تربية الأطفال

من اجل عام دراسى ممتع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المدرسة عالم جديد يراه الطفل للمرة الأولى عندما ينتقل من الاسرة الذي تحتضنه وتدلله لذلك فان اول صعوبة تواجهه في سن مبكرة هي تعرضه لظروف بيئية وعاطفية مختلفة.
وتتميز فترة سن الطفولة خلال الحياة الدراسية بالنمو التطور السريع وهذا يستلزم تهيئة الظروف المناسبة للنمو الجسماني والعقلي والنفسي السليم.
والخبرة في الحياة الاجتماعية يكتسبها الطفل من المدرسة بسبب تعرضه للتنافس في اللعب والدراسة الامر الذي يعرضه للضغوط النفسية والاجتماعية ويترتب على ذلك انطواء الطفل او لجوئه إلى السلوك العدواني.
واختلاط التلاميذ بالمدرسة مع بعضهم البعض قد يعرضهم إلى مخاطر الاصابة بالامراض المعدية وهنا يبرز دور الصحة المدرسية ودور المعلمين في المحافظة على صحة التلاميذ ورعايتهم من اجل تحسين قدرتهم على التحصيل والاستيعاب واكتساب السلوك الصحي ولجعل المدرسة مركز اشعاع فكريا وثقافيا وتوعويا وصحيا.
ونستعرض في هذه الدراسة الحياة الدراسية منذ اليوم الاول في الحياة المدرسية للطفل الذي يذهب إلى المدرسة للمرة الاولى وفي جميع مراحل التعليم المختلفة فالحياة الدراسية إذا بدأها الطالب متفوقا فسيظل متفوقا طوال حياته الدراسية والعكس صحيح.
وتتناول الدراسة كذلك سيكولوجية التعلم وافضل طرق المذاكرة من خلال علم النفس التربوي كما تتناول اثر البيئة في الصحة النفسية للطلاب ودور الرعاية الصحية للتلاميذ.
وتتناول هذه الدراسة كذلك اثر التغذية في القدرة على التحصيل العلمي والاستيعاب واثر اصابة الطفل بالضعف والهزال على مستواه العلمي وكذلك اثر السمنة وزيادة الوزن على نشاط الطفل وحيويته وتحدد هذه الدراسة المقومات الصحية والنفسية لحياة دراسية وعام دراسي يبدع فيه الطلاب ويتفوقون.
واخيرا تحدد هذه الدراسة افضل طرق المذاكرة وافضل ساعات المذاكرة التي يكون المخ فيه في اوج نشاطه ويقظته طبقا لايقاع الساعة والبيولوجية في اجسام الطلاب.

تتميز فترة سن الطفولة خلال الحياة الدراسية بالنمو والتطور السريع سواء كان ذلك من الناحية النفسية او الاجتماعية او البدنية كما تستلزم تهيئة الظروف المناسبة للنمو السليم والنضج العقلي والنفسي.

الروضة للنمو الجسماني والاجتماعي
تكون الروضة بالنسبة للطفل قبل عامه السادس مكانا يلعب ويلهو في الاطفال وتقتصر مهمتها على اسعاد الطفل وتسليته وتحضيره فكريا واجتماعيا لخوض التجربة الاول في الالتحاق بالمدرسة.
وتعتمد الروضة اللعب كنشاط موجه او غير موجه من اجل تحقيق المتعة والتسلية.
ويستغله الكبار عادة ليسهم في تنمية سلوك وشخصية الطفل بابعادها العقلية والجسمانية والوجدانية.
ويساهم اللعب في تعرض الطفل الى اشعة الشمس والهواء الذي يؤدي الى تقوية عظامه رئتيه ويساهم في تقوية عضلاته ويخلصه من التوتر والانفعال ويساهم في تنمية قدرة الطفل على التوافق مع الآخرين.

