أنانية الأطفال..أسبابها وطرق علاجها في ٣ خطوات
يعتبر مفهوم أنانية الأطفال، مفهوماً غير واضح، وتتميز نظرتهم للآخرين بالسلبية، حيث ينقصهم الانتماء للجماعة، ويجدون صعوبة في علاقاتهم مع الأطفال الآخرين ومع الأقران، وعلينا إدراك أن جميع الأطفال أنانيين بطبعهم، ويحملون وجهة نظر واحدة، هي وجهة نظرهم الخاصة، ومع الوقت والخبرة يتعلمون رؤية الأمور من زاوية أخرى، وسنحاول في موقع جنتي تسليط الضوء على هذه المشكلة وكيفية علاجها.
متى تتطور الأنانية لدى الأطفال؟
الأطفال من عمر عامين إلى 6 أعوام يكونون في المرحلة الثانية من مراحل التطور المعرفي، وطوال هذه المرحلة يكون تفكير الطفل متمركزًا ومتمحورًا حول الذات، وهذا طبيعي في المرحلة الأولى من الحياة، لأن الأطفال يكونون غير قادرين فكريًا على رؤية العالم من وجهة نظر مختلفة، ولكن من منظور تنموي ومع التقدم في العمر، يتحول التركيز على الذات فقط إلى التركيز على الذات والآخرين، وتشير بعض الأبحاث إلى أن قدرة الأطفال على التحكم في الدوافع واتخاذ القرارات والتفكير بطريقة أقل تمحورًا حول الذات تحدث بين سن 6 سنوات و 13 سنة، ولكن في عمر 15 عامًا، يكون جميع المراهقين في مرحلة نمو يمكن اعتبارها أنانية وغير آمنة، مما يعني أنهم يركزون بشدة على أنفسهم بحيث لا يتبقى لديهم الكثير من الطاقة العقلية لملاحظة كيف يؤثرون على الآخرين، حتى لو كانوا في الواقع أشخاصًا متعاطفين.
أعراض الأنانية عند الأطفال:
1-صعوبة تقبل الرفض :
يعتقد الطفل الأناني أن جميع رغباته مجابة، بغض النظر عن إمكانية تحقيقها من عدمه، لذلك لا يستطيع تقبل الرفض، وعادةً ما يقول “لا” باستمرار لمن حوله.
2-الأخذ أكثر من العطاء :
لا يقدّر الطفل الأناني ما يفعله الآخرين من أجله، لذلك قلما تجده يقول من “فضلك” قبل أي طلب، و”شكرًا لك” بعد الحصول على ما يحتاجه،كما أن عدم التفكير في الآخرين، حيث لا يفكر الطفل الأناني إلا في نفسه، ويشعر دائمًَا بأنه يستحق معاملة خاصة، لذلك يشعر بالإنزعاج، إذا وجد نفسه متساويًا في كل شيء مع أقرانه.
3-عدم الاكتفاء:
لا يشعر الطفل الأناني بالاكتفاء بما لديه، فعلى سبيل المثال دائمًا ما يرغب في الحصول على المزيد والمزيد من الألعاب، حتى إن كان لديه الكثير منها.
ما هي علامات الأنانية عند الأطفال؟
- خلق فوضى في المنزل.
- عدم التعاطف مع الآخرين.
- عدم تقدير الأشياء الممنوحة لهم.
- عدم تفضيل بذل الجهد لأي سبب.
- مقاطعة محادثة الكبار للفت انتباههم.
- عدم القدرة على الحديث عن قيمة العطاء.
- إزعاج الآخرين أثناء التحدث في الهاتف.
- عدم الحفاظ على نظافة المنزل أثناء اللعب.
- البكاء ونوبات الغضب عند الطلب أو الانتظار.
- الرغبة في السيطرة على زمام الأمور طوال الوقت.
- عدم التفكير في الآخرين، والتركيز فقط على الذات فقط.
فهم الآخر
إن إدراك وجهة نظر الآخر ضرورة , كي يستطيع الطفل فهم كيف يبدو الموقف للآخرين، ولماذا وكيف يتصرفون؟ وعندما يبلغ الطفل أربع أو خمس سنوات تنمو لديه مهارات الاتصال المناسبة، ويصبح ظهور الحديث المتمركز حول الذات والسلوك الدال على الانشغال التام بالنفس أقل، بحيث يتعلم وضع نفسه مكان الناس، لأن الاهتمام بالآخرين يتطلب إدراك كيف يمكن أن تشعر لو كنت مكانهم.
