
وسأضرب بعض الأمثال بهذا الخصوص، فالمرحلة الأولى هي مرحلة التنبية الحسي وهي دخول المثير الحسي المتمثل في منظر أو مسمع أو ملمس أو رائحة أو أي شيء آخر إلى الجهاز العصبي الخاص بالملتقي ويترجم داخلياً إلى مثير جنسي تبعاً لبقية المعطيات المحيطة بالموقف ذاته، فإذا كان هذا المثير منفراً بالنسبة للملتقي، أو ترجم داخلياً بشكل مخالف لكونه مثير جنسي، انتفت العملية من أساسها ومثال ذلك أن تتعطر الزوجة بعطر يكرهه زوجها –مثلاً- في حين أنه يثار جنسياً بعطر آخر يكون حاملاً لذكرى معينة لديه أو يرتبط في ذهنه بحالة إثارة جنسية تعرض لها من قبل في حين أنه -حتى مع وجود هذا العطر المثير ولكن تكون أخته مثلاً هي التي تتعطر به- قد لايحرك فيه شعرة..
ومثل آخر يحدث أثناء المرحلة الثانية أو الثالثة أو كلاهما من الدورة الجنسية مثل عدم التركيز في عملية الممارسة أو التركيز الزائد من باب اختبار الذات والخوف من الفشل، أوحدوث ألم يصيب الرجل أو زوجته (شريكته في العلاقة) فإن ذلك يوقف استرسال العلاقة وتدفقها ويعكس آنذاك اتجاه الدورة الجنسية فتصير في هبوط بدلاً من أن تستمر في الصعود حتى الوصول إلى الشبق…
ويترجم كل ذلك إلى القوة الجنسية أو بمعنى آخر (قوة الانتصاب) فالانتصاب هو المرآة المباشرة لحالة الإثارة والقوة الجنسية ما دام كل شيء طبيعيا من الناحية الصحية والعضوية، وهذا يسمى في علم الجنس (بخلل الإثارة) (desire dysfunction) إذا كانت المرحلة الأولى من الدورة الجنسية هي المعنية أو (خلل الانتصاب)
(dysfunction erectile) إذا كانت المرحلة الثانية من الدورة الجنسية هي المعنية. [/COLOR]
Exit mobile version