الابتدائي للعمل الجاد
عندما يصل الاطفال الى المرحلة الابتدائية تتحول المدرسة الى مكان للعمل الجاد وتتراجع الالعاب والاغاني الى الدرجة الثانية من الاهمية اضافة الى الابتعاد عن الأم وبالتالي تفقد المدرسة كثيرا من جاذبيتها ويقل حماس الطفل للذهاب اليها.
واذا اضفنا عاملا مهما جديدا وهو فرحة الاهل ببدء طفلهم التعلم وبالتالي اهتمامهم بنتائج دراسته ودرجاته في الامتحان وتربيته في الفصل نجد ان كل هذا يمثل ضغطا نفسيا على الطفل.
وأحيانا نجد طفلا مرتفع المستوى والقدرة على التحصيل الا انه غير متحمس للذهاب الى المدرسة فيشكو من كرسيه في الفصل غير مريح وان الكتب كثيرة وان قلمه قد ضاع وفي أحيان اخرى تزداد كراهيته للمدرسة حسب درجة إجهاده وقلقه وضغط الاهل عليه.

التغذية والقدرة على التحصيل
ان إهمال تغذية الطفل يؤثر في قدرته على الاستيعاب والتحصيل بصورة كبيرة كما ان الاصابة بسوء التغذية او نقص التغذية تؤدي الى تأخر الطالب في المدرسة.
وكذلك يجب الانتباه الى ان تعرض التلميذ للاصابة بفقر الدم «الأنيميا» يؤدي الى اصابته بالاجهاد والشعور بالتعب وضعف التركيز والسرحان وكذلك اصابته بالصداع المزمن والدوار ويصبح معرضا للاصابة بالامراض المعدية نتيجة ضعف المناعة.
والمرض في الواقع ما هو الا استنزاف لقدرات التلميذ الذهنية والجسدية.
وتقول الدراسات الطبية ان اصابة التلميذ بالنحافة والهزال تقلل من قدراته على التركيز في الصف وإنجاز واجباته المدرسية.
أما إصابة الطفل وهو في سن الدراسة بالسمنة نتيجة سوء التغذية فتجعله خاملا وكسولا وسريع الشعور بالاجهاد عند تكليفه القيام بأي مجهود ذهني او عضلي بسيط.
ويجب الاهتمام بوجبة الافطار فهي تساعد على التركيز والتمتع بالنشاط الذهني ويجب ان تحتوي على العناصر الغذائية الاساسية وان تكون متنوعة وتوفر السعرات الحرارية المطلوبة لأداء النشاط المدرسي والتمتع بالحياة الدراسية.

البيئة المدرسية والصحة النفسية
توافر الفناء الواسع وقاعات الانشطة على اختلاف صور اللعب والتسلية والترفيه للصغار وتوفير الملاعب للكبار وغير ذلك مما يخلق المشاعر المحببة للطلبة نحو مدرستهم.
وكذلك توافر المطاعم والكافتيريات يزيد من إقبال للطلبة والتلاميذ على التعليم وحبهم للدراسة.
وهذا يتيح فرصة للمدرسة للنهوض برسالتها في تحقيق النمو والنضج في الجوانب الصحية والذهنية والاجتماعية والنفسية للطلبة.
ومن مهام المدارس التربوية تعليم الطلبة المبادئ والقواعد الصحية وتدريبهم عليها حتى تصبح عندهم في حكم العادة ثم ينقلونها الى أهليهم وأصدقائهم وبذلك تكون المدرسة قد أدت رسالتها نحو رفع المستوى الصحي للمجتمع ونشر الوعي الحضاري.
وبحكم ان المعلم على اتصال مباشر بالطلبة يوميا اثناء العام الدراسي فيمكنه ان يكتشف ما يطرأ على الطالب من تغيير بمجرد حدوثه وأن يكشف الكثير من العمل والامراض والعيوب الجسمية والنفسية في وقت مبكر قبل ان يستفحل حذرها.
فإذا لاحظ المعلم ان المستوى العلمي للطالب قد تأخر بعد ان كان متقدما على أقرانه في الفصل او انه غير متيقظ للدرس دون سبب ظاهر فإن ذلك قد يكشف عن أسباب مرضية مثل اصابته بالأمراض الطفيلية والأنيميا «فقر الدم» او إصابته بالتهاب مزمن في الاذن الوسطى يؤثر على عملية السمع والاستيعاب وكذلك ضعف النظر او غير ذلك من الاسباب.
وقد يكون سبب هذا التأخر والخمول راجعا الى مشاكل عائلية كاضطراب العلاقة بين والديه في المنزل او القسوة الزائدة عليه من والديه او ان يكلف بأعمال لا تخصه.