أسباب الأنانية عند الاطفال
١-الخوف :حيث ينتاب الاطفال مخاوف عديدة تسبب لهم الأنانية ، مثل خوفهم من مواجهة البخل… الرفض…الابتذال….من الأشخاص المحيطين بهم ، لذلك يشعرون بالغضب والفزع، وبالتالي يميلون إلى الأنانية،ويصبحون مهتمين فقط بسعادتهم وسلامتهم الشخصية، محاولين تجنب الأذى من الآخرين، وهم يرون الأشياء من خلال أعينهم فقط ، ويفسرون وجهات نظر الآخرين بأنها مخجلة لهم ، هم متمركزون حول النفس ومتقلبو الأطوار.
الدلال : بعض الأطفال يحاولون إبعاد أطفالهم عن أي مواقف مزعجة، ويقدمون لهم الحماية الزائدة، ويحرصون على إشباع كل حاجاتهم، لذا ينشأ أطفالهم وهم غير قادرين على تنمية قوة الاحتمال، أو تطوير ذواتهم وهذا يقودهم إلى الأنانية.
عدم النضج و الوعي: فالأطفال الذين لا يستطيعون تحمل الإحباط، ويريدون رغباتهم بسرعة ، يأخذون صفات الأنانية بشكل تلقائي، ويمكن مساعدتهم في التخلص من هذه المشاعر من خلال تشجيعهم على التفاعل مع أطفال فى مثل عمرهم.
الخوف:ويشكل ايضا الخوف الذي يولده الأبوان في الطفل من خلال سخريتهما منه،وانتقادهما له، سببا قويا لتعزيز سلوك الأنانية لديه، فبالتأكيد هناك تأثيرات سلبية محتملة على الطفل من قبل الرفاق والمدرسة والأقارب،إلا أن الأطفال الذين يشعرون بالحب من قبل آبائهم يستمر شعورهم بالجدارة، أما الأطفال الذين لا يشعرون بتقبل آبائهم لهم، فهم لا يدركون مشاركتهم على شكل “نحن” بل على شكل ما الذي أريده “أنا”.
الوقاية:
1. تشجيع تقبل النفس: وهو أن تجعل للطفل قيمة وأن يشعر بأنه محبوب ، فإن توافرت للطفل القيمة والمحبة والأمان يصبح عنده استعداد للإهتمام بمصالح الآخرين.
2. تعليم الأطفال الاهتمام بالآخرين: “حقق سعادة الآخرين تحقق سعادتك ” إن إظهار الاهتمام بأطفالك وبالآخرين، يمثل نموذجاً رئيساً يعتبره الطفل قدوة، بعكس أن يكون الأبوين أنانيين.
3. تعويد الطفل على تحمل المسؤولية: وهي طريقة طبيعية لتعليم الأطفال الاهتمام بالآخرين، مثل تعليمهم الاهتمام ببعض الحيوانات الأليفة، فإن قيام الأطفال بالأعمال الخفيفة هي دلالة على تحملهم المسؤولية.
علاج الأنانية
1. تعليم الاحترام من خلال القصص والمواقف الحية، حيث يلعب الآباء دورا كبيرا في ذلك، من خلال سردهم قصصا فيها قيما واضحة تحث على عدم الأنانية، وتظهر سلوك الاهتمام بالآخرين على أنه السلوك الصحيح.
2. تعزيز النتائج الإيجابية للاهتمام بالآخرين، وذلك بشكر الأطفال على أي سلوك يظهر فيه احتراماً نحو الآخرين، وشرح نتائج هذا الفعل في النفوس.
3. شرح ومناقشة التأثيرات السلبية للأنانية، فلو كان الطفل أنانياً ، يجب على الأب أن يناقشه بطريقة لطيفة، مبيناً المواقف الأنانية وسلبيتها.
الاستقلال بالنفس يختلف عن الأنانية
يهتم الأنانيون بأنفسهم بشكل مطلق ومبالغ فيه، فهم يركزون على مصلحتهم الخاصة، دون أي اعتبار للآخرين، وهناك مصطلحات عديدة تستخدم لوصف أنانية الأطفال، مثل التمركز حول الذات – فردي – نرجسي – محب لنفسه، و يظهر الأنانيون أنهم مستقلون لحد ما عن المؤثرات الخارجية، وتقتصر وجهة نظرهم على الاهتمام بنشاطاتهم وحياتهم الخاصة، ومع ذلك فالأشخاص الأذكياء جدا والمبدعين يمكن أن يكونوا أيضاً مستقلين، متجاهلين لآراء الآخرين في معظم الأحيان، والفرق الوحيد أن هؤلاء الأشخاص منتجين إلى حد كبير، بعكس الأشخاص النرجسيين السلبيين، لذلك على الأهل مساعدة الطفل على إمساك العصا من المنتصف ، كي يحقق الإبداع ، من خلال شخصية مستقلة منتجة ، بعيدة عن النرجسية السلبية.
مواضيع تهمك حول أنانية الأطفال
نصائح عظيمة تساعد في تربية وتهذيب الأطفال
التصرّف العفوي والسلوك المنحرف للأطفال