الأخذ بسيكولوجية التعلم
قد لا يكون لبعض المناهج الدراسية أهداف محددة مما يوقع المدرس في خطأ ارتجال أهداف قد لا تحققها المادة التعليمية او ارتجال طرق للتدريس بعيدة عن الاهداف الحقيقية التي تشمل اهتمامات الطلبة ومتطلبات الحياة المعاصرة التي يحددها خبراء متخصصون.
وتأتي أهمية هذه الاهداف من انها المعايير التي يتم به اختيار محتوى المادة العلمية وتحديد طرق التدريس ونوع الامتحانات التي ستقيس مدى تحقق هذه لاهداف وتساعد في تحديد الطريقة المثلى لمذاكرة هذه المادة.
ويأتي دور علم النفس التربوي في فرز هذه الاهداف ايضا فهو الذي يحدد منها ما يتناسب مع المراحل العمرية والدراسية وتلك التي تحقق مهارات ومعارف مرتبطة بالممارسة الحياتية اليومية للمتعلم وتنبذ التي لا تدخل التعديلات المطلوبة على جوانب الشخصية.
وتصنيف الاهداف التربوية في ثلاثة مجالات هي:
< المجال المعرفي: يقصد به العمليات التي تتطلب تخزين المعلومات «التذكر» وتجهيزها «التفكير» ويبدأ هذا المجال من الاستدعاء البسيط للمعلومات الى العمليات الابتكارية التي تتطلب تركيب الافكار والموارد والربط بينها في نسق متكامل. < المجال الوجداني: وتتركز هذه الاهداف على الجوانب الانفعالية والمزاجية وتشمل الانتباه والتأهب والميول والدوافع والاتجاهات والتذوق والقيم والتوافق النفسي والاجتماعي. < المجال الحركي: ويتصل هذا المجال بالمهارات الحركية والعضلية والتآزر العضلي العصبي. أفضل طرق الاستذكار المرحلة الاولى من حياة الطفل الدراسية هي أهم مرحلة في حياته فإذا بدأ الطفل حياته الدراسية متفوقا فسيظل متفوقا طوال حياته الدراسية والعكس صحيح. ولهذا يجب البحث عن أفضل طرق المذاكرة سواء في اعطاء التلميذ الحرية في اختيار أسلوب المذاكرة المناسب له. لأن التدخل بالقوة لفرض الاسلوب الذي كان يتبعه الأب أيام كان طالبا يأتي بنتيجة سيئة علي الطالب وبرد فعل عكسي. ويجب ان يستمتع الطفل باستراحة قصيرة اثناء استغراقه واندماجه في الدراسة ليتناول كوبا من العصير او مشروبا ساخنا حتى يتجدد نشاطه كما يمنحه حتى يتجدد نشاطه كما يمنحه طاقة تساعده ذهنيا وجسديا عن طريق السعرات الحرارية الموجودة في العصير او المشروب الساخن مع مراعاة عدم الاكثار من تناول المنبهات كالشاي والقهوة فهي تؤثر في القدرة على الاستيعاب. وكذلك تصيب الطالب بالأرق اثناء النوم فلا يحقق فائدة حقيقية من ساعات نومه. وكذلك تجعل الطالب يستيقظ مجهدا متعبا مثل السهر في الليل فيذهب الى المدرسة مكتئبا غير مقبل على الدراسة. ويجب تغيير أسلوب الحياة في المنزل عند بدء العام الدراسي لتوفير المناخ المناسب للدراسة. وجعل عطلة نهاية الاسبوع للزيارات العائلية والاصدقاء والنوم مبكرا ليتمكن الطالب من الاستيقاظ مبكرا نشيطا. الاضطرابات النفسية في المراحل الدراسية عندما يبدأ الطفل حياته المدرسية يعاني بعض المشاكل البسيطة للتكيف المدرسي. فإذا أظهر التلميذ خوفا من المدرسة ورفض الذهاب اليها فإن ذلك يكون علامة خطيرة لاضطراب التكيف الداخلي. وكذلك ما يدعو الى الاهتمام اذا عانى الطفل من ابتلال الفراش ومص الاصابع وقضم الاظافر او الخوف من الاصابة بالمرض. واذا أظهر نوبات ذعر شديد متكررة في ظروف معينة مع دوام شعور عدائي ضد الوالدين. فإن هذه العلامات هي علامات الاضطراب النفسي ويحتاج الى العلاج والمشورة الطبية. وفي مرحلة المراهقة حيث تبدأ تغيرات بدنية وفسيولوجية وانفعالية وذهنية واجتماعية مهمة في الظهور فينعكس اثر ذلك على حاجة المراهق الى القبول من الغير والشعور بالاستقلال والتحرر من الاعتماد الانفعالي والذهني على أسرته. ويتعرض المراهق لصراعات مختلفة مع البيئة لشدة حساسيته تجاه اي نوع من الضغوط النفسية. وتظهر الاضطرابات السلوكية والانفعالية بصور مختلفة منها نوبات الصرع وأحلام اليقظة والانطواء والانحرافات السلوكية المختلفة كالخجل والهروب من المدرسة وظهور تسلل الاحداث والاتجاهات الاجرامية وإدمان الكحول والميل للانحرافات الجنسية. اليوم الأول ... كم من أب وأم تمنيا أن ينتهي بسلام ؟ يعد اليوم من العام الدراسي يوماً مهماً في حياة كثير من الأمة التي يصبح شغلها الشاغل التفكير في التغلب على الصعوبات التي سيلاقونها عند ذهاب الطفل إلى المدرسة للمرة الأولى. كم من أب وأم تمنيا أن ينتهي هذا اليوم بسلام رغم تقديرهما للألم العميق الذي يصيب الطفل الذي يبدأ حياته المدرسية للمرة الأولى وادراكه للمواقف الدقيقة المرهقة التي لابد من مواجهتها في ذلك الوقت. وغالبية الأطفال تتقبل الأمر الواقع وتذهب الى المدرسة من دون خوف أو ألم أو ضيق أو انفعال. ولكن البعض الآخر يعاني من الحزن والغضب والتوتر الذي سرعان ما ينقضي. ويتفاوت الأطفال في التخلص من هذه المتاعب فبعضهم تنتهي عنده هذه المشاعر والأحاسيس مع انتهاء اليوم الأول من حياته المدرسية والبعض الآخر يتغلب على قسوة الموقف في شيء من البطء خلال اسبوعين أو أكثر. لهذا يجب اعداد الطفل تدريجياً لمدة عام قبل ذهابه الى المدرسة يجعله يعتمد على نفسه في بعض الأشياء الخاصة به مثل خلع الملابس ووضعها في المكان المخصص لها واطعام نفسه والذهاب الى الحمام معتمداً على نفسه. ومن المفيد اسماعه كلاماً طيباً عن المدرسة والحياة المدرسية والقيام بزيارة للمدرسة واتاحة الفرصة لتكوين صداقات مع أطفال الجيران والأهل وبخاصة الذين يذهبون الى المدرسة. فهذا يرغبه ويشوقه للذهاب الى المدرسة ويقلل من شعوره بالوحدة وهو الشعور الذي كثيراً ما يزعج الطفل الذي يبدأ أول عهده بالمدرسة والحياة الدراسية. اما ان يُكره الطفل على الذهاب الى المدرسة بالشدة والقسوة والعنف فهذا أسلوب يسيء الى بناء شخصيته ويقلل من قدرة تحصيله للعلم والاستيعاب.